مع اهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمور الثقافة وبناء الإنسان المصري نري من واجبنا أن نذكر في هذا الصدد ذلك المثقف الجميل الذي أشاع الجمال في ربوع مصر بما حقق من إنجازات سواء في الآثار أو المعاهد الفنية أو الكتب شديدة الجمال التي تركها لنا تحت مسمي العين تسمع والأذن تري. هذا هو الدكتور ثروت عكاشة الأب الروحي للثقافة المصرية منذ أن كان وزيرا للثقافة في عهد جمال عبد الناصر فعلاوة علي أنه كان من الضباط الأحرار إلا أنه قد كان له رأيه المستقل ونظرية في بناء مصر الجديدة ولعل الدورة الثقافية التي حدثت في الستينيات يرجع له الفضل الكبير فيها فقد بدأ عام1958 وانشاء قصور الثقافة مواصلا خطة الرائد العظيم د.طه حسين, حيث شملت تلك القصور كل ربوع مصر لنشر الثقافة حتي في النجوع وكان له الفضل في انشاء مبني دار الكتب الجديدة ومعهد السينما ومعهد الباليه والكونسرفتوار والمؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقي ومشروع الصوت والضوء وقاد الحملة الدولية مع منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة والأقصر وأسوان وأنه بحق المؤسس الأول للبنية التحتية للثقافة المصرية وها نحن نري السيد الرئيس في مهرجان الشباب الرابع في الإسكندرية يضيف بأهمية بناء الإنسان إلي إنجازاته البنائية علي الأرض, في كل ربوع مصر بدءا من قناة السويس الجديدة وحتي مشروع غرس مليون شجرة من أسوان حتي الإسكندرية مرورا بالطرق والمدن الجديدة مساهمة في تنقية الهواء ومايحدث في منطقة القناة علاوة علي تأمين مصر عسكريا لتعود إلي مكانتها الجديرة بها.. إنها حرب في كل مصر ضد الجهل والإرهاب والتخلف سعيا إلي مصر المستقبل! تبقي لقصور الثقافة وبيوت الثقافة المنتشرة في كل ربوع مصر مسئولية تنفيذية لتوصيل الثقافة بالفعل الي تلك الأماكن بالصورة المصرية التي نأملها, حيث يجب أن تحدث عملية فرز لكل تلك الأفكار القديمة والمتكلة بدءا من المحاضرات والندوات والمسرحيات التي تقدم والمحصور معظمها في تيمات عفا عليها الزمن.. والتي تصبح بالبكائيات والعدودات والسفارات التي لاتحرك ساكنا لابد من عملية فرز لكل تلك المتراكمات.. خاصة وأن القائم علي الهيئة الأن شاعر ومثقف يرغب في التغيير فعلا هو الشاعر أشرف عامر والذي كان مسئولا فيما قبل عن ادارة اللجان المتخصصة في المجلس الأعلي للثقافة. هناك بعض المحسوبين علي المثقفين اسمايستريمون للنظر لكل شيء من خلال منظار قائم فلا يرون الحقائق أمامهم, حيث إن الضباب كثيف علي زجاج النظارات بينما هناك الكثير من المشروعات جلبة علي الأرض لمن يريد أن يري.. ماينقص هو أن يملك النظرة الموضوعية علي الأقل لا أن يجلس قابعا في غرفته المغلقة في الماضي, حيث إن من في الظلام فلايري الشمس تشرق كل يوم رغم أنف الظلاميين.