المؤكد أن استقرار الشرق الاوسط يرتبط باستقرار مصر, وانه كلما تزايدت التحديات, وتورطت احدي دول البحر المتوسط في دعم الارهاب كلما زاد الدور والعبء علي مصر لحفظ التوازن والاستقرار وخاصة بعد ان أصبحت احدي دول المتوسط مأوي للجماعات المتطرفة بل تمد اطماعها الي دوائر العمق الاستراتيجي لمصر بدءا من العراقوسوريا وصولا الي الخليج ومياه المتوسط وأردوغان لا يترك مناسبة إلا ويهاجم مصر دفاعا عن الإخوان وتطرفهم. وتستضيف بلاده قيادات الجماعات المسلحة الفارين من العراقوسوريا بل ان تركيا قامت بتفويض قواتها البحرية بالتطبيق قواعد الاشتباك ضد أي دولة تنقب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها بحريا بما يعني وجود اطماع تركية في ثروات الدول المجاورة في البحر المتوسط, ومع تعاظم التهديد التركي وتورطها في دعم الارهاب سعت مصر لتوثق علاقاتها مع اليونان وقبرص من خلال تعاون استراتيجي في جميع المجالات, فعلي صعيد التعاون العسكري, ساهم الموقع الجغرافي لليونان في تعزيز العلاقات المصرية اليونانية العسكرية عبر البحر المتوسط, والذي تمثل في اتفاقيات, وتدريبات عسكرية مصرية يونانية منها المناورة البحرية أليكساندربوليس2014 والتدريب الجوي المصري اليوناني حورس2015, والتدريب البحري الجوي ميدوسا2015, بمشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية المصرية, وتدريب عسكري بحري2016 م مشترك لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة البحر المتوسط. وآخر هذه المناورات التدريبات الجوية- البحرية المشتركة ميدوسا2017 بين القوات المسلحة المصرية واليونانية, حيث شاركت القوات المسلحة بحاملة المروحيات أنور السادات لاول مرة, والفرقاطة افريم, الغواصة الحديثة من طراز41, لنش صواريخ هجومي,6 مقاتلات إف-16 و4 مقاتلات ميراج2000, طائرة سي-130 للنقل العسكري, طائرة إنذار مبكر وتحكم محمول جوا( أواكس), وفريق من الصاعقة البحرية اما القوات اليونانية شاركت بفرقاطتين, وغواصة, و4 مقاتلات إف16 و4 مقاتلات ميراج2000, طائرة سي-130 للنقل العسكري, طائرة إنذار مبكر وتحكم محمول جوا( أواكس), مروحية شينوك للنقل العسكري, وفريق من القوات الخاصة البحرية والغرض بالطبع من هذا التدريب هو تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين القوات المسلحة لكلا البلدين, من خلال تحسين مستوي التدريب للوحدات في مجالات العمليات المعقدة والأمن البحري ومكافحة الارهاب ومكافحة الغواصات وسفن السطح والدفاع الجوي اعمال البحث والإنقاذ تدريبات الرماية النيرانية بالمدفعية والتدريب علي عمليات التحريم البحري, بحضور كل من رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي, ونظيره اليوناني الادميرال إيفانجيلوس ابوستولاكيس, وقائد القوات البحرية المصرية ونظيره اليوناني, وهناك عدة رسائل حمتها المناورة البحرية المصرية اليونانية موجهة مباشرة الي من يريد الشر بمصر, اهمها ان مصر تمتلك أسلحة متطورة قادرة للوصول إلي قلب تركيا لكنها لن تكون البادئة بالعدوان ولن تتورط في مواجهة يمكن حلها بوسائل أخري غير الوسائل العسكرية لكن هذا لا يمنع من أن تحافظ مصر علي حقوقها وتستخدم القوة في سبيل ذلك ولو وصل الأمر للمواجهة البحرية العسكرية في اي وقت فهذا سيكون للردع او قل الخيار الأخير من أجل حماية الأمن القومي المصري أن علي الرئيس التركي ان يتوقف عن ممارسة استفزازاته ضد مصر سواء في البحر المتوسط او في عمقها الاستراتيجي في سورياوالعراق واخيرا في الخليج وأن يسارع بحل القضايا العالقة بينه وبين جيرانه وتحديدا قبرص واليونان سلما لا حربا, وأن مصر تمتلك قوة بحرية عسكرية رادعة وتمتلك اتفاقيات استراتيجية مع دول الجوار علي الجانب الاخر من المتوسط ومع ذلك فيه تتوخي اقصي درجات ضبط النفس. ولن تلجأ للتنقيب عن البترول في المتوسط إلا وفق اتفاقيات دولية معترف بها وضمن حدودها البحرية المرسومة والمحددة وفق الخرائط الدولية, لكنها لن تقف صامتة لو صعدت تركيا عسكريا ولجأت للقوة لفرض أمر معين أو حاولت التلويح بالقوة لمنع مصر من استغلال حقوقها المشروعة.