التحديث عن العقل لا ينتهي لأنه مصدر الإبداع وإنتاج الأفكار سواء أكانت جيدة أم سلبية, وهو أساس الإدارك والذي يعتمد علي النظرة الكلية والتحليلي للأمور والأحداث ومن ثم إعادة التأليف بين هذه الأجزاء. وفهم الفرد ومعرفته لما يحيط به في الواقع أو البيئة التي يعيش فيها يعتمد علي الصحة النفسية والذكاء. وفي عصرنا الحالي أصبحنا في أشد الحاجة لتشغيل العقل في كل مجالات الحياة وتحديدا نحتاج للتفكير الإيجابي نظرا لطبيعة العصر الذي نعيشه. فضلا عن الكثير من صور السلوك البشري التي يصعب تفسيرها في معزل عن العقل وفي ضوء معتقداته وطبيعة نظرته للحياة. ولذا فأي تغيير لابد أن يبدأ من العقل حتي نستطيع تعديل أي شيء داخلنا وحولنا. والتفكير الإيجابي ماهو إلا طريقة للعيش من خلال استخدام مرن لتحليلاتنا للانخراط في الحياة بشكل يحقق الأهداف. فأول أسباب التفوق والنجاح هو الإيجابية في التفكير والقدرة علي مراقبة الأفكار السلبية والسيطرة عليها. فكلما وضع الإنسان مجموعة من الاستراتيجيات لمجابهة الشدائد والمشكلات كلما ساعد نفسه علي العيش في سلام نفسي, مثل التفاؤل والرضا وتقبل الذات والعطاء والثقة بالنفس. وقد نتساءل كيف نتعلم ونتدرب علي التفكير الإيجابي؟ أننا نتعرض جميعا لفترات نفكر فيها بشكل سلبي ونستخدم كلمات تهدم ذاتنا وطموحنا مثل: أنا لا أستطيع عمل.. فلان يخدعني أو تجاهلني.. انا خائف وغيرها من الأفكار والأحاديث السلبية مع الذات. وهنا يركز الإنسان علي نقاط الضعف فيتوقع الفشل والخسائر فتزداد نظرته التشاؤمية تجاه ذاته والأخرين.كل ما عليك هو طرح الفكرة السلبية جنبا والتصدي لها بفكرة إيجابية, كأن تقول الموقف صعب لكن لا يوجد مستحيل, ان شاءالله سيمنحني ربي الطاقة. فلان لم يسلم علي ربما مهموم بمشاكله أنا مثله حين أفكر في مشاكلي. أما لو كان تفكيرك السلبي بسبب موت عزيز لديك أو فراق حبيب فهنا عليك مقاومة الفكرة وذلك بتشتيتها وأسرع لتغيير مكانك أو اتصل بأحد الأصدقاء المقربين لك وفضفض معه المهم أن يكون صاحب علم ومصدر ثقة أو اكتب رسالة إلي الله تفرغ فيها كل طاقاتك السلبية وتأكد أنه أقرب إليك من حبل الوريد فإيمانك وقناعتك بالشيء ستعمل علي تحقيق توازنك من جديد. أما إذا كنت مقدما علي عمل أو امتحان وتخاف الفشل فعليك بإعادة ترتيب حساباتك بدل من إهدار الوقت في الحزن علي اللبن المسكوب وحدث نفسك إنه لا يوجد مستحيل وقم توضأ وأطلب من الله المساعدة ثم ابحث عن قصص التحدي التي تملأ شبكة الانترنت ودون كيف نجح هؤلاء رغم العوائق وما يعانون منه, وساعتها ستدرك كم النعم الذي أنت فيه. عليك أيضا مراجعة نفسك من حين لآخر وتقويمها ومخالطة الأشخاص الإيجابيين. وتعلم الاسترخاء الفكري لتفرغ الشحنات السلبية برأسك, وكل المطلوب هو التمدد علي سريرك وأخذ نفس عميق ثم فكر في الطبيعة وجمالها واسرح بخيالك معها. وأخيرا الشخص السلبي يفكر في المشكلة ولا تتوقف أعذاره ودائما ما يتوقع المساعدة من الآخرين ولا يري الإنجاز أكثر من وعد يقدمه. أما الشخص الإيجابي يفكر في الحل لا تتوقف أفكاره البناءة, ويساعد الجميع ويعتبر الإنجاز التزاما يلبيه. نهاية القول ثق في نفسك وتجنب الفراغ وأصدقاء السوء, ركز علي نقاط قوتك وقوها بدلا من التركيز علي نقاط ضعفك لعلاجها فطريقة تفكيرك تؤثر علي حياتك وعلي الكيفية التي تستجيب بها في المواقف الصعبة والتي يتحدد عليها سلوك حل المشكلات. كلية الآداب جامعة الإسكندرية