دقة اختيار اللفظ له تأثير مباشر علي النفس, فالإعجاز البلاغي في اختيار عنوان المؤتمر الوطني للشباب تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ابدع.. انطلق هو خير دليل علي أن أركان الخطة التنموية تصب في هدف واحد وهوالوضوح والعزيمة والواقعية. فكلمة ابدع في معجم المعاني تشير إلي الابتكار أو إيجاد الشيء من عدم, بمعني غربالة المتاح والمباح لصناعة السعادة والراحة. وهذا الأمر يحتاج إلي الاجتهاد والإصرار وتحمل الألم حتي تصل للهدف. وهوما يكشف لنا أن عملية الإبداع معقدة ولكنها ليست مستحيلة. فهي عبارة عن سلسلة من التفكير الذهني والاستبصار الجيد والاصطدام بعوائق وإحباطات يليها سيل من الخيرات, ولذا جاء بعدها لفظ انطلق ليشير إلي التدفق دون تعثر. والتدفق في علم النفس حالة من التركيز ترقي إلي مستوي الاستغراق المطلق وفناء الفرد في المهام والأعمال, ومن ثم شعوره بتملك مقاليد الحاضر المقترن بالنشوة والسعادة. وتلك هي الرسالة التي سعي الرئيس لبثها بين الشباب وأفراد الشعب منذ توليه الحكم وهي الوضوح والبساطة الممزوجة بالموضوعية والواقعية دون استسلام لتحديات الإرهاب والإعداء. يعني اتعب شويه حتلاقي خير بالزيادة. إن سير خطة الدولة وفق نواميس محددة من حيث الكلمة واللفظ والفعل بالتوازي مع الأهداف التنموية والبنائية لهو أمر مبشر بالأمل في مستقبل أفضل ان شاء الله. فاختيار لفظي الإبداع والانطلاق ليس مصادفة بل يسير وفق آليات استراتيجية مدروسة للارتقاء بالمحروسة. والأمر الأكثر جاذبية من اختيار اللفظ هو التفكير في إقامة مؤتمر سنوي يناقش قضايا الشباب ويخاطب عقولهم ويحفزهم علي الإنتاج والتحدي وينمي لديهم الانتماء. فشعور الشباب بأنهم ليسوا بمعزل عن رئيس الدولة يزيد مشاعر الحب لقائد مسيرتهم ولبلدهم. فلقاء الحاكم بابناء الوطن يعزز دورهم في المساهمة في الدفاع عن قضايا المجتمع وهو أمر لطالما افتقدناه طوال السنوات الماضية, حيث كانت رؤية الرئيس بمثابة حلم وكأنه من كوكب ثان. أما اليوم فقد أصبح المواطن العادي يشعر أن بإمكانه رؤية الرئيس في أي لحظة. لقد اذاب هذا المؤتمر الفجوة الكبيرة بين السلطة والشعب والشباب ليس فقط بوجود الرئيس بصفته المتواضعة وروحه المرحة وثقته بشعبه وضحكته التي قهرت الحساد ولكن بكل النماذج التي شاركت بإبداعاتها وإنجازاتها لإعادة بناء مصر. لقد نجح المؤتمر في اختيار نماذج مبشرة ومتميزة جعلتنا جميعا نشعر بالفخر والعزة التي افتقدناها سنوات طوال مثل متحدي الإعاقة والمستحيل ياسين الزغبي, الذي أثبت أن الإعاقة الحقيقية في عقولنا ونفوسنا وليست في أجسادنا. أتمني أن تتعدد المؤتمرات وأن تكون علي نفس المستوي من التنظيم والتنسيق والاختيارات القدوة, فرسالة المؤتمرات تصل للعقل سريعا بسبب التركيز علي الهدف والحدث, ووجود أنماط متعددة من الشخصيات ومستويات متباينة من التفكير والنماذج الملهمة. تلك الثقافة كنا نحتاج إليها من زمن ولابد أن تصل للمدن النائية وسيناء وصعيد مصر لنختصر المسافات ونلتحم تحت مظلة نعم من أجل الوطن. وأخيرا يبقي سؤال: هل نحتاج لزيارة الرئيس وزوارVIP حتي نعيش هذا الجمال طوال العام ونستمتع بنظافة الشوارع في مدينة السحر الإسكندرية؟ أما سؤال الأغلبية فكان: لماذا لم يتلق أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية دعوة لحضور المؤتمر؟ تحيا مصر بكل فخر, تحيا مصر بقائد رسم الطريق بنمط تفكير إبداعي ومختلف عن منهج الطبطبة واضحك عليهم بكلمتين لحد ما الكارثة تعدي تلك السياسة أفقدت الشعب ثقته في حكومته السابقة. ابدع يا ريس احنا معاك وانطلق يا شباب مصر نحوالتميز بالكفاح والصبر وسنتخطي الإحباطات والعثرات ان شاءالله وسنقضي علي الفساد حتي نقتلعه من جذوره, فالإرهاب ليس هو قضيتنا الوحيدة التي شطرت الشعب بل غياب الضمير وغلبة المفسدين.