حين تكون قادرا علي معرفة مشاعرك ومشاعر الآخرين, وحين تحسن إدارة انفعالاتك مع الآخرين وتستطيع أن توجه مهاراتك وقدراتك نحو الهدف بنجاح, فأنت تجمع بين المعرفة والعاطفة المتزنة والمنظمة التي تؤهلك للتفاعل بنجاح مع ضغوط الحياة اليومية وبلغة علم النفس أنت تتمتع بذكاء وجداني. إننا نعيش زمن الضغوط والمتغيرات غير النمطية ذلك لأننا نصحو كل يوم علي ماهو جديد بل إننا نترقب كل ثانية ماهو غريب ومثير تارة في عالمناالسياسي وتارة في عالمنا الاجتماعي وتارة في العلم وأسراره, حتي أصبحنا لا نعرف معني الهدوء الداخلي وفقدنا حتي القدرة علي التوقعات المستقبلية. ولذا نحتاج بإلحاح إلي المعاني الإيجابية كالذكاء الوجداني لشحن طاقاتنا ببطاقات السعادة والأمل والتفاؤل الممزوجة بالعمل والجد والاجتهاد. والسؤال: ماذا نحتاج لننمي في تكويننا الشخصي مهارة الذكاء الوجداني؟ عليك أولا بإدراك ذاتك ومطالبها( أعرف أنت عايز إيه) فكلما زاد وعيك بذاتك زادت الاستقلالية لديك واستطعت تحقيق ذاتك. وخير مثال علي ذلك مريم طالبة الثانوية العامة لهذا العام فوعيها بذاتها وإمكانياتها وتقديرها العالي للذات وتوجيه قدراتها نحو هدفها ساعد علي نجاحها الساحق, فلم تخجل من وظيفة والدها ولم تحبط من مستواها الاجتماعي بل خلقت من ظروفها الصعبة جسرا من الثقة والأمل لتعبر العقبات باجتهاد وصبر ورضا. ثانيا: لا تنس علاقاتك بالآخرين ومسئولياتك الاجتماعية تجاه من حولك, فالحياة قامت علي التعاون والتكافل, ومهما كنت مستقلا بذاتك سوف تحتاج يوما ما للآخرين فلا تخلق عدوات ولا تتذمر عند كل كبيرة وصغيرة ولا تعقد المواقف وتجاوز تفاهات البعض واعذر الآخرين فكلنا نخطأ وكلنا نغضب بقصد وبدون قصد, افهم من حولك من خلال لغة الجسد وخبراتك. وأكثر من يتمتع بتلك المهارة هي الأم فإحساسها العالي بأبنائها وعطائها وتقديرها المستمر لهم وتجاوزها عن أخطائهم تجبرهم علي رد جميلها وعدم التخلي عنها. فإذا فقدت الأم مهارة التواصل الجيد مع أبنائها خسرتهم. وأخيرا, تعلم المرونة وتعايش مع المستجدات حتي لو كانت مزعجة, تقبل ظروفك الصعبة لأنها مع اجتهادك حتما ستمر فالمشاهير تجاوزوا المحن من خلال الرضا وحسن التكيف. عليك بتدريب ذاتك إلا تحزن تحت أي ظرف أكثر من أسبوع وكحد أقصي أسبوعين, فكر في نفسك ثم قرر بعدها أن ترمي كل ما يزعجك خلفك وانظر لمستقبلك حتي تتجاوز الألم. فالمرونة مهارة مكتسبة تجعلك تضع أكثر من بديل لأي مشكلة حتي لا تصطدم بحائط الأزمات. فكلما كانت إدارتك للمشاكل التي تعترض حياتك مبنية علي فكرة دوام الحال من المحال كلما استطعت النهوض من جديد. تعلم فنون الذكاء الوجداني فممارسة الحياة واجتياز العقبات يحتاج إلي تدريب وبصيرة. كلية الآداب جامعة الإسكندرية