نجح السويسري جوزيف بلاتر في الفوز بانتخابات الرئاسة بالفيفا للمرة الرابعة علي التوالي رغم عدم وجود اي منافسة حيث فاز ب186 صوتا من اجمالي203 أصوات صحيحة في الانتخابات التي جرت امس بقاعة الهالشتاديون بزيورخ مقر الأتحاد الدولي لكرة القدم. وبذلك يواصل الرجل ذو الخمسة والسبعين عاما والذي قضي حوالي36 عاما في الفيفا حتي الآن واصبح رئيسا منذ عام1998, قيادة سفينة الفيفا كما وصفها للأربع سنوات المقبلة حتي.2015 وفور اعلان نائب رئيس الأتحاد الدولي الأرجنتيني خوليو جراندونا عن نتيجة التصويت دخل بلاتر القاعة التي كان قد غادرها قبل البدء في التصويت ليستقبله اعضاء الجمعية العمومية بالتصفيق الحاد وتقدم له حفيدته الورود ليعتلي المنصة ويشكر الحاضرين علي ثقتهم فيه ويعدهم بمواصلة العمل الجاد وأكد بلاتر ان دولة الفيفا كبيرة ولايستطيع قيادتها بمفرده ويجب ان يساعده اعضاء الجمعية العمومية في ذلك. وقبل ختام الدورة الحادية والستين للكونجرس قدم بلاتر ثلاثة اقتراحات للكونجرس وطالب بالتصويت عليها ونجح في الحصول علي موافقة176 دولة من اجمالي180 دولة قامت بالتصويت علي الأقتراحات التالية: وهي أن قرار التصويت علي اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم مستقبلا للكونجرس وليس للمكتب التنفيذي لتفادي الشبهات والاقتراح الثاني كان بان يكون اختيار رئيس لجنة الأخلاق بالتصويت من الكونجرس ايضا بالاضافة الي تشكيل لجنة خاصة بايجاد الحلول للمشكلات. ورغم ان بلاتر ظل وحيدا بدون منافس في السباق الا ان فوزه اوتتويجه الرسمي لم يآت من خلال اعلان فوزه بالتزكية لأن ذلك كان سيسبب له وللفيفا مشكلات اخري هم في غني عنها كما ان بلاتر كان يود ان يثبث ان الأغلبية كانت من مؤيديه....وتساءل الكثيرون هنا لماذا لم يتم التصويت الكترونيا وهو ما كان يحدث طوال اليوم عند التصويت علي بعض التعديلات في اللوائح...وسمعت احد كبار الصحفيين هنا وهو يقول لأنهم لايثقون في بعض وهم الأفضل والأضمن هو التصويت السري اليدوي... وتم تجهيز كشكين وقام السكرتير العام بالنداء علي دولتين بالدور وبالترتيب حسب الترتيب الأبجدي الأنجليزي حيث تذهب كل دولة لكشك للتصويت...وكان قد تم اختيار مصر منذ الصباح لتكون احد المراقبين ضمن ثماني دول علي التصويت اليدوي... وبعدما انتهي التصويت اليدوي بدأت عملية الفرز برئاسة السكرتير العام وكان بلاتر قدغادر القاعة قبل بدء عملية التصويت ليعطي الفرصة للأعضاء الجمعية العمومية للتصويت بحرية وداعبهم قائلا سأعود مجددا....تاركا اكبر نواب رئيس الفيفا سنا خوليو جراندونا الأرجنتيني لتنظيم عملية التصويت للانتخابات وكان بلاترخاطب الجمعية العمومية بكلمة الرئيس طبقا للبند الثامن من جدول الأعمال اعلن فيها صراحة عن رغبته في تولي مسئولية الفيفا خلال السنوات الأربع القادمة ليعملوا معا علي استعادة مكانة ومصداقية مؤسسة الفيفا العالمية كمؤسسة محترمة وشفافة... وخاطب بلاترالجمعية العمومية قائلا: نواجه جميعا الآن تحديا مهما ويمكنني ان اؤكد لكم اننا جميعا سنواجه هذا التحدي معا فقد طلقينا ضربات وصفعات كثيرة وقاسية خلال الفترة الماضية وكان الأكثر منها موجها لشخصي...واعتقد انه تحذير مفيد لنا لانه سيسمح لنا الآن برؤية الأمور بشكل افضل....وأضاف قائلا: انا علي استعداد لتلقي كل الطلبات والأقتراحات من اجل خدمة كرة القدم لأنني مثل ربان السفينة في مهب العاصفة فنحن لسنا مثل الهرم الثابت الذي لايتزعزع بل السفينة التي تتقاذفها الأمواج وتمر في بحار مضطربة ولهذا السبب علينا ان نعيد هذه السفينة الي بر الأمان لذلك نحن في حاجة الي قائد يرغب في قيادة وتولي مسئولية هذه السفينة وانا ارغب في ذلك...يجب ان نتخذ حلولا سريعة وجذرية واصلاحات ضرورية مما يتطلب منا ان نضاعف جهودنا لأنني لا أريد لهذه المؤسسة بعد اليوم ان تكون في اي وضع مخز واكد بلاتر في كلمته علي الألتزام بالشفافية التي طالما التزم بها الاتحاد الدولي خلال مسابقاته الا انه اكد انه يجب الألتزام بها خاصة في ادارة امور اللعبة وشفافية القرارات....واوضح بلاتر انه يري ان ما يحدث للفيفا الآن هو نتاج لازدياد شعبية لعبة كرة القدم فهذا ما صنع المشاكل وخاصة مسابقات كأس العالم وطلبات استضافة الدول لمسابقات الفيفا فكأس العالم لم تعد فقط مجرد مسابقة رياضية بل اصبحت لها قيمة اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية ايضا... وهو مارأيناه جميعا في ديسمبر الماضي عند اختيار الدول المنظمة لكأس العالم2018 و2022 وماأطلق من سهام اتهامات وادعاءات.... واعترف بلاتر ان هذه الموجة لم تنته بعد ومازالت سارية.... وفاجأ بلاتر اعضاء الجمعية العمومية واستمالهم باعلانه المقترحات التي يري ان من شأنها ان تحقق الشفافية وتعيد مصداقية الفيفا وتبعد عنها الشبهات....فقد طالب بلاتر ان يكون حق التصويت مستقبلا علي اختيار الدول المنظمة لكأس العالم من حق الجمعية العمومية وليس أعضاء المكتب التنفيذي....وطالب ايضا بتعزيز عمل بعض اللجان داخل الفيفا مثل الأخلاقيات والتأديب والانضباط والعمل علي استقلالها....ومع وجود لجنة للتحقيق في الأتهامات الموجهة للفيفا وايجاد الحلول وليس للنقاش تتكون من شخصيات داخل الفيفا وترفع تقريرها الي المكتب التنفيذي واذا ما دعت الحاجة يتم تنظيم مؤتمر استثنائي حتي نضع حدا لكل الادعاءات البذيئة الموجهة الي الفيفا واعضائها. واختتم بلاتر كلمته قائلا: ولكن مصداقيتنا جميعا الآن علي المحك ولا مجال للتأجيل. يجب ان نبدأ العمل من الآن ولانؤجل شيئا للغد...أتمني أن تتبعوا السبل التي بدأت ارسم معكم ملامحها وأن نمضي معا في نفس المركب...يجب أن نعرف وجهتنا والي اين نحن ذاهبون لنبدأ في تحقيق مستقبل افضل...يجب أن نحمي كرة القدم وهي مسئولية الاتحادات الوطنية..الكرة ملك لنا جميعا واريد ان أكون مسئولا عنها لأخرج بنا جميعا بهذا المركب من الأمواج العاصفة لنعيد من جديد بناء هذا الهرم الذي يتكون من الأتحادات الوطنية, فمعا سنحقق هذا وستستعيد الفيفا من جديد مصداقيتها وانضباطها واحترامها. جاء ذلك في الانتخابات التي أجريت أمس علي منصب الرئيس وذلك بعد أن رفضت172 دولة الطلب الانجليزي بتأجيل الانتخابات بينما أيدت17 دولة فقط الطلب الذي تقدم به رئيس الاتحاد الأنجليزي مخاطبا اعضاء الجمعية العمومية ال206 الذين كان لهم حق التصويت....بينما أمتنعت ثماني دول عن التصويت وأعطي السكرتير العام للفيفا جيروم فالك الذي ادار الاجتماع الحق للاتحاد الانجليزي لالقاء كلمة طبقا للمادة35 بشأن تغيير جدول الأعمال الخاص بالكونجرس... وخاطب رئيس الاتحاد الانجليزي الأعضاء وطلب رئيسه تاجيل الانتخابات التي اصبحت سباقا بحصان واحد واصبحت الفيفا خلال الأشهر الماضية مؤسسة توجه لها انتقادات عديدة من المؤسسات والمنظمات الدولية الكبيرة والرأي العام والاعلام لذلك ندعو الجمعية العمومية لمهلة كافية لتؤجل فيها الانتخابات حيث يعاد ترتيب الاوراق لانتخابات جديدة....وأعلن رئيس الاتحاد الانجليزي أنه تلقي نصيحة بعدم الحديث أو تقديم الطلب الا انه رفض ذلك باعتبار ان الفيفا مؤسسة ديمقراطية... وكان واضحا ان الطلب الانجليزي لم يلق قبولا من اعضاء الجمعية العمومية حيث كان التصفيق بعدها ضعيفا جدا....بينما كان هناك تصفيق حاد لكل من رؤساء اتحادات بنين, الكونغو, فيجي, هايتي, قبرص الذين تغزلوا في انجازات بلاتر وايدوا اعادة انتخابه ودافعوا عن سمعة الفيفا وسط حالة استياء لدي بعض الإعلاميين خاصة الأنجليز. ثم فتح السكرتير العام للفيفا فالك بعد ذلك المجال للأعضاء للتصويت الالكتروني لمدة15 ثانية علي الطلب الأنجليزي بشأن تعديل البند الرابع عشر الذي يخص الانتخابات الذي رفض كما ذكرنا ثم فتح التصويت علي اعتماد جدول الأعمال كما هو معد سابقا ووافقت198 دولة ورفضت اربع فقط. محمد بن همام تقدم محمد بن همام رئيس الأتحاد الأسيوي والمرشح السابق امام بلاتر علي انتخابات الرئاسة بتظلم وشكوي الي الفيفا في خطاب ارسله صباح يوم اجتماعات الكونجرس واجراء الانتخابات اعتراضا علي الأسلوب الذي تعاملت فيه لجنة الأخلاقيات وادارة الفيفا معه وايقافه بعد التحقيق وقبل انتهاء التحقيقات وظهور الأدلة التي تدينه....وأنه رغم الطلب الكتابي الذي قدمه من قبل وطالب الفيفا بمنحه خطابا خاصا بالايقاف ليتمكن من الالتماس الا انه تم تجاهله وبالتالي حرم من المشاركة امام الكونجرس صباح امس.