بعد أكثر من سبعة عقود علي إسقاط الولاياتالمتحدةالأمريكية قنابل ذرية فتاكة علي اليابان, أقرت الأممالمتحدة معاهدة تاريخية تحظر الاسلحة النووية في أنحاء العالم, وعلي الرغم من أن المعاهدة أثارت الأمل في مستقبل بدون أسلحة نووية فإن عدم اليقين في نجاح الاتفاقية لا يزال قائما. فرغم توقيع الاتفاقية من قبل122 دولة أي ثلث الدول الأعضاء في الأممالمتحدة البالغ عددها192 دولة لا يزال هناك ما يقرب من15 ألف رأس حربي نووي عالميا وأكثر من90 % منها موجودة في الولاياتالمتحدةوروسيا, حيث تبلغ ترسانة روسيا النووية نحو8500 رأس نووي بينما تمتلك أمريكا نحو7700 رأس نووي. ويري بعض الخبراء أن تقليص الأسلحة النووية الهجومية الذي تنص عليه اتفاقية( ستارت) بين أمريكاوروسيا ليست أكثر من مجرد خطوة أمريكية تقتضيها حاجة واشنطن إلي تقليص عدد الصواريخ الروسية ليصبح من الممكن مواجهتها واعتراضها من خلال المنظومة الدفاعية الصاروخية الأمريكية. وخلافا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام1968 التي سمحت لخمس دول بحيازة هذه الاسلحة فإن المعاهدة الجديدة تعد حظرا صريحا علي الاستخدام المباشر أو غير المباشر للأسلحة النووية وحيازتها وتطويرها, مما يثير تساؤلات بشأن موقف الأممالمتحدة من حيازة أمريكاوروسيا لمثل هذه الاسلحة. وتشمل المعاهدة لأول مرة التزامات بتقديم المساعدة إلي ضحايا تجارب الأسلحة النووية فضلا عن المعالجة البيئية للمناطق الملوثة نتيجة استخدام الاسلحة النووية. ونقلت صحيفة الجارديانس قولها( أن الخطر يكمن في أن بعض الدول لا تزال تضفي الشرعية علي الاسلحة النووية عندما تتحدث عن أمنها بينما تهدف المعاهدة الجديدة لجعل الأسلحة النووية محرمة بموجب القانون الدولي. وقد قاطعت9 دول نووية في العالم الاتفاقية بالإضافة إلي غالبية أعضاء حلف شمال الأطلنطي( الناتو) فيما عدا هولندا التي صوتت ضد المعاهدة. ومن بين أكثر المنتقدين للمعاهدة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي قالت منذ بدء المحادثات أن العملية ليست واقعية خصوصا في أعقاب تصاعد التوتر بين أمريكاوكوريا الشمالية المسلحة نوويا. ومن جانبها قالت نيكي هالي سفيرة أمريكا لدي الأممالمتحدة( لا يوجد شيء أريده لعائلتي أكثر من عالم خالي من الأسلحة النووية, ولكن علينا أن نكون واقعيين, هل هناك من يعتقد أن كوريا الشمالية ستحظر الأسلحة النووية ؟). وفي بيان مشترك أعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أنهم لا ينوون أبدا التوقيع علي معاهدة حظر الاسلحة النووية. وذكرت الجارديان أن تلك الدول ليس من المستغرب عدم مشاركتها في المعاهدة بسبب رغبتها في الاحتفاظ بالسلطة السياسية المرتبطة بالأسلحة النووية مما يحول الاتفاقية إلي مجرد حبر علي ورق.