شعر أسامه بأن الدنيا تضيق في وجهه عقب رسوبه في امتحانات الثانوية العامة وتحطمت أحلامه في الالتحاق بالجامعة بعد أن وذهب سهر الليالي التي قضاها في استذكار دروسه هباء منثورا كما أن حزن والديه عليه كان له أثر مؤلم علي نفسه. فهما لم يدخرا جهدا في توفير الجو الملائم له وتدبير نفقات دراسته من دروس خصوصية وكتب خارجية وغيرها من المتطلبات التي أرهقت ميزانية العائلة البسيطة بشكل كبير وفي النهاية لم يجني إلا الخزي والعار أمام أسرته وأهله وجيرانه وزملائه في المدرسة. لم تطفئ الدموع التي انهمرت من عينيه نار غضبه وحزنه علي مستقبله الذي بات مهددا بالضياع واسودت الدنيا في عينيه وشعر بأن حياته أصبحت بلا قيمة واضمر في نفسه شيئا لم يبديه أمام أسرته حتي لا يكونوا عائقا في تنفيذه.. فقد قرر الانتحار والتخلص من حياته نهائيا حتي لا يكون عبئا علي أحد ولم يكن أمامه وسيلة متاحة للانتحار سوي سرقة سلاح والده الناري. لم يتردد أسامة كثيرا في تنفيذ مخططه وبالفعل تمكن من الحصول علي السلاح دون أن يشعر به أحدا وسريعا توجه إلي غرفته التي شهدت معاناته مع كتبه التي ظلت هما جاثما علي نفسه فشل في التخلص منه بعد رسوبه وقام بإطلاق رصاصة استقرت في بطنه ليسقط علي الأرض غارقا في دمائه وسط ذهول أسرته التي أسرعت إلي غرفته بعد سماع صوت إطلاق الرصاص وقامت بنقله إلي مستشفي البلينا المركزي التي قامت بتحويله إلي مستشفي سوهاج العام لتلقي العلاج. كان اللواء مصطفي مقبل مدير أمن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة البلينا يفيد وصول أسامة18 سنة طالب ويقيم بقرية أولاد عليو لمستشفي البلينا المركزي مصابا بطلق ناري بالبطن وتم تحويله لمستشفي سوهاج العام. وبانتقال العقيد أحمد الراوي رئيس فرع البحث للجنوب والعميد ماجد مؤمن رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لفحص ملابسات الواقعةوسؤال خاله ياسر42 سنة عامل قرر حدوث إصابة المذكور نتيجة طلق ناري لا يعلم مصدره ولم يتهم أحدا بالتسبب في إحداث إصابته وأشارت التحريات إلي قيام المجني عليه بإحداث إصابته بنفسه لرسوبه في شهادة الثانوية العامة. كلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة وضبط السلاح المستخدم وتم إخطار النيابة فقررت سؤال المصاب بعد تماثله للشفاء وطلب تحريات المباحث حول ظروف وملابساتالواقعة وباشرت التحقيق بإشراف المستشار أحمد عبد الباقي المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج.