أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم, أن أكون جنديا وفيا لجمهورية مصر العربية محافظا علي أمنها وسلامتها حاميا ومدافعا عنها في البر والبحر والجو داخل وخارج الجمهورية مطيعا للأوامر العسكرية منفذا لأوامر قادتي ومحافظا علي سلاحي لا اتركه قط, حتي اذوق الموت والله علي ما اقول شهيد,, بهذا القسم يبدأ كل مقاتل في القوات المسلحة حياته العسكرية محملا بأمانة الدفاع عن أرض الوطن رافعا شعار النصر أو الشهادة في مواجهة الاخطار أيا كانت. تحير العالم في شخصية المقاتل المصري علي مدي التاريخ منذ عهد الفراعنة مرورا بالعصور المختلفة وحتي حرب أكتوبر1973 في كل تلك الأزمنة كان الجميع يتساءل عن سلاح المقاتل المصري الأول والأهم ليكتشفوا جميعا أن روحه العالية والعقيدة القتالية التي يعتنقها هي التي تجعل منه أسدا جسورا في المعارك المختلفة بطلا مغوارا في مواجهة الأخطار. ففي الحادث الأخير الذي وقع أمس بعد هجوم عناصر تكفيرية بسيارات مفخخة وأخري دفع رباعي علي كمين بشمال سيناء ظهرت الروح العالية للمقاتل المصري البطل. لقصة الشجاعة والإقدام تفسيرات كثيرة وضحها علماء النفس والاجتماع وخبراء الحروب من خلال الأهرام المسائي حيث يقول الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس إن المقاتل المصري لا يدين بالولاء إلا للوطن وتبدأ مرحلة الولاء حتي من قبل التحاقه بالعسكرية فهي مستمدة من تاريخ مشرف يدرسه الطالب المصري يعرف من خلاله تاريخ وعظمة بلاده بوجود أمثلة كثيرة لأبطال شرفوا مصر في مواجهة الاحتلال علي مدار كل العصور لتتكون لديه العقيدة وهي التي تأتي من الاعتقاد وعلي رأسها حب الفداء من أجل الوطن. وأضاف أن مشاعر المقاتل المصري تتكون ويمتلئ قلبه بحب الوطن والزود عنه بكل غال ونفيس خاصة نفسه ودمه فداء لوطنه الأصغر أسرته والأكبر وهو مصر ففي داخل وحدات التدريب بالجيش يتم صقل المقاتل بجرعة نفسية كبيرة من خلال روح التعاون بين الجنود وبعضهم وبين قادتهم وكذلك وضع القدوة والأمثلة لأبطال مصر السابقين من الشهداء والمصابين في الحروب والمواجهات الإرهابية كلها تجعل من المقاتل المصري يسير علي نفس المنهج والدرب للوصول للمكانة التي حظي بها هؤلاء الأبطال وكتابة اسمه في سجلات الشرف والوطنية هذا يظهر في روح المقاتلين وقت الحصار وفي الأوقات الصعبة والحاسمة. من جانبه قال اللواء سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة الأسبق إن ثقافة الجندي المصري تأتي من خلفيته الزراعية والتي تعتبر الأرض عرضا لا يمكن التفريط في حبة رمل منها وهي مرتبطة بثقافة الشعب المصري كله ومن أول يوم للمقاتل في القوات المسلحة يعلم تماما أن سلاحه هو شرفه ولذلك لا يتركه قط حتي يذوق الموت. وأضاف المقاتل المصري يختلف عن أي مقاتل في العالم لأنه دائما يعلم أن عدم هزيمة العدو هو أشد عار يمكن أن يلاحقه في حياته ولذلك فإن الشعار الدائم هو النصر أو الشهادة كما أنه الجندي الوحيد في العالم الذي يفدي زميله في ميدان القتل بروحه ولذلك نجد أغلب المقاتلين يقبلون علي التجنيد والالتحاق بالقوات المسلحة ويعلمون أنه شرف كبير لأي مصري الوجود ضمن المقاتلين ولذلك لا تجد من يهرب وأيضا لا تجد بين المصريين ما يحدث في الجيوش الأخري بأن يضرب المجند نفسه بطلقة للتنصل من الجندية. من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بأن عقيدة المصريين منذ مولدهم تعتبر الدفاع عن الأرض دفاعا عن الشرف لذا تجده يدافع عن الأرض بعقيدة راسخة وهناك أمثلة كثيرة علي الشهداء الذين نردد كلماتهم ومنهم مجند قال لوالدته لو تركت سيناء لوجدنا الإرهابيين بيننا في البيت.