لا أنكر أنني الأوفر حظاً بين زملائي عندما أقوم بمعايشة جنود القوات المسلحة في سلسلة معايشات لأبطالنا البواسل تحت عنوان يوم في حياة مقاتل وفي كل مرة تذهب جريدة الجمهورية إلي هؤلاء الأسود أزداد فخراً بهم وبمستواهم القتالي الرائع الذي يصل إلي أعلي مستويات الإعداد القتالي عالمياً. الجنود تملؤهم الحماسة والفخر بالانتماء لجيش مصر العظيم يؤمنون بمعاركه التي يخوضها من أجل الحق والحرية والكرامة صوناً للأرض وحفظها للعرض. يؤمنون بأن القوات المسلحة بعطاء أبنائها وتضحياتهم جيلاً بعد جيل الدرع الواقي لمصر والحصن المنيع لأمنها واستقرارها وسلامة شعبها. يقدم رجالها كل يوم نموذجاً فريداً للعمل والعطاء بكل الصدق والشرف. يحافظون علي بقاء الدولة المصرية ودعم الشعب المصري وحماية ثوابته وإرادته في إيمان كامل بأنه لا تفريط في أمن مصر القومي مهما كانت التضحيات. في الوقت الذي تخوض فيه مصر معركة وجود من أجل بناء حضارة جديدة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة تواصل القوات المسلحة والشرطة المدنية حماية ركائز الأمن القومي المصري علي امتداد الحدود البرية والساحلية علي جميع الاتجاهات الاستراتيجية والدخول في مواجهات شرسة ضد قوي التطرف والإرهاب التي تسعي إلي إرباك مسيرة الوطن. والنيل من تماسك الشعب وقواته المسلحة. علامة مضيئة ويعد الجيش الثاني الميداني أحد العلامات المضيئة في مسيرة العسكرية المصرية باعتباره أحد أقدم التشكيلات التعبوية لقواتنا المسلحة. والذي يؤكد رجاله كل يوم مستوي كفاءتهم واستعدادهم القتالي خلال تنفيذ جميع المكلفين بها لتأمين الجبهة الداخلية في نطاق المسئولية. والحرب علي الإرهاب بسيناء وتنفيذ أعمال التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإجرامية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وعناصر الدعم والشرطة المدنية. حيث حققت قوات إنفاذ القانون العديد من الإنجازات والنجاحات المتلاحقة لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب من سيناء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ترجم الجيش الثاني ضمن نطاق منظومة القوات المسلحة الخبرات التي اكتسبها من الحرب علي الإرهاب ومواجهة التهديدات غير النمطية في مراجعة وتدقيق الخطط والإجراءات الأمنية الموضوعة والخروج بالدروس المستفادة لتطوير التنظيم والتسليح والتدريب والأداء لكي يكون مقاتلو الجيش علي أعلي مستوي من الكفاءة لأداء المهام المكلفين بها بأسلوب متميز يقوم علي أسس علمية حديثة لتطوير القدرة القتالية وامتلاك أحدث الأسلحة والمعدات وبرامج التدريب المكثفة للفرد المقاتل باعتباره العنصر الرئيسي للمحافظة علي الكفاءة والاستعداد القتالي العالي. حيث يتم تأهيل الفرد داخل وحدات وتشكيلات الجيش الثاني من خلال عدة ركائز أولها الانضباط العسكري وسرعة تنفيذ المهام المختلفة وفي التوقيتات المحددة. الكفاءة البدنية والركيزة الثانية هي رفع الكفاءة البدنية للفرد المقاتل والتي تمكنه من أداء وتنفيذ جميع المهام القتالية بكفاءة ودقة عالية ولذلك تم التوسع في إنشاء صالات الإعداد البدني مع الاهتمام بتنفيذ التمرينات الرياضية اليومية. أما الركيزة الثالثة فهي تعليم فنون القتال الحديثة وصقل مهارات الفرد المقاتل الأساسية في الميدان. وتتدرج أساليب التدريب القتالي مع استخدام أساليب غير تقليدية في التدريب ولإكساب الفرد المقاتل الواقعية في التدريب والتعامل مع التهديدات والعدائيات المختلفة التي يمكن مواجهتها. وشهدت العملية التدريبية طفرة علمية بإدخال نظم المحاكيات ومقلدات الرماية بهدف الوصول إلي مستوي الاحتراف مع تقييم وتحليل المراحل المختلفة للتدريب وتعطي مؤشرات حقيقية لمستوي الاستعداد والتدريب الجاد داخل التشكيلات والوحدات. ومع تطلع الشعب المصري إلي الاستمرار في الضربات الناجحة لتجفيف منابع الإرهاب بسيناء واستعادة الأمن والأمان بهذا الجزء العزيز من أرض مصر. فإن رجال القوات المسلحة بما يملكونه من حس وطني واستعداد دائم للعمل والعطاء من أجل مصر قادرين بدعم من الله وتأييده. وبالتعاون مع الأبطال من رجال الشرطة المدنية. أن يكونوا عند حسن الظن بهم والوفاء بالمهام والواجبات المكلفين بها حتي يأمن كل مصري علي حاضره ومستقبله مهما كانت المخاطر والتحديات وهو ما أكده أبطال ومقاتلو الجيش الثاني الميداني الذين يتم إعدادهم للانضمام إلي الوحدات والتشكيلات المتمركزة بسيناء. وفي لقاء مع بعض الأبطال قال جندي مقاتل محمد.. وهو حاصل علي ليسانس الحقوق. بحماس الأبطال قال: العسكرية المصرية تعني الانضباط والشجاعة والقوة في الحق. هنا تعلمت هذه المفاهيم. وهنا أدركت حقيقة الانضباط وأهميته للإنسان في حياته العملية. هنا تعرف معني أن يكون لك هدف تحيا من أجله وتدرك أهميته. وتعمل بجد للوصول إليه لأن الأحلام والأمنيات لا تتحقق من فراغ ولكن تتحقق بالعمل. تعلمت هنا معني الوقت وأهميته فكل شيء له موعد وتوقيت محدد. نوبة صحيان ثم طابور اللياقة ثم الإفطار وهكذا. في البداية كنت متوتراً وقلقاً خاصة أننا في حياتنا المدنية ليس لدينا ترتيب نهائياً للوقت. حماية الوطن القائد هنا لا يبدأ حديثه إلا بكلمة "يا رجالة.. يا أبطال" وهنا التقط منه طرف الحديث زميل له يقف إلي جواره قائلاً: هنا تعرف معني كلمة "تخدم وطنك" هنا الأرواح تهون في سبيل حماية هذا الوطن ومقدراته وحماية أهلنا وأعراضنا. قاطعته قائلاً: أريد أن تعرفنا بنفسك.. وبحماس شديد وبصوت جهوري "جندي مقاتل بطل شهيد عاطف.. يا فندم" قول أمين يا فندم. هنا توقفت أمام عبارته وحماسه ووجهه الباسم المضئ وهو يعرف نفسه ولم أجد كلمة أنطقها أمام هذا الشاب العشريني.. ليلاحقني سريعاً ويقول "قول أمين يا فندم". قلت له أمين.. ثم توقف عن سؤاله وبعد لحظات استطعت أن أستعيد كلمات الجندي البطل وقلت له: عاطف عرفني أكثر بنفسك فقال: أنا حاصل علي ليسانس آداب قسم علم نفس بتقدير عام جيد جداً. ولي الشرف أن أقوم بالخدمة في القوات المسلحة. أنها ضريبة الدم التي يجب أن ندفعها برضا وسعادة. ألسنا مصريين ودماؤنا مصرية. ألم يضحي من هم سبقونا لنحيا نحن ونأمن علي بيوتنا وأعراضنا. فقد جاء الوقت لنقدم نحن أرواحنا رخيصة فداء لهذا الوطن. أرض الوطن تركته وتركت معه دعواتي له أن يحفظه الله ويسدد خطاه هو وزملاؤه "جندي مقاتل بطل أحمد.. حاصل علي بكالوريوس تجارة جامعة جنوب الوادي" قال: شرف.. والله العظيم لي أن أخدم في هذه البقعة الطاهرة من أرض الوطن.. سيناء. حتي أخويا نفسه قالي "أنا عايزك تسد مكانك وتبقي راجل" هنا فترة التدريب كنا متوقعينها صعبة. ولكنها رفعت الكفاءة البدنية لنا والروح المعنوية. ويقول مقاتل بطل حمادة محمد.. مؤهل عال. تعلمت هنا كيف أدير حياتي بمسئولية. نحن هنا نستكمل الدور الذي بدأه اخوتنا من المجندين السابقين. في الدفاع عن هذا الوطن. جندي مقاتل بطل إبراهيم حسن "ليسانس آداب وتربية" يقول: كل الجنود سعداء فور علمهم خبر الذهاب لسيناء.. مشيراً إلي أنهم لن يناموا إلا بعد القصاص لدماء اخواتنا الشهداء. جندي مقاتل بطل كرم محمود "بكالوريوس تربية" يقول: نتلقي تدريبات شاقة لرفع الكفاءة القتالية واللياقة البدنية في ظروف شبيهة لمسرح العمليات. لكي نستطيع أن نواجه جميع المخاطر والتهديدات في أي وقت.. مؤكداً أن مصر مقبرة لمن يفكر الاعتداء علي أرضها. ولا يستطيع أحد أن يدخل البلد إلا علي جثتنا. جندي مقاتل بطل فهد محمد "بكالوريوس تجارة" الخدمة في سيناء شرف كبير لأي جندي لأنه يحمي أهله وعرضه وماله وبلده.. موضحاً أن أشد أنواع العقاب للجنود في سيناء في حال المخالفة. هو العودة إلي القاهرة مرة أخري. لأن الجندي في هذه الحالة يشعر بالخذي والعار أمام زملاؤه. ولذلك لم نسمع يوماً وجود مخالفة واحدة من أي جندي يخدم في سيناء لأننا حريصون جميعاً علي البقاء هنا لدحر الإرهاب. جندي مقاتل بطل محمد فايز "ليسانس آداب وتربية" يقول: تعلمنا بالقوات المسلحة الانضباط والالتزام وحب الوطن وتغيرت مفاهيم كثيرة لدينا كانت خاطئة. من خلال الندوات والمحاضرات التثقيفية والدينية التي تعقد هنا.. كلنا نتمني الشهادة ونحن ندافع عن تراب الوطن.