من يتخاذل عن الوقوف إلي جانب مصر ليس له مكان بيننا بتلك الكلمات استطاع الراحل الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين أن يحشد العرب للوقوف بجانب مصر إبان ثورة30 يونيو والتي خرج فيها الملايين من المصريين ليعبروا عن رفضهم للنظام الحاكم في وقت اعتبرتها دول أجنبية انقلابا غير مبالية بالملايين التي خرجت إلي الشوارع تطالب بإسقاط النظام الإخواني الدموي الخائن, وهناك مواقف لدول الخليج سيخلدها التاريخ ولن تنسي بمرور الزمن بدأتها منذ نكسة1967 وحرب1973 وحتي ثورة30 يونية المجيدة وأبرزها موقف الدولة الشقيقة السعودية التي كانت دائما الداعم الأول للشعب المصري فقد خرج الملك ببيان طالب فيه المصريين بمحاولة التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار مصر تلك الدولة العريقة التي لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء, مؤكدا أن كل من يتدخل في شئون مصر الداخلية من الخارج يوقد الفتنة في البلاد. ولم تتوقف كلمات الملك التشجيعية عند هذا الحد بل تعهد للعالم كله بأن مصر قادرة علي استعادة عافيتها مؤكدا أن السعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة, وفي الوقت الذي دعت فيه العالم إلي اعلان جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية والمطالبة بتجميد كافة انشطتها ووضعها علي قوائم الارهاب, سارعت بتقديم ما يزيد علي5 مليارات دولار كمنحة إلي مصر للخروج من أزمتها. ولم تكن السعودية وحدها الداعم الحقيقي لمصر في محنتها بل كان للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي موقف بطولي لم يقل شجاعة عن السعودية فامتاز الموقف الاماراتي بالثبات في الوقت الذي استطاعت فيه جماعة الاخوان الارهابية أن توصل صورة مغايرة للواقع عن الشارع المصري, وأعلنت الامارات وقوفها حكومة وشعبا بجوار مصر او رمانة الميزان في المنطقة العربية كما وصفتها. واستطاع الشيخ محمد بن زايد أن يخطف قلوب الملايين من المصريين الذين دائما ما يستقبلونه بحفاوة كبيرة, ودائما ما يغردون له علي مواقع التواصل ليهنئوه بعيد ميلاده أو بأي مناسبة أخري, وأكد الشيخ أن وقوف بلاده بجوار مصر هي وقفة أخ لأخيه ولأن مصر غالية علينا فهي تعد نقطة اتزان في العالم العربي, وأي عاقل في العالم سيحافظ علي هذا البلد, وقدمت الإمارات مساعدات مالية إلي مصر تقدر ب14 مليار دولار من أجل النهوض بالاقتصاد المصري الذي عاني كثيرا بعد ثورتين متتاليتين. كما كان للملك حمد بن خليفة ملك البحرين مواقف داعمة لمصر عقب قيام ثورة30 يونيو وفي البداية اعلنت البحرين مساندتها للثورة التي تلبي رغبات الشعب وطالبت باحترام متطلباته, مؤكدة أن شرارتها اندلعت من أجل النهوض بمصر وعودة الدولة واستعادة حضورها وثقلها الإقليمي. كما شهدت مصر تعاونا أمنيا وعسكريا واقتصاديا كبيرا مع البحرين عقب ولم ينس المصريون دعم دولة الكويت لثورتهم حيث كانت الكويت من أولي الدول التي أكدت دعمها للمصريين وثورتهم التي قالت إنها سترسخ مبادئ الديمقراطية. وكانت الكويت من أبرز الدول التي قدمت دعما اقتصاديا لمصر بعد ثورة30 يونيو, فقد سارعت بتقديم معونة عاجلة لمصر تقدر ب4 مليارات دولار, كما ساعدت بشكل كبير في حل ازمة الطاقة الي عانت منها مصر من خلال تقديمها مساعدات بترولية أدت إلي حل أزمة انقطاع الكهرباء التي عانت منها مصر بشدة أيام عهد الإخوان.