في يوم 10 أكتوبر عام 1973 أرسل الملك فيصل عاهل المملكة السعودية في ذلك الوقت برقية لوزير خارجيته "عمر الستاف" وكان موجوداً في نيويورك لحضور اجتماعات الأممالمتحدة يطلب منه الاجتماع بوزراء أو سفراء الدول العربية المنتجة للبترول ليطلبوا اجتماعاً عاجلاً مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للإعلان عن تضامنهم الكامل مع مصر في حربها مع إسرائيل واستنكارهم للتأييد المطلق لإسرائيل وكذلك الإعلام بأن الدول العربية المنتجة للبترول سينخفض إنتاجها بنسبة 5% إلي 10% بصفة مبدئية تضامناً مع مصر. يقول سيد مرعي أمين الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت إن الملك فيصل قال عندما قرر إرسال معونة عاجلة إلي مصر قدرها 200 مليون دولار كدفعة أولي: إن المملكة لا تقدم دعماً لمصر ولا تقدم لها مساعدة.. ولكنها تقدمه للقضية العربية التي يعرف كل سعودي انها قضية بلده. أضاف جلالته أنها ليست دعماً ولا مساعدة.. إنها واجب وضريبة.. ويضيف سيد مرعي في مذكراته أن الملك فيصل عندما علم أن الساعة الواحدة من المعركة تتكلف عشرة ملايين دولار.. سارع الملك وأمر بأن تتم مضاعفة المبلغ ليصبح 400 مليون دولار. كان هذا موقف المملكة السعودية الرائع منذ أربعين سنة في حرب 6 أكتوبر.. ويكاد هذا الموقف يتشابه مع موقفها الرائع بعد ثورة 30 يونيه عندما سارعت بتقديم عون مالي كبير إلي مصر لإصلاح الحال الاقتصادي الصعب الذي تسببت فيه الإدارة الفاشلة للإخوان.. ونفس التصرف الذي دعا فيه وزير الخارجية السعودي السفراء العرب للاحتجاج علي أمريكا منذ 40 سنة تكرر عندما أسرعت السعودية ووزير خارجيتها بإجراء اتصالات سريعة مع الدول الأوروبية وأمريكا لتوضيح حقيقة الموقف في مصر.. وما سببه الإخوان من كوارث خلال فترة حكمهم. الحقيقة أنه كان هناك أيضاً موقف مشابه للسعودية لمساندة مصر.. هو موقف الكويت في حرب 6 أكتوبر وأيضاً بعد 30 يونيه فقد بادر أمير الكويت بتحويل 200 مليون دولار إلي مصر فوراً وقال: "مصر والله رفعت رأس كل عربي في كل مكان.. إننا فخورون بكم.. إننا نرجو الله أن يتم نصره.. كان هذا هو موقف الكويت منذ 40 سنة ونفس التصرف تكرر بعد ثورة 30 يونيه عندما سارعت الكويت بتحويل 2 مليار دولار علي وجه السرعة بعد تخاذل دولة قطر وقرارها المفاجيء بسحب الوديعة التي كانت قد أودعتها بشروط مجحفة في البنك المركزي المصري. أما الشيخ زايد أمير أبو ظبي قبل ضم الإمارات في ذلك الوقت فكان كالعادة ينم عن نبل العلاقة بين شعب الإمارات والشعب المصري فلم يكن الأمير موجوداً في أبو ظبي.. بل كان موجوداً في لندن وهناك اقترض من البنوك البريطانية 100 مليون دولار وطلب وضعها في حساب مصر فوراً ونفس الموقف تكرر كذلك بعد ثورة 30 يونيه عندما قامت الإمارات بالوقوف الجاد بجانب مصر ودعمها اقتصادياً بصورة لا تدل إلا علي مدي صدق وقوة العلاقات في وقت الشدة! حدث هذا في حرب أكتوبر وتكرر بعد ثورة 30 يونيه!!