في يوم 10 أكتوبر سنة 1973 تحركت من مطار القاهرة طائرة مدنية عليها ثلاثة ركاب هم المهندس سيد مرعي والدكتور مصطفي خليل وضابط كبير.. كانوا في طريقهم لزيارة السعودية والكويت وقطر والبحرين وأبوظبي.. كمبعوتتين من قبل الرئيس أنور السادات لشرح الموقف العسكري ورأي مصر في استخدام الدول المنتجة للبترول واستخدامه مع الدول المستوردة له كسلاح للمعارك الحربية.. وكانت تعليمات الرئيس السادات هي ألا يطلبوا شيئا من أحد.. ويقول المهندس سيد مرعي في كتابه أوراق سياسية ان الملك فيصل سأله: أريد أن أطمئن علي موقف مصر الاقتصادي.. انكم رفعتم رأس العرب كلهم.. هل تحتاجون إلي شيء؟ واضاف ان المملكة لا تقدم لمصر دعما أو مساعدة انما ما نقدمه هو للقضية العربية وبالتالي ليست دعما ولا مساعدة انما واجب وضريبة.. وقال الملك نحن نضع تحت تصرف مصر 200 مليون دولار فورا وعندما علم الملك أن الساعة الواحدة تتكلف في المعركة عشرة ملايين دولار قرر أن يضاعف المبلغ إلي 400 مليون دولار. وذهب المبعوثون الثلاثة بعد ذلك إلي الكويت حيث قابلهم الأمير واستمع إلي شرح عن الموقف العسكري.. وبدون أي مقدمات قال الأمير لقد تقرر وضع 200 مليون دولار تحت تصرف مصر ويتم تحويل هذا المبلغ فوراً. وفي قطر قابلهم الأمير بحفاوة وترحاب وأعلن عن وضع مائة مليون دولار تحت تصرف مصر.. أما في البحرين فإن الموقف اختلف بعض الشيء فعندما تقابلوا مع أمير البحرين دارت الاسئلة حول الموقف البترولي ومدي فائدة قطعه أو تخفيض انتاجه.. ثم قالوا ان البحرين لا تمتلك بترولا ولكنها تملك الميناء الذي هو حيوي جدا للمصالح الأمريكية وقد منعت البحرين السفن الأمريكية من دخول الميناء وهذا ما استطاعت ان تفعله..! أما في أبوظبي فقد كان أمير البلاد في لندن.. ودارت المباحثات معه تليفونيا.. واعتذر بأن أبوظبي لا يوجد لديها سيولة مالية ولهذا فقد اقترض من البنوك البريطانية مبلغ مائة مليون دولار وتم وضعها في حساب مصر. حدثت هذه الجولة منذ 38 عاما.. وحقق فيها الوفد المصري نجاحاً كبيرا فقد وجد دعما حقيقيا من الدول العربية وبعد ثورة 25 يناير قام وفد برئاسة الدكتور عصام شرف بنفس الجولة في البلاد العربية بحثا عن الدعم لمصر.. ولكن كانت مواعيد الزيارات تحدد ثم تؤجل في بعض الدول ويتم تحديد مواعيد أخري.. وبلاد أخري كانت تستقبل الوفد وتصدر تصريحات بأنه ستتم مساعدة مصر اقتصاديا وبالمليارات ولكن مضت الشهور.. والمساعدات والقروض لا تأتي.. وبعد التغير الوزاري الأخير. أعلن رئيس الوزراء أن كل الوعود التي أعطيت لمصر.. لم تنفذ وكانت مساعدات علي الورق.