لم تتوان كوريا الشمالية عن استفزاز جيرانها في القارة الآسيوية أو امريكا التي اكدت انها لاتزال تبحث جميع السيناريوهات الممكنة للتعامل مع الفتي المدلل كيم جونج اون, وبعد ان اقر الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفشل جهود الصين مساعيها لحل الازمة مع بيونج يانج واقناعها بوقف برنامجها النووي, اشتعلت ازمة الطالب الامريكياوتو وارمبير الذي توفي بعد ان اطلق سراحه من سجون بيونج يانج وهو في حالة غيبوبة, الامر الذي دفع الادارة الامريكية الي التلويح بتسديد ضربة استباقية لردع بيونج يانج التي خرجت وسائل اعلامها لتصف الرئيس الامريكي بالمضطرب عقليا مؤكدة ان اي ضربة ستؤدي الي كارثة. وفي هذا السياق نشرت مجلة ذي اتلانتيك الامريكية تقريرا اشارت فيه الي انه علي ترامب ان يختار ما بين4 سيناريوهات للتخلص من الكابوس الكوري, وقد يكونوا ليسوا بالجيدين لكنهم افضل من غيرها. واكدت المجلة انه علي ترامب ان يعي جيدا ان صواريخ كوريا الباليستية باتت اكثر خطورة ففي الشهر الماضي اطلقت صاروخا حلق لمدة30 دقيقة قبل ان يسقط قبالة بحر اليابان, مشيرا الي ان الوقت الذي سيحتاجه الفتي المدلل لضرب عمق لوس انجلوس بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات لن يستغرق اكثر من30 دقيقة. وقالت ان الضغوط الدبلوماسية التي يلجأ اليها ترامب لن تجدي نفعا مع الزعيم الكوري الذي يحلم بأن تصبح بلاده نووية في اسرع وقت غير مبال بالاوضاع الاقتصادية التي تعانيها البلاد بفضل العقوبات الاقتصادية التي تفرض عليها بسبب تجاربها النووية, او مهتما بالوساطات الدولية, فقد بذلت الصين جهودا كبيرة لحلحلة تلك الازمة الا انها لم تمتلك ما يكفي من النفوذ الاقتصادي للتأثير علي صناع القرار في بيونج يانج. واشارت المجلة الي ان واشنطن قد تكون نجحت الي حد كبير في تحجيم تجارب كوريا الشمالية الكترونيا وذلك من خلال برنامجها السيبراني السري الذي استطاع ان يساعد الجيش الامريكي في اسقاط عدد من صواريخ كوريا الشمالية فور اطلاقها. واوضحت ان ابرز تلك السيناريوهات هي الوقاية وذلك باستباق إعلان الحرب علي كوريا الشمالية خاصة وان واشنطن وسول قادران عسكريا علي هزيمة بيونج يانج والاطاحة بسلالة كيم نهائيا, وقد يحتاج هذا الخيار الي كثير من الجرأة خاصة وان رد فعل بيونج يانج غير متوقع وقد تكون حربا شرسة ولن تقل دموية عن الحرب الكورية الاولي, الا انه الخيار الافضل بكل الاحوال خاصة وان المخاطر التي تسببها كوريا الشمالية تزداد يوما بعد يوم, والخسائر التي قد تخلفها الحرب في شبه الجزيرة الكورية ستكون اضعافا مضاعفة في حال اصبحت بيونج يانج نووية. اما السيناريو الثاني فيكمن في اتباع سياسة قطع الرؤوس وقد اكد وزير دفاع كوريا الجنوبية بداية العام الحالي ان بلاده تعد لواء خاص لقطع رؤوس قيادات الحرب في بيونج يانج مؤكدا ان المناورات العسكرية التي دارت بين بلاده وواشنطن في مارس الماضي كانت بروفة لتلك المهمة, في وقت اعلنت فيه حكومة بيونج يانج في مايو الماضي انها احبطت مؤامرة اغتيال للزعيم الكوري. اما السيناريو الثالث فهو القبول بكوريا نووية اذ انه ما لم يتم اغتيال اون ولم يأت بديلا عنه فسنحتاج الي معجزة دبلوماسية خاصة وان كوريا الشمالية عازمة علي ان تكون قارة مضادة للصواريخ النووية علي حد تعبير احد كبار القادة العسكريين الامريكيين المتقاعدين. السيناريو الرابع توجيه ضربة استباقية للنظام الكوري مؤكدة ان واشنطن تهدف الي معاقبة بيونج يانج دون اشعال حرب كاملة قد تضر بالبلدين وتسعي الي الاطاحة باون والتوقف عن البرنامج النووي مع الحفاظ علي الدولة الكورية.