اقترب الصدام العسكري بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من أي وقت مضي, بعد إسقاط القوات الأمريكية طائرة سوخوي سورية فوق بلدة الطبقة السورية, بعد إقلاعها بنحو ربع ساعة, وقبل أن تهاجم أي هدف, لكن الطائرات الأمريكية ادعت أنها تشكل خطرا علي القوات الأمريكية التي تدعم أكراد سوريا. وزير الدفاع الروسي وصف الحادث بأنه خطوة نحو الحرب, وأعلنت روسيا إلغاء اتفاق تجنب الإشتباك وأنها ستطلق الصواريخ علي أي طائرة تدخل مجال عملها, وبالفعل حركت بطاريات صواريخ جديدة لتغطي شرق سوريا, الذي يشهد المعركة الحاسمة علي داعش, والتي تأمل أمريكا أن يستطيع حلفاؤها ملء فراغ قوات داعش المنهارة قبل الجيش السوري, وتستولي علي المنطقة الحدودية بين سورياوالعراق. لم تكن الولاياتالمتحدة اعترضت الطائرات السورية من قبل, ورفضت فكرة إقامة منطقة آمنة, فقد كان الرئيس الأمريكي السابق أوباما يعتقد أن النظام السوري سيخسر الحرب دون الحاجة إلي التدخل الأمريكي المباشر, لهذا لم يكن متحمسا لظهور الولاياتالمتحدة وكأنها تتدخل عسكريا لإسقاط النظام السوري, لكن سير العمليات العسكرية اتخذ منحي آخر, وصمد الجيش السوري أمام هجمات جماعات مسلحة كبيرة العدد وقوية التسليح, ثم تعززت قوة الجيش السوري بحلفاء من إيرانوروسيا ومعهم ميليشيات حزب الله اللبناني, وبدأ تراجع الجماعات المسلحة أمام الجيش السوري وحلفائه علي جميع المحاور, وحرر شرق حلب ومعظم الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق, واستفاد من المصالحات مع آلاف المسلحين الذين ألقوا السلاح. الوقت ليس في صالح الولاياتالمتحدة, فالجيش السوري يتقدم بوتيرة سريعة, والقوات العراقية علي وشك انهاء تحرير الموصل, بعدها ستتوجه نحو الحدود السورية, وتفقد القوات الأمريكية الفرصة المهة المتبقية, وهي وضع علي الحدود بين العراقوسوريا, وتمنع التواصل بين إيرانوالعراق من جهة وسوريا وحزب الله من الناحية الأخري, لكن عدد حلفاء الولاياتالمتحدة علي الأرض محدود, فلا يتجاوز عدد من دربتهم في الأردن5 آلاف مسلح, كانت تستعد لدفعهم من معبر التنف علي الحدود الأردنية مع سوريا ليقطعوا مئات الكيلو مترات باتجاه المدن الحدودية السورية مع العراق, وأهمها البوكمال, التي فشلت محاولة سابقة للقوات الحليفة لها في الإقتراب منها, ولهذا سارعت القوات السورية وحلفاؤها إلي قطع الطريق علي هذه القوات, وفرض طوق عليها, يمنعها من التقدم نحو المنطقة الحدودية مع العراق, وهو ما أثار غضب واشنطن, ودفعها لشن غارة علي القوات السورية, التي لم تمنعها الغارة الأمريكية من التقدم, وفي شمال شرق سوريا يكرر الجيش السوري ما فعله في الجنوب, ويقترب من قطع الطريق أمام أكراد سوريا المتحالفين مع واشنطن من التقدم نحو الحدود مع العراق, وبهذا تكون الولاياتالمتحدة قد فقدت تماما أي فرصة للسيطرة علي الحدود السورية العراقية, وقالت روسيا إن واشنطن عقدت اتفاقا مع داعش لتخرج قواته من مدينة الرقة السورية, لتتوجه قوات داعش إلي شرق سوريا وتعيق تقدم الجيش السورين, وقصفت الطائرات الروسية قوافل داعش فور خروجها من مدينة الرقة, وتحبط الخطة الأمريكية. ليس من السهل أن تري القوات الأمريكية الجيش السوري وهو يبسط سيطرته علي الحدود مع العراق, وتفقد آخر أوراقها المهمة, لهذا غامرت بالدخول المباشر, لكن المحدود, لمنع سيناريو انتصار مهم وحاسم للجيش السوري بات علي وشك التحقق, فهل تمضي واشنطن في المخاطرة بالصدام مع روسيا, والتدخل المباشر في الحرب علي سوريا؟ المرجح أن تتجنب الولاياتالمتحدة هذه المخاطرة, وأن تدرك أن الوقت قد فات, وأن موازين القوي تميل لصالح سوريا وحلفائها, ولم يعد بالإمكان تحقيق انتصار في سوريا.