فور توقيع اتفاق خفض التوتر في أربع مناطق تتواجد فيها المعارضة السورية المسلحة المعتدلة بدأ الجيش السوري في التقدم شرقا صوب دير الزور والحدود العراقية, وتمكن خلال يومين من السيطرة علي عدد من التلال الحاكمة علي طرق تدمر بغداد, والزحف لمسافة45 كيلو مترا شرق تدمر باتجاه دير الزور. الولاياتالمتحدة التي كانت تطالب دوما بتمديد وقف إطلاق النار مع المعارضة المعتدلة لم تظهر حماسا للإتفاق الذي ترعاه روسياوتركيا وإيران, واستبعد أمريكا, وركزت جهودها علي تعزيز القوات الكردية السورية, وأمدتها بمدرعات ومدفعية وصواريخ, لتتمكن من السيطرة علي مدينة الطبقة ومنها إلي الرقة, عاصمة داعش, وهو ما أغضب الرئيس التركي أردوغان, الذي يصنف القوات الكردية جماعة إرهابية, وأنها حليف حزب العمال الكردستاني, والطامحة إلي الإستقلال وتهديد وحدة تركيا, واعتبر أردوغان أن الخطوة الأمريكية معادية لتركيا, ولهذا استغلت روسيا الجفوة التركية الأمريكية لتوقيع الاتفاق. تري روسيا أن هدنة طويلة لمدة6 أشهر قابلة للتجديد مع الجماعات المسلحة المعتدلة من شأنها أن تمنح الجيش السوري وحلفائه السيطرة علي الأراضي التي يحتلها تنظيم داعش المترنح, خاصة في المناطق التي يسيطر عليها في شرق وجنوب سوريا, والسيطرة علي المنطقة الحدودية مع العراق, وهي المنطقة التي سعت الولاياتالمتحدة للسيطرة عليها, لكنها لم تجد حليفا علي الأرض يمكن أن يبسط سيطرته علي هذه المساحة الشاسعة والمهمة, لأن السيطرة عليها يمكنه من التواصل بين كل من العراق وإيران شرقا وسوريا وحزب الله غربا, وعندما شكلت قوة تحت اسم سوريا الجديدة, من النازحين السوريين في الأردن, وشنت هجوما علي مدينة البوكمال السورية الحدودية, والمقابلة لمدينة القائم العراقية, منيت بهزيمة سريعة, رغم الدعم الجوي الذي قدمته الطائرات الأمريكية, وتبين أن المقاتلين ليسوا بالمستوي والحماس والعدد اللازم لتحقيق السيطرة علي هذه المدينة, ولجأت إلي رجال العشائر, بوصفهم أكثر دراية بالصحراء ويتسمون بالصلابة, وجندت نحو4500 مقاتل, دربتهم في الأردن, واستعدت للزج بهم في معركة الحدود السورية العراقية, وجاء موعد مناورة الأسد المتأهب لتحشد الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأردن عددا كبيرا من المدرعات والمدفعية قرب الحدود السورية مع الأردن, وهو ما أثار هواجس التحالف السوري الروسي, خاصة أن رئيس وزراء الأردن قال إن بلاده تري أن أمنها يبدأ من داخل الأراضي السورية, في الوقت الذي رفعت فيه إسرائيل حالة التأهب في لواء جولاني المتواجد في هضبة الجولان السورية, وهو من قوات النخبة, لتتزايد المخاوف السورية من هجوم وشيك علي أراضيها من الحدود مع الأردن وإسرائيل, والسعي إلي اقتطاع جزء من الأراضي السورية لإقامة دويلة حوران, والتي سبق طرح إقامة حكم ذاتي فيها, مثل المنطقة الكردية. أعلنت سوريا حالة التأهب, وحذرت من تجاوز أي قوات لحدودها, وأنها ستعتبرها قوات معادية, حتي لو ادعت أن هدفها ضرب تنظيم داعش, ودفعت بقوة برية لقطع الطريق أمام أي تحرك محتمل للقوات المدعومة من الولاياتالمتحدة باتجاه حدودها مع العراق, في الوقت نفسه تحركت قوات الحشد الشعبي العراقية باتجاه الحدود السورية, وسيطرت علي عدد من القري والبلدات, وأعلن رئيس الوزراء العراقي أن الجيش شن ضربات جوية علي قوات داعش قرب الحدود مع سوريا, تمهيدا لتأمين المنطقة الحدودية ومطاردة قوات داعش, وتأمين الحدود بين العراقوسوريا. السباق بين الولاياتالمتحدة وكل من الجيشين السوري والعراقي للسيطرة علي المنطقة الحدودية دخل مرحلة حاسمة, وسيترتب عليها نتائج شديدة الأهمية, فالتقاء الجيشين السوري والعراقي وفتح الحدود سيعطي قوة دفع كبيرة للجيشين للتخلص من الجماعات التكفيرية, والتنسيق والتعاون العسكري, ويعزز من ثقلهما العسكري, وبالتالي علي أي تسوية سياسية.