يعرض الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء خلال ساعات علي المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة نتائج مشاركته في قمة الثماني الصناعية التي اختتمت أعمالها أمس الأول بفرنسا, وتم خلالها تعهد الدول الثماني الكبري بدعم مصر ماديا وفنيا. وقد أعلنت بريطانيا واليابان وفرنسا امستأييدها الكامل لدعم الاقتصاد المصري والتزامها بالقرارات التي اتخذتها مجموعة الثماني بفرنسا وتشجيع الشركات البريطانية, لضخ مزيد من استثماراتها في مصر باعتبارها أفضل مكان للاستثمار الطويل الأجل علي مستوي العالم وبالفعل استجابت شركة بريتش بتروليم وضخت11 مليار دولار إضافية للاستثمار في منطقة شمال غرب الدلتا. في سياق متصل, أبدت شركة سي ام أي سي جي ام وهي ثالث اكبر شركة علي مستوي العالم في مجال الشحن البحري رغبتها في استثمار مليار يورو في مشاريع بحرية بمصر, يذكر أن الشركة تشارك في إنشاء رصيف جيد للحاويات بميناء دمياط باستثمارات تصل إلي700 مليون دولار. وأكد الدكتور عصام شرف أنه لمس خلال اجتماعات مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري واللقاءات الفردية التي عقدها علي هامش القمة خاصة مع الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني مدي التجاوب والاستعداد لمساندة مصر في هذه المرحلة. وقال: إن مصر يمكن أن تلعب دورا مهما جدا من أجل زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الإفريقية والذي لا يتعدي12% بينما التبادل التجاري بين الدول الأوروبية بعضها البعض يصل إلي75%. في سياق ذي صلة و بعد انتهاء أعمال قمة مجموعة الثماني بمدينة دوفيل الفرنسية وقبل عودته للقاهرة مباشرة التقي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء نظيره البريطاني ديفيد كاميرون, الذي أكد دعم بلاده القوي للتغيير الديمقراطي في مصر, معربا عن افتخاره بكونه أول زعيم عالمي يزور ميدان التحرير بعد قيام ثورة25 يناير. وأكد كاميرون أن بلاده والاتحاد الأوروبي يقودان المسار من أجل سياسة جوار جديدة تدعم العلاقات مع مصر وبما يحقق التغيير الاقتصادي والسياسي الذي تسعي إليه القاهرة وبما يخدم أهداف شعبها ويحمي حقوق الأقليات فيها, مضيفا أن بلاده تعلم أن انتقال أي دولة من الديكتاتورية نحو الديمقراطية تصاحبه ضغوط علي الأقليات. من جهته أكد د. عصام شرف أن مصر ولقرون لم تشهد إحساسا بوجود ما يسمي بالأقليات أو تمييزا ضدهم وما حدث أخيرا نتيجة لمعاناة استمرت لعقود يستغل نتائجها الآن أشخاص فقدوا مصالحهم لعرقلة مسار الثورة, مشيرا إلي أن التحقيق في أحداث إمبابة أثبت تورط عدد من رموز النظام السابق, ولقد شكلنا لجنة العدالة الوطنية التي تضم رموزا من المسلمين والمسيحيين لمعالجة جذور مثل هذه المشكلات وترسيخ المواطنة والعدالة والمساواة. وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تتجه نحو ديمقراطية حقيقية تحتاج إلي نوع من الاستقرار الاقتصادي وهو ما نقوم به حاليا عبر إعادة بناء الاقتصاد من خلال الاعتماد علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة, ونركز علي المشروعات الاقتصادية ذات المردود الاجتماعي مثل مشروع بناء مليون وحدة سكنية وهو ما سيوفر فرص عمل ويحقق جذبا لاستثمارات ضخمة. من جهته قال كاميرون إن مصر لديها فرصة كبيرة لدخول السوق الأوروبي وهو ما يتطلب استقرارا ونحن لدينا رغبة حقيقية في مساعدتكم, وما يؤكد ذلك ان بريطانيا لم تغير نصيحتها فيما يتعلق بالسفر والسياحة إلي مصر طوال فترة الثورة وما بعدها ونعمل ما في وسعنا لإعادة السياحة إلي معدلاتها الطبيعية. مكررا التزام بلاده بالعمل علي مساندة مطالب مصر من مجموعة الثماني وتطوير شراكة ثنائية تحقق المصالح الإستراتيجية للبلدين. وأعلن جون ليبسكي مدير عام صندوق النقد الدولي, خلال لقاء شرف به عن مبادرة الصندوق لتقديم من ثلاثة الي اربعة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري خلال الاربع سنوات المقبلة. وابدي ليبسكياستعداد الصندوق لبحث ما تحتاج مصر له خلال السنوات المقبلة, وهو ما ستتناوله اللجان الفنية بين مصر والصندوق التي ستبدأ عملها الشهر المقبل. وقال ليبسكي, ان الصندوق مستعد لتقديم الدعم علي المديين القصير والطويل بما يحقق اهداف مصر الاقتصادية ومساعدتها علي تجاوز المرحلة الحالية سواء من خلال تقديم القروض او من خلال الإسهام في عمليات إعادة الهيكلة للاقتصاد المصري.