احتشد أكثر من200 ألف من المواطنين أمس بميدان التحرير للمشاركة فيما أطلق عليه بجمعة الغضب الثانية, لتصحيح مسار الثورة والمطالبة بسرعة محاكمة الرئيس السابق مبارك, وباقي رموز النظام السابق, وذلك بعد أن نجحت دعوة عودة الثورة إلي الميدان. وقام شباب الثورة بتأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير ومخارج محطة المترو كما قاموا بتعليق لافتات بالمطالب منها اقالة يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والفريق محمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس والمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات المحسوبين علي النظام السابق بالاضافة إلي المجالس المحلية, وكذلك محسن النعماني وزير التنمية المحلية بدأت المظاهرة أمس بميدان التحرير باعتلاء الشيخ مظهر شاهين أمام مسجد عمر مكرم المنصة أمام مبني الجامعة الامريكية لإلقاء خطبة الجمعة في حضور20 ألف مواطن. وبدأ مظهر خطبته بقوله أن الثورة مازالت في يد الشعب, وأنه المتحكم في مصيرها حتي الآن, وانه مازال الشعب قادرا علي اقامة ونصب المحاكمة والمشانق في ميدان التحرير, وان الشعب اختار منذ اللحظة الأولي أن تكون المحاكمة مدنية. واستطرد شاهين خطبته قائلا لن ينسي الشعب دماء الشهداء ابدا ولن تكون هناك مصالحة مع الذين قتلوا أولادنا وسفكوا دماءهم لأننا لانملك العفو عن أحد موضحا أن الثورة سوف تستمر حتي تحقق جميع أهدافها. كما استنكر الشيخ شاهين مشاركة بعض رموز وأعضاء الحزب الوطني السابق في مؤتمر الحوار الوطني موضحا أنهم المسئولون عن قتل الثوار في25 يناير. وقال: أنه لاينبغي ان يجلس القاتل والملطخة يده بالدماء بجوار المقتول في جلسات الحوار الوطني,وان الذي يشارك في صياغة مستقبل مصر لابد أن يكون وطنيا, ولم ولن نتحاور ابدا مع مثل هؤلاء وأضاف أن مصر يوجد بها الالاف من أساتذة الجامعات يستطيعون أن يتحاورا ويصيغوا مستقبل هذا الوطن كما استنكر امام مسجد عمر مكرم من يتحدث عن انقسام الثوار وانشقاقهم وقال خرست السنة من يقول ذلك فشباب ورجال مصر أكبر بكثير من التفرقة والانقسام ولن ينساقوا أبدا وراء أي دعاوي تريد القضاء علي الثورة. وأوضح أن ميدان التحرير هو للمصريين فقط ولاينبغي أن نرفع فيه أي راية حزبية فالكل تحت راية مصر, وستبقي راية مصر عالية خفاقة, وأكد ان هناك من يحاول الوقيعة بين الجيش والشعب من اجل اخفاق الثورة مشيرا إلي أن الجيش المصري هو الذي حمي الثورة, وأمنها وسيظل مع الشعب يدا واحدة إلي الأبد. وانه اذا كان هناك خلاف في وجهات النظر بين الجانبين تكون بمثابة عتاب من الاخ لاخيه أو الابن لابيه مطالبا المجلس العسكري بعدم الشروع في أي قرار منفردا والرجوع إلي الشعب أولا قبل اصدار أي قانون. كما استنكر الشيخ شاهين غياب رجال الشرطة, وعدم نزولهم الشارع بصورة طبيعية حتي الآن لتأمين الشارع المصري رغم وجود مبادرة من الشعب والثوار لاعادة العلاقة وطالب الحكومة بالامتناع عن صرف مرتبات رجال الشرطة الذين يصرون علي عدم النزول إلي الشارع. وقام الشيخ شاهين خلال خطبة الجمعة بسرد مطالب المتظاهرين والتي تمثلت في سرعة محاكمة الوزراء ورموز النظام البائد وقال أنه مر علي الثورة4 شهور ولم نر محاكمة حتي الآن في حين أنه تم تحويل مدرس بزفتي إلي الجنايات خلال يومين لاعتدائه علي طلاب بالمسطرة. كما طالب بإقالة رؤساء الجامعات والعمداء والمجالس المحلية وعلي رأسهم وزير التنمية المحلية محسن النعماني. كما انتقد أداء وسائل الاعلام بأنواعها ووصفها بأنها مزيفة للواقع والتاريخ بعد هجومها علي الثوار ووصفهم بأنهم غير عاقلين كما طالب امام عمر مكرم بإزالة قاعة المؤتمرات التي تدير الثورة المضادة في سجن طره والتفرقة بينهم حتي لاينقلبوا علي مصر وقال انهم مازالوا يدبرون المكائد ويثيرون الفتن من أجل اجهاض الثورة. وقام الشيخ محمد جبريل بإمامة المصلين بميدان التحرير والدعاء أثناء الصلاة للثورة والهلاك لمن يريد افسادها واسقاطها. كما صلي العصر صلاة تقديم وصلاة الغائب علي أرواح شهداء ثورات سوريا وتونس وليبيا واليمن. ثم تحدث الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بعد الخطبة وأكد ان جمعة الغضب الثانية تؤكد مطالب الثورة وان الشعب والجيش يد واحدة وانه لن يتم السماح بإحداث فتنة بين الطرفين. وأوضح أن الثورة عندما قامت كان لديها شعار كبير هو الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية وما نلاحقه الان هو عدم وجود العدالة فمازال الذين يتقاضون الملايين في مناصبهم مطالبا بتطبيق الحد الادني للاجور امتثالا للحكم القضائي. كما طالب بإنشاء هيئة قضائية مستقلة لمحاكمة السفاحين والاسراع باجراءات التضامن معهم مشيرا إلي ان النائب العام لايصلح وحده لمتابعة الفساد وان هناك52 ألف عضو وطني مازالوا يعملون في المجالس المحلية. فيما طالب المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاه السابق بضرورة تفرغ القضاة للفصل في القضايا الخاصة برموز الفساد, وانه لابد أن تنتهي هذه المحاكمات بصورة عاجلة, وقال انه لن يكون انتاج واستقرار إلا بالتصدي للفوضي كما طالب بمساواة شهداء ثورة يناير بثورة يوليو وان تكون معاملتهم واحدة.