معناها اصطلاحا: قيام شهر رمضان مثني مثني, علي اختلاف بين الفقهاء في عدد ركعاتها, وبعض مسائلها.الحكم الشرعي: اتفق الفقهاء علي أن صلاة التراويح سنة, ويري الحنفية والحنابلة وبعض المالكية أنها سنة مؤكدة. ممن تكون: من الرجال والنساء. مشروعيتها: ثبتت مشروعيتها بدليل السنة والأثر والإجماع والمعقول: دليل السنة النبوية: منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي في المسجد أي صلاة التراويح, فصلي بصلاته ناس, ثم صلي من القابلة فكثر الناس, ثم اجتمعوا من الثالثة فلم يخرج اليهم فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم, فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم أخرجه البخاري ومسلم. وروي أنه: كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة, وروي أنه: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وجه الدلالة: اتفق العلماء علي أن المراد بالقيام, والصلاة, في هذه الأحاديث صلاة التراويح. دليل الأثر: واظب الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون وأتباعهم رضي الله عنهم. من زمن عمر رضي الله عنه علي صلاة التراويح فقد روي أن عمر رضي الله عنه خرج ليلة في رمضان إلي المسجد فإذا الناس متفرقون, يصلي الرجل لنفسه, ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط, فقال: إني أري لو جمعت هؤلاء علي قارئ واحد لكان أمثل, ثم عزم فجمعهم علي أبي بن كعب رضي الله عنه أخرجه البخاري. الإجماع: أجمع الصحابة وهم متوافرون من المهاجرين والأنصار علي ما سنه عمر من صلاتها جماعة وما رد عليه واحد منهم بل وافقوه وساعدوه وأمروا بذلك, وإجماع الأئمة من بعدهم في كل عصر ومصر علي مشروعيتها وسنيتها. المعقول: صلاة التراويح من أعلام الدين الظاهرة وهي من القربات الشرعية التي تعود علي فاعلها بالإجر والمثوبة. صفتها: صلاة التراويح لها أحكام عديدة منها: أ) لا أذان ولا إقامة ولا نداء لها. ب) تعيين النية فيها: فلا تصح بنية مطلقة ليتميز إحرامه بها عن غيره, قاله الشافعية وبعض الحنفية والحنابلة في المعتمد من مذهبهم, والأولي تجديد النية لكل ركعتين لأنه بالسلام خرج من الصلاة حقيقة فلابد من دخوله فيها بالنية من باب الاحتياط وخروجا عن الخلاف. ج) عدد ركعاتها مختلف فيه تحديدا لتعدد الروايات فقيل عشرون ركعة وقيل احدي عشرة ركعة. ومن العلماء من يقرر أنه لم يرد فيها عدد موقت عن النبي صلي الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص عنه, ومن العلماء كذلك من يري أن الأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين من احتمال طول القيام وعدمه. وفي كل خير علي ما أري. الاستراحة بعد كل أربع ركعات: واتفق الفقهاء علي هذا لأنه المتوارث عن السلف رضي الله عنهم. وقتها: ذهب جمهور الفقهاء إلي أن وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء وقبل الوتر إلي طلوع الفجر.