جعل الله صيام نهار رمضان فريضة وسن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قيام ليله تطوعا، كما جاء فى الحديث الشريف: (فرض الله صيام رمضان وسننت قيامه» ولهذا كان صلى الله عليه وسلم، يرغب أصحابه فى قيام رمضان، وصلاة التراويح هى قيام شهر رمضان بعد صلاة العشاء، مثنى مثنى، على اختلاف بين الفقهاء فى عدد ركعاتها، واتفق الفقهاء على أنها سُنة للرجال والنساء. ويقول الدكتور السعيد محمد على من علماء وزارة الأوقاف: ذهب الجمهور من الحنفية والحنابلة وبعض المالكية إلى أنها «سنة مؤكدة»، وقال أئمة العلم: (قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة التراويح، ورغب فيها، فقال: «إن الله تعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه..» سنن النسائي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة..» وقال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، أخرجه البخارى ومسلم، وأداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بضع ليال جماعة ثم لم يقم بالصحابة - رضى الله عنهم بقية الشهر - سنن أبى داود والترمذى - وواظب الخلفاء الراشدون من عهد عمر رضى الله عنه - على صلاتها جماعة فى الشهر كله، وهو الذى جمع الناس فيها على إمام واحد. تُحسن الجهاز المناعى ويقول الدكتور عبدالوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من خصوصيات شهر رمضان قيام الليل أو صلاة التراويح، قال تعالى: «ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا» وقد سميت بصلاة التراويح لأن السلف رضوان الله عليهم كانوا يطيلون القيام والقراءة، ولذا كانوا يستريحون كل أربع ركعات، ويجلسون جلسة راحة يشغلونها بالذكر أو الدرس أو غيرهما، وقد كان أهل مكة يطوفون بالكعبة بين كل ترويحتين، والحكمة فى قيام رمضان هو رياضة للأرواح فى مدارسة القرآن والتقرب إلى الله بالركوع والسجود بالليل بعد ترويضها بالصوم نهارا، وقد سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج ليلة من الليالى فى رمضان، فصلى فى المسجد وصلى بصلاته من علم بوجوده، وفى الليلة التالية اجتمع ناس يرجون خروجه للصلاة خلفه، فلم يخرج صلى الله عليه وسلم، ولما سئل عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم - «إنى خشيت أن تفرض عليكم»، ثم صلى الناس فى جماعات متفرقة كل خلف إمام حتى جمعهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الصحابى الجليل أبى بن كعب رضى الله عنه - واستحسن هذا العمل، وليل رمضان له مذاق خاص يختلف عن جميع السنة، فالقيام يسهل بفضل الله على الجميع، وفى صلاة التراويح نشاط للجسد حتى لايحدث له ارتخاء بعد تناول الطعام فينام الإنسان ويمرض لأن المعدة قد امتلأت عن آخرها بالطعام وهذا يعود بالضرر على الإنسان ولكن تأتى صلاة القيام حتى يعود النشاط للجسد من خلال معاودة الحركة والوقوف والركوع والسجود فقد سنها النبى صلى الله عليه وسلم، ويقول الله تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). وفى السياق ذاته تقول الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إنهم اختلفوا فى عددها: فقال ابن حجر الهيثميّ: لم يصحّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى التّراويح عشرين ركعةً، واختلفت الرّواية فيما كان يصلّى به فى رمضان زمان عمر: فذهب الجمهور إلى أنّ التّراويح عشرون ركعةً، وقال المالكيّة: القيام فى رمضان بعشرين ركعةً أو بستّ وثلاثين جائز, وذهب الفقهاء إلى أنّ من يصلّى التّراويح يسلّم من كلّ ركعتين, لأنّها من صلاة اللّيل فتكون مثنى مثنى، وذهب الجمهور إلى أنّ وقت صلاتها بعد العشاء وقبل الوتر إلى طلوع الفجر, ولأنّها عرفت بفعل الصّحابة فكان وقتها ما صلّوا فيه, وقد صلّوا بعد العشاء قبل الوتر, ولو صلاها أحد من الناس بعد المغرب وقبل العشاء فالجمهور على أنّها لا تجزئ عن التّراويح. وأضافت: إن العلماء اتفقوا على مشروعية الجماعة فى صلاتها, لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين; وذهب الجمهور إلى أنّ الجماعة فى صلاة التّراويح سنّة, ويرى المالكيّة: أنه يندب صلاتها فى البيوت إن لم تعطّل المساجد, وصلاتها فى جماعة أفضل من صلاتها فرادى, فإذا تعذّرت الجماعة صلّى المرء وحده.