يحاول المسئولان الأمنيان في إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس وهربرت ماكماستر مستشار الامن القومي تأمين أدوار قتالية أمريكية طويلة الامد في العراقوسورياوأفغانستان. ولاتزال مقترحات الحرب في كل بلد من هذه البلدان الثلاثة قيد التطوير ولا يوجد توافق في الآراء بشأن تفاصيل الخطط العسكرية الامريكية بشأنها حتي بين ماتيس وماكماستر, وسيتم تقديمها لترامب بشكل مفصل قريبا حيث تأتي الخطة الخاصة بأفغانستان في وقت ما قبل قمة حلف شمال الاطلنطي( الناتو) في25 مايو الحالي. وإذا وافق ترامب علي هذه الخطط فإنه يمكن تمديد القتال البري الامريكي الدائم في الشرق الاوسط لسنوات عديدة مقبلة وسوف تمثل تتويجا لحرب الاجيال التي أعلن عنها الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش في المنطقة. وذكر موقع( ضد الحرب) الامريكي أن الخطط الخاصة بالدول الثلاث التي يتم تطويرها حاليا داخل ادارة ترامب تشمل تمركز القوات الامريكية علي المدي الطويل والوصول الي القواعد العسكرية الي جانب سلطة شن الحرب في هذه الدول الثلاث. وكانت ادارة الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك أوباما قد نفت رسميا سعيها الي قواعد عسكرية دائمة في العراقوأفغانستان. وفي بداية المفاوضات مع العراق حول الوجود العسكري الامريكي عام2008 سعت الولاياتالمتحدة للوصول الي قواعد في العراق دون اي حد زمني إلا أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي آنذاك رفضت هذا الطلب واضطرت أمريكا للموافقة علي سحب جميع القوات المقاتلة في جدول زمني صارم. وعلي الرغم من جهود وزارة الدفاع الامريكية( البنتاجون) بما في ذلك الجنرال ديفيد بيترايوس لقيام ادارة أوباما لاعادة التفاوض علي الصفقة مع الحكومة العراقية للسماح لعشرات الآلاف من القوات الامريكية للبقاء في البلاد رفض العراقيون لمطالب أمريكا الحصانة من الملاحقة القضائية لقواتها في العراق وكان علي أمريكا سحب جميع قواتها. والآن تحول السياق الاقليمي بشكل كبير لمصلحة طموحات الجيش الامريكي, فمن ناحية تأتي الحرب ضد داعش في ذروتها في العراقوسوريا وتدرك الحكومة العراقية الحاجة للمزيد من القوات الامريكية لمواجهة داعش, وفي سوريا فإن تورط العديد من الدول في تلك الحرب يفسح المجال للقوات الامريكية للتدخل لمواجهة داعش ودعم المعارضة المعتدلة, كما أن تزايد نفوذ طالبان في جميع أنحاء البلاد في أفغانستان يعد الاساس للسماح بعودة القوات الامريكية للقتال في أفغانستان. والآن وبعد طرد قوات داعش من الموصل بدأت إدارة ترامب والحكومة العراقية في التركيز علي كيفية ضمان عدم عودة الارهابيين, وهم يتفاوضون حاليا حول اتفاق من شأنه أن يضع القوات الامريكية في العراق الي أجل غير مسمي, ولن تكون القوات الامريكية هناك لمجرد هزيمة داعش ولكن لتنفيذ ما يعرف ببيروقراطية الحرب أو ما يعرف بعمليات الاستقرار من خلال المشاركة في بناء المؤسسات السياسية والعسكرية المحلية. وقد دعت الخطة الاولية لهزيمة داعش في سوريا التي قدمت لترامب في فبراير الماضي لزيادة حجم القوات البرية الامريكية الي1000 فرد وهو عدد قابل للزيادة وفقا لخطط البنتاجون.