تحت عنوان الصلب الصيني يهدد الأمن القومي الأمريكي نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن إنتاج الصين للألومنيوم والصلب ذات الأسعار المنخفضة أضر بشكل كبير بأصحاب هذه الصناعات في الولاياتالمتحدة لسنوات وذلك بعد إغراق الشركات الصينية الأسواق العالمية بكميات هائلة من الألومنيوم والصلب الرخيص الأمر الذي أكدت المجلة أنه يمثل تهديدا كبيرا للأمن القومي الأمريكي خاصة بعد أن نجح الصلب الصيني في أن يحتل المرتبة الأولي في الأسواق الأمريكية, مما أجبر أكثر من20 مصنعا علي الإغلاق وتم تسريح أكثر من3500 عامل خلال الأشهر ال18 الأخيرة. ومن المؤكد أن الولاياتالمتحدة لديها القدرة علي تصنيع الصلب لتلبية احتياجاتها الدفاعية إلا أن انقراض صناعة الصلب بالبلاد أثارت قلق الساسة والمسئولين طوال الفترة الماضية, الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي المطالبة بالتحقيق الفوري في واردات الألومنيوم وذلك بعد أن أمر بإجراء تحقيق مشابه حول صناعة الصلب, ونجحت الصين منذ انضمامها لمنظمة التجارة العالمية عام2001 في إغراق الأسواق الأمريكية بمنتجاتها بعد أن جذبت آلاف المستهلكين الأمريكيين بصناعاتها الرخيصة للغاية بالمقارنة بمثيلتها الأمريكية. وأكدت المجلة أن الأمر المثير للقلق أن صناعات الطائرات مثل بوينج إف-18 ولوكهيد مارتن إف-35 والعربات المدرعة تحتاج إلي صلب عالي النقاء وهو ما باتت تفتقر إليه الولاياتالمتحدة حيث إنها لم تعد تمتلك سوي مصنع محلي واحد ينتج الألومنيوم عالي النقاء وهو يعمل الآن بقدرة40% فقط, إلا أن المخاطر لم تقف عند هذا الحد, بل أكد المحللون أن واشنطن قد تحتاج إلي استيراد الألومنيوم عالي النقاء وهو ما ينتجه عدد قليل من المصانع حول العالم والتي يتركز معظمها في روسياوالصين والشرق الأوسط. ومن جانبه, قال وزير التجارة ويلبر روس: إن الوضع خطير للغاية ويهدد أمننا القومي ولا يمكننا أن نعتمد علي مورد واحد لتلبية جميع احتياجاتنا. ومن المقرر أن يفتح التحقيق للتأكيد علي ما إذا كانت واشنطن قادرة علي إنتاج الألومنيوم والصلب عالي النقاء بالقدر الكافي لتلبية احتياجات البلاد أثناء أي حرب قد تندلع أم لا؟. وأضاف أن التحقيق الذي يجري يهدف إلي الكشف عن حجم التهديد الذي يمثله الصلب الصيني علي أمننا, خاصة أن بكين زادت من صادراتها من الصلب إلي واشنطن في الفترة الأخيرة علي الرغم من أنها وعدت بتخفيضها إلي حد كبير, إذ باتت بكين تسيطر الآن علي ما يزيد علي26% من أسواق واشنطن, الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا للإدارة الأمريكية الجديدة.