شهد اليوم الأول لجلسات الحوار الوطني أمس مشادات حامية وخلافات شديدة بسبب حضور عدد كبير من أعضاء الحزب الوطني المنحل جلسات المؤتمر, حيث أصر ممثلو شباب الثورة علي ضرورة انسحاب أعضاء الحزب من الفعاليات بدعوي أنهم شاركوا في إفساد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية علي مدار30 عاما. بدأت المشادات مع بداية الجلسة الثانية, والتي كانت مخصصة لممثلي شباب ثورة25 يناير والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم وطموحاتهم, حيث بدأ الدكتور صفوت حجازي حديثه قائلا إن شباب الثورة لهم تحفظات شديدة, وأنهم يدرسون قرارا بالانسحاب من فعاليات المؤتمر, وأنه دار تفاوض كبير بين ممثلي شباب الثورة حول القرار لأنهم وجدوا أنفسهم في مؤتمر للحزب الوطني المنحل, وأن هناك أشخاصا أياديهم ملطخة بدماء الشهداء, وعندها تعالت الهتافات: يسقط الحزب الوطني. وأضاف حجازي نرفض وجودنا مع أي عضو من أعضاء الحزب المنحل, وإذا كان يشرفهم الانسحاب فعليهم فعل ذلك الآن لو أن هناك أعضاء شرفاء عليهم أيضا أن ينسحبوا, وطالب أعضاء الوطني بالخروج بشكل لائق قبل المناداة عليهم بالاسم وسط حالة من الهياج الصياح والهرج أعلن حجازي تعليق الجلسة لمدة خمس دقائق حتي ينسحب الوطني, الأمر الذي تسبب في حالة فوضي عارمة نتيجة عدم خروج أحد من أفراد الوطني, مما دفع الدكتور أحمد دارج إلي إعداد قائمة باسماء الحاضرين من قيادات الوطني ووسط حالة الفوضي التي استمرت ساعات أصدر اتحاد شباب الثورة بيانا اتهموا فيه الوطني بمحاولة افساد الحوار الوطني بالحضور المكثف واحتلال الصفوف الأولي بشكل مستفز لكل الحاضرين, بالاضافة إلي استمرار محاولات أعضاء الحزب المنحل اجهاض الثورة. وطالب اتحاد شباب الثورة في بيانه بضرورة تجميد نشاط جميع أعضاء الحزب المنحل, لأنهم شاركوا في افساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأعلن الاتحاد تعليق مشاركته في جلسات المؤتمر لحين اعلان اللجنة الاستشارية انسحاب أعضاء الوطني, ووجه الاتحاد انتقادات حادة للدكتور عبد العزيز حجازي رئيس لجنة الحوار وأعضاء اللجنة الاستشارية لعدم افصاحهم عن اسماء المشاركين وعدم اشراك ممثلي القوي السياسية والشبابية في الجلسات التحضيرية. وأعرب د. عبد العزيز حجازي رئيس لجنة الحوار عن أسفه لما يشهده الحوار من فوضي قائلا: هل هذه هي أسس الحوار وفي وسط التغيير لابد أن نتعلم كيف يكون الاحتجاج, مضيفا: نقدر رأي بعض الأعضاء في التعامل مع أعضاء الحزب الوطني ولكن ليس بهذه الطريقة يتم التعبير عن الاحتجاج فالاحتجاج مكانه مضبطة الحوار. وقال حجازي: لست حريصا علي شخص بعينه ولكني حريص علي نجاح الحوار الوطني, مؤكدا أنه لم يصله أي اعتراض علي اسماء الحضور, مشيرا إلي أن الفوضي ستقضي علي الحوار وتدخله نفقا مظلما يضيع علي أثرها أشهر من الإعداد والاجتماعات للخروج بحوار مفيد للشعب المصري. وقال الدكتور عمرو حمزاوي, أمين عام لجنة الحوار الوطني إن البداية ليست مشجعة وليست علي المستوي الذي ينتظره الرأي العام, مشيرا إلي أن ما حدث يدل علي العجز عن إدارة حوار وفق قواعد منضبطة لتحقيق الصالح العام, وأهداف البلد دون الخروج عن النص. وطالب الجميع بأن يركز علي الهدف من هذا الحوار. وأكد حمزاوي رفضه لمبدأ الاقصاء, مؤكدا أن الحوار ليس حكرا علي شخص أو مجموعة وأن هذا محور الديمقراطية الحقيقية, مطالبا بألا يؤسس هذا الحوار لمبدأ الاقصاء. من جانبه, قال الدكتور عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء إن المحاور التي تناقشها جلسات الحوار الوطني ترتكز علي ما نادي به الشعب المصري في ثورته من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية, مشيرا إلي أن رسم وصياغة مستقبل مصر لابد أن يكون مرتكزا علي هذه المحاور حتي نصل إلي مصر الرائدة والمستنيرة المنيرة التي يحلم بها كل المصريين. وأكد شرف أن الحكومة تنتظر نتائج الحوار حتي تبني عليها السياسات خلال المرحلة المقبلة مشيرا إلي أن الحكومة لن تدخل في صغيرة أو كبيرة في الحوار إلا تقديم كل الدعم حتي يخرج الحوار في أفضل صورة. وقال حجازي في الجلسة الافتتاحية إن الحوار ما هو إلا رسالة يعرض خلالها المشاركون السياسات التي نأمل التي تحتضنها القيادات السياسية والتنفيذية والتشريعية والثقافية في ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والامكانات المتاحة من المواد والأموال التي يمكن توفيرها وعرض بعض البرامج والآليات التي تحقق للمواطن ضرورات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وخدمات تمثل فيما بينها منظومة متكاملة للحياة الكريمة التي نادي بها ثوار25 يناير.