ما أجمل فنجان القهوة في الصباح الباكر تحت أشعة الشمس التي تتسلل علي استحياء بين أغصان الشجر المغرد بصوت أرق مخلوقات الله..يداعب قرص الشمس,الذي استيقظ هادئا حالما بيوم مشرق عيني,فيظهر ويختفي خلف مظلة الطبيعة الخضراء التي مازالت تلتف بقطرات ندي الصباح..تسلم ايدك يا عم محمد..وبيد ترتعش, بسبب من لا يقهر إلا بعد الموت, وبابتسامة تجاهد لتشق طريقا بين تجاعيد الزمن علها تصل إلي الحاضر.. العفو يا دكتورة,دانا بآجي أفتح البوفيه قبل مواعيد النادي مخصوص علشان خاطر قهوة حضرتك. وتناولت الفنجان بابتسامة مشفقة علي شيخوخة عم محمد الذي تجاوز الخامسة والسبعين..تسلم الأيادي يا عم محمد..وتناولت الصحف باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية لاستكمل طقوس السابعة صباحا..عناوين وموضوعات لا فرق بينها إلا اللغة. وفي لحظة تأمل صامت,حاولت ذاكرتي استعادة بعض الهدوء من صخب التحليلات الدقيقة والنتائج المتوقعة بنسبة كبيرة لكل ما عايشته لحظة بلحظة,مهنيا وإنسانيا,مع المتحدث الرسمي لحملة إيمانويل ماكرون بمصر. فوز ماكرون..النجم الصاعد في سماء الإليزيه, بنسبة65.1بالمئة من أصوات الناخبين في الجولة الثانية..الهزيمة الساحقة التي مني بها حزب اليمين المتطرف في تصويت الفرنسيين خاصة خارج فرنسا(8.5 بالمائة بمكتب تصويت القاهرة علي سبيل المثال لا الحصر وذلك بالرغم من المزاعم التي نشرت وأثارت ضجة شديدة عن أصول مارين لوبان المصرية القبطية المسيحية الكاثوليكية بل والتي تنحدر من نسل نبي الإسلام كما ذكرت وكالة فرانس برس الفرنسية يوم3 مايو2017 علي لسان باحث فرنسي متخصص في الأنساب يدعي جان لويس بوكارنوت),ارتفاع قيمة عملة اليورو بعد فوز المرشح المستقل,تنفس أوروبا الصعداءلهزيمة حزب الجبهة الوطنية القائم علي الكراهية والعنصرية,قياممصر وألمانيا وموريتانياوالعديد من الدولبتهنئة رئيس فرنساالجديد,جلوسالمدافع العنيد عن القيم الأوروبية الليبراليةخلف مكتبه في القصر الرئاسي الأحد القادم,تحد جديد لترامب والولايات المتحدة,حالة من عدم التوازن تسود روسيا بعد خيبة أملها في لوبان,صعود المرشح المستقل وزعيم حركة إلي الأمام علي أنقاض فيلة الحزب الإشتراكي كما يطلق عليهم..ونسور حزب الجمهوريين. عم محمد, فنجان شاي من فضلك لاحسن رأسي مش راضية تبطل تفكير..بالفعل,يجب علي هذا الشاب الطموح ذي ال39 عاماالذي اعتلي عرش الإليزيهأن يفي بعهوده التي ألتمس فيها أنا شخصيا الكثير من الصدق..فيتعين عليه محاربة الإرهاب,توحيد الصفوف,رأب صدع الانقسامات التي شهدتها بلد الحرية والمساواة والإخاء مؤخرا,اقتناص الأغلبية البرلمانية ونزعها من فم حزب الجمهوريون اليميني المحافظ وحزب الإشتراكيون اليساري اللذين حكما فرنسا لعقود ثقيلة. هل فعلا يستطيع؟..ولما لا؟!..ألم يدافع بشراسة عن حبه لبريجيت معلمته منذ أن كان في السابعة عشر من عمره؟..ألن يدافع اليوم عن معشوقته الأولي فرنسا..بلد الحب والعشق والجمال؟! كده برضه ياعم محمد,دلقت الشاي علي المفرش والجرايد,معلش جت سليمة,بس ابقي خللي بالك من نفسك..حقك عليا يادكتورة..والله ما قادر أمشي ولا لاقي واحدة راضية بيا؟..واحدة شغالة؟..شغالة إيه يا دكتورة؟..ده الواحد بياكل اللقمة لوحده بالعافية,واحدة صغيرة كده ترضي تتجوزني علشان تخدمني..وقبل أن أفق من الصدمة تنامي إلي مسامعي قهقهة هوانم جاردن سيتي اللاتي بدأن يتوافدن علي النادي..وحياتك ياشوشو لو ألاقي واد حليوة كده زي ماكرون ده,ويرضي يتجوزني وأنا أكبر منه ب25 سنة زي مراته بريجيت دي,وأعيش زيهم حب في حب..علي الله جوزك يسمعك ويقطم رقبتك يامايا!..أوف.. إيه الحر ده.. يا عم محمد5 ليمون ساقع من فضلك. لملمت أوراقي وأشلاء أفكاري ورحلت عن عم محمد وأمثاله ومايا وشوشو وأمثالهن وأنا أتحدث مع نفسي: لك الله يا مصر. [email protected]