تجرد تاجر خردة بمنطقة المرج من مشاعر الأبوة وقتل طفله الذي لم يتجاوز سنواته التسع لشكه في سرقته100 جنيه من حافظة نقوده. لقي القبض علي المتهم.وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أحال المتهم إلي حسين عمار رئيس نيابة المرج فأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق. تفاصيل الواقعة سجلها محضر بقسم شرطة المرج, حيث أقدم سمير علي تطليق زوجته بعد أن وصلت المشاكل بينهما لطريق مسدود, ولم تفلح عمليات الصلح في إعادة المياه لمجراها. فتركت الزوجة خمسة أولاد في رقبة سمير يتولي رعايتهم وتوفير احتياجاتهم الحيائية, غير أن انشغاله الدائم في عمله بتجارة الخردة جعله يهمل تربية أولاده ظنا منه أن توفير المال لهم سيغنيهم عن حنان الوالدين, ظل الأولاد علي هذه الحال إلي أن شعر الوالد بأن أبناءه اعتادوا الحصول علي النقود من حافظته دون استئذانه فعنفهم بشدة وطالبهم بضرورة الرجوع إليه, قبل أن تمتد أيديهم لجيب والدهم. لم يستجب الطفل محمد8 سنوات لنصيحة والده وأخذ يعبث بحافظته أثناء نومه واستولي من داخلها علي مبلغ100 جنيه حيث فوجئ الأب بعد استيقاظه من النوم باختفاء المبلغ وبسؤال أولاده الأربعة أجابوا أن أوسطهم محمد هو الذي عبث بالحافظة. إستشاط الأب غضبا من سلوك إبنه المنحرف وقرر تلقينه درسا في الأمانة فجاء به أمام أشقائه الأربعة وأوثقه بحبل ربطه بسرير حجرة النوم وإنهال عليه بالضرب بعصا خشبية حتي لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة. ثار الأشقاء من فعل والدهم المشين وحملوا شقيقهم لمستشفي جراحات اليوم الواحد بالمرج في محاولة لاسعافه, إلا أنه كان قد فارق الحياة. وقد تلقي المقدم هاني عبدالرءوف رئيس مباحث المرج إخطارا من المستشفي باستقبال الطفل محمد سمير8 سنوات جثة هامدة ومصابا بكدمات متفرقة بالجسم وجرح قطعي بالرأس وبإخطار اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, كلف اللواءين سامي سيدهم نائب المدير العام وأمين عز الدين مدير إدارة البحث الجنائي بسرعة ضبط مرتكب الواقعة, دلت تحريات العميد حسن السوهاجي رئيس مباحث قطاع الشرق أن مرتكب الجريمة والد الطفل سمير شعراوي50 سنة تاجر خردة, وبعد استئذان النيابة تم ضبط المتهم والذي بمواجهته أمام اللواء عبدالجواد أحمد حكمدار العاصمة, علل قتل ابنه برغبته في تأديبه. ارجعت الدكتورة سوسن الغزالي استاذة الطب السلوكي بكلية الطب بجامعة عين شمس, ارتكاب الأب للجريمة بسبب الأم, فهو سلوك انتقامي من الأب لأنه لم يقصد قتل فلذة كبده وإنما تقمص حالة الانتقام في شخص الطفل علي انه الأم. وتضيف: فبعد ان فشل في تربية اولاده الخمسة وعدم قدرته علي إيجاد حل وسط لإعادة زوجته كي تدير شئون المنزل لم يكن امامه سوي استخدام العنف مع طفله كنوع من أنواع التقويم لكنه لم يستطع السيطرة علي اعصابه فسقط الطفل بين يديه جثة هامدة. وأشارت استاذة الطب النفسي إلي ان هناك نزعات انتقامية سيطرت علي الاب اثناء ضربة لابنه منها احساسه بالفشل في تربية اولاده فضلا علي قدرته علي إيجاد بديل يحل محل الأم, كي يتفرغ هو لعمله وهو مادفعه لتوثيق ابنه في السرير وضربه كي لايعطي له فرصة للهرب أو التخفي, فهو انتقام بطريقة لاشعورية. وأوضحت ان الضرب مثل جرعة الدواء إذا ازادت عن الحد اصبحت لها آثار جانبية.. وللأسف في مصر اغلب اولياء الأمور غير قادرين علي القيام بعملية الضرب التقويمي الذي يحقق المراد وهو ردع الطفل عن السلوك السيئ, فضلا علي ان الاب غير مؤهل للقيام بعملية التربية فهذا هو دور الأم, وبالتالي أصبحت الأدوار معكوسة حيث وجد الاب نفسه مطالبا بالقيام بعملية التربية والتهذيب بالإضافة إلي جني المال للانفاق عليهم. وانهت د. سوسن حديثها بتعاطفها الشديد مع الأب لانه لم يقصد قتل ابنه معبرة عن أسفها لأن مصير اطفاله الأربعة هو التشرد لامحالة.