في مفاجأة من العيار الثقيل ولأول مرة عبر تاريخ النوبة العريق وقع اختيار وزارة العدل علي السيدة أم كلثوم محمد يونس لتكون أول مأذونة نوبية بقرية غرب أسوان. المفاجأة أن هذه السيدة التي تخرجت في كلية دار العلوم في عام1976 قد تمكنت من تخطي عدد من المحطات الصعبة ضمن إجراءات المأذونية. حيث رجحت دراستها للمذهب الحنفي اختيارها; حتي وصلت إلي المرحلة النهائية التي نافسها خلالها رجلانلتجري لجنة الاختيار القرعة بينهم لتفوز أم كلثوم وسط ردود أفعال متباينة بين القبول والاعتراض. وتقول المأذونة النوبية الجديدة التي تنتمي إلي نجع الشديدة العمدة بقرية غرب أسوان: إنهامارست العمل السياسي في مقتبل عمرها من خلال عضوية مجلسي محلي مركز ومحافظة أسوان قبل أن تتجه إلي العمل كمعلمة لغة عربية بالمملكة العربية السعودية, وعادت بعدها لتهتم بالعمل الاجتماعي, وتواصل قائلة: كنت أتمني الالتحاق للعمل كمحكمة بمحكمة الأسرة, خاصة وأن مأذون القرية أحمد نصر كان يحيل إليها الحالات المستعصية في الشقاقات الزوجية; للإصلاح بينها مما أكسبها خبرة ودراية كبيرة, وفي عام2015 تقدمت لمسابقة المأذونية حتي وقع عليها الاختيار. وعن ردود الفعل داخل المجتمع النوبي حول اختيارها كمأذونة لأول مرة في تاريخ النوبة العريق, تقول أم كلثوم: إن المجتمع النوبي يقوم علي المصاهرة, وصلة الرحم, والعلاقات الأسرية, والعرف, وهو مجتمع أمومي علي عكس المجتمع الصعيدي الذكوري, لذا تجد المجتمع النوبي متآلفا ومتماسكا, وتضيف قائلة: إنها ستتبني تأسيس جمعية ستحمل اسم جمعية المودة والرحمة, وهي جمعية ستتولي عرفيا اختصاصات لجان التحكيم والإصلاح بين الزوجين في حالة طلب الخلع من الزوجة أو توثيق الطلاق الشفهي للرجل, موضحة, أنه ستتم الاستعانة بحكمين من كبار السن لكل حالة من كبار أهل القرية.