كشف عدد من بائعي المصنوعات الجلدية المصرية عن ان اغلب المنتجات الجلدية الموجودة في السوق هذا الموسم تم تصنيعها في الصين رغم انها تحمل اشهر الماركات المصرية, وذلك بعد ان اتجه العديد من اصحاب المصانع والورش والمحلات الي السفر الي الصين واجراء صفقات مع المصانع الصينية لتصنيع احدث الموديلات الموجودة في السوق والتي تحمل علامات تجارية مصرية مؤكدين انه رغم ارتفاع تكاليف السفر والشحن الا ان عائد التصنيع في الصين اكبر من التصنيع في مصر. وقال عبد الرحمن شهيب احد بائعي المصنوعات الجلدية الصينية ان السوق اصبحت اكثر استيعابا للمنتجات الجلدية المصنعة في الصين اكثر من المنتجات المصرية بسبب انخفاض اسعارها, مشيرا الي ان اصحاب محلات الاحذية والشنط الكبري يقومون بتصنيع منتجاتهم في الصين خاصة وان المصانع الصينية تتيح فرصة اكبر لتصنيع موديلات كثيرة وحديثة في زمن قصير وبتكلفة اقل من التي توفرها المصانع المصرية. وقال محمود عبد السلام احد العاملين في سلسلة محلات كبري لبيع الاحذية والشنط النسائية ان اغلب منتجي الجلود في مصر لجأوا الي التصنيع في الصين بسبب نقص الجلود الخام في السوق المحلية, مؤكدا ان اصحاب المدابغ يصدرون الجلد الخام الي الخارج ثم تتم اعادة استيراده باسعار اغلي ولكن في شكل مصنوعات جلدية. ومن جهة اخري مازالت ازمة نقل مدابغ الجلود الي المدن الجديدة بلا حل.. وذلك بسبب المأساة التي تعيشها المصانع والورش بمنطقة المدابغ بمصر القديمة منذ سنوات جراء مشكلات الصرف الصحي وضيق الشوارع والحالة الصحية والمادية للعمال البسطاء والتي تعوق كل امكانيات التطوير والتحديث لصناعة تعد من اهم الصناعات المحلية التي كانت تشتهر بها مصر. فيما بين رغبة الحكومة في نقل اخطر صناعة ضارة بالبيئة من وسط المدينة الي منطقة صناعية خاصة بالجلود تحمل اسم مدينة الروبيكي والتي كان من المفترض ان تنتهي من انشائها في العام الماضي وبين رغبة اصحاب المدابغ في التطوير والتحديث والتوسع في الصناعة تقع خلافات كثيرة حيث جدد اصحاب المدابغ رفضهم مشروع نقلها الي مدينة بدر, المقرر تنفيذه نهاية العام الجاري بسبب الاختلاف علي سعر الارض, حيث اكد ثابت مكي رئيس شعبة المدابغ بالغرفة التجارية ان اسعار التعويض التي سيحصلون عليها لاتتناسب السعر الحالي لارض المدابغ التي تقدر قيمتها بحوالي1.5 مليار جنيه خاصة وان اسعار الاراضي تزيد بشكل ملحوظ. يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تعاني فيه صناعة الجلود المصرية من مشكلات عديدة ومنافسة شرسة في الاسواق المحلية والعالمية خاصة ان المنتج الصيني الذي استطاع ان يحتل حصة كبيرة من السوق المصرية بسبب انخفاض ثمنه عن مثيله المصري ورغم انخفاض جودتها بشكل ملحوظ.