فيما مضي من أيام النظام الفاسد كانت الرياضة تلعب دورا كبيرا في خدمة أصحاب القرار.. وكم خرج مدربون ورؤساء أندية واتحادات يسبحون بحمد النظام وشكره, وكم انحنوا أمام راعي الرياضة والرياضيين. كما كان يحلو لهم أن يطلقوا عليه مع أنه لم يكن كذلك في يوم من الأيام, وكم حصلوا علي أوسمة لم يستحقوها وحرم منها العلماء والمبدعون, وكم نالوا من مقام رفيع, وكم قالوا في أيام المبايعة إياها من إطراء كان كله للتضليل, وكثيرون منهم فعلوا ما هو أكثر من ذلك في أيام أديس أبابا وألمانيا, ومعظمهم خرج في مظاهرات التأييد في ميدان مصطفي محمود وماسبيرو وأغلبهم هاجم الثورة والثوار بألفاظ قاسية, ومع ذلك هم طلقاء أحرار يواصلون التزييف والتزوير والتكسير في عظم الرياضة المصرية! ما أحوج الثورة إلي هؤلاء النجوم من الرياضيين بصفة عامة والكرويين بصفة خاصة لكي تستقر وتؤتي ثمارها, وما أحوج أسر وأمهات الشهداء الذين دهستهم قوي الشر, ولكنهم لم يفعلوا شيئا بل التزموا الصمت, وهم الذين كانوا يسارعون إلي الموائد والحفلات والإعلانات المجانية من أجل الترويج لمشروعات وهمية كان يقوم بها النظام المنحل لأهداف تكشف عنها التحقيقات الجارية حاليا! أين نجوم كرة القدم من الأهداف السامية التي تحتاجها مصر حاليا من الدعوة إلي نبذ الفتنة الطائفية والعودة إلي العمل وإعادة الأمان إلي الشارع المصري.. أين هم من قضايا عديدة تكاد تهدد مستقبل الأمة كلها.. إنهم ممتنعون, بعيدون, رافضون أن يقترب أحد من فلوسهم ومصالحهم وعقودهم التي وصلت إلي الملايين ولا تريد أن تنخفض بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد ؟! أين من ادعوا الوطنية والقومية العربية ورفعوا فانلاتهم عن عبارات تأييد ومساندة.. أين الذين تبنوا مشروعات الجميع.. أم أن الهدف كان إرضاء النظام الفاسد ؟! هم الآن مشغولون في صراع النقطة ونسبة البث الفضائي وتأييد القطري محمد بن همام.. وهم أيضا يتنافسون في تبادل الشتائم والكلام البذيء والتهديد بضرب الجزمة قبل انشغالهم بالتنافس علي النقطة في سباق الدوري الممتاز الذي أصروا علي عودته مع بطولة الكأس حتي ينساهم الشعب والثوار, ولكن هيهات أن يحدث ذلك فثورة الشباب أول ما يجب أن تسعي إليه هو إعادة تعديل أوضاع الشباب والاهتمام بهم وبأنديتهم ومراكزهم التي تحولت إلي أوكار بعد أن اتجهت الفلوس كلها إلي الصفقات المشبوهة التي ملأت جيوب المستفيدين منها! [email protected]