نهنئ الشعب المصري باحتفالات شم النسيم ولكن للأسف الشديد يكون الاهتمام بالطبيعة والحدائق العامة والنيل والآن الحدائق العامة قليلة في المحافظات وبرسوم في العاصمة والمدن الكبري والنيل لم يعد مناسبا للرحلات حيث التلوث والتعدي علي طرحه اضافة لغلو الاسعار متمثلة في الاسماك ومشتقاتها ولكن سنحتفل كالعادة رغم تلك الظروف. طبعا الفسيخ هو حديث الجميع الآن ومع شم النسيم يكثر الاهتمام وتزداد الرغبة في تناول الأسماك المملحة بالرغم من التحذيرات الطبية وأيضا بالرغم من أمراض العصر التي لا تستدعي تناول الفسيخ. واكتب اليوم عن الفسيخ لان لي حكايات وحكايات لابد ان اطرحها خاصة الفسيخ النبراوي الأشهر حاليا في مصر الذي يجد رواجا في شم النسيم وأيضا في أوقات مختلفة من العام وان كانت اسعار الاسماك حاليا قد اثرت علي أسعار الفسيخ الا ان تناوله لن يتوقف. وما أريد طرحه في منظومة فسيخ نبروه ان المشاهير يحرصون علي تناوله سواء بالشراء او الهدايا او الرشوة أحيانا, وهذا ما سأركز عليه فالصناعة الرئيسية في المدينة هي صناعة الفسيخ بالرغم من تعدد الصناعات الصغيرة الأخري التي لا تجد رواجا مثل الفسيخ. هناك كميات كبيرة من فسيخ نبروه تذهب لكبار الفنانين ورجال الإعمال وكبار المسئولين خارج المدينة وفي العاصمة وأيضا الفسيخ يتخطي الحدود ونجده في الدول العربية وفي أوروبا أيضا. وزراء وقضاة وإعلاميون ونواب ورجال امن ورجال دين لهم نصيب في الفسيخ النبراوي. المنظومة الرياضية تستحوذ علي ما لذ وطاب من فسيخ نبروه, فهناك كميات تتوجه للاتحادات وخاصة اتحاد الكرة بكل لجانه وللأسف الشديد بأسلوب الهدايا. نادي نبروه يتكفل بإرسال الفسيخ لمناطق الكرة والاتحاد ولجانه والقنوات الفضائية المهتمة بالبرامج الرياضية والكل يعرف ذلك وأيضا لمديرية الشباب والرياضة بالدقهلية حصة ثابتة من أجود الأصناف. كبار المسئولين في محافظة الدقهلية ورجال المحليات يصلهم الفسيخ في الموعد المناسب. منذ عدة سنوات ماضية كان الفسيخ من أساسيات( صباحية العروسين) في معظم القري المحيطة بنبروه. لاحظت في السنوات الأخيرة فتح منافذ للفسيخ النبراوي في القاهرة والجيزة والإسكندرية ولكن الأسعار مختلفة تماما. خلاصة القول ان هناك مدنا أخري تنافس نبروه بالنسبة للفسيخ ولكن تلك المدن تغذي المحافظات الأخري ولا علاقة لها بالهدايا او كل ما ذكرته أعلاه وأضيف أيضا ان فسيخ نبروه بعيد تماما عن الحملات وضبط الفاسد منه كما نتابع في كل موسم وان هناك50 مصنعا وأكثر من600 محل لبيع الفسيخ بالمدينة حتي نجد محالا جديدة افتتحت في البيوت والعمارات التي بنيت بالتعدي علي الاراضي الزراعية حول المدينة, اضافة لان بيع الفسيخ ليس مقصورا علي شم النسيم فقط فطوال العام يتوافر ويحرص الكل علي شرائه وهناك الكثيرون يتناولونه في كل وقت من العام وأيضا نجده أحيانا في رمضان. من خلال المتابعة نجد الحملات التفتيشية للصحة وحماية المستهلك وأجهزة محافظة الدقهلية تكون قبل شم النسيم بايام معدودة وطبعا الكل يفهم الأسباب. الحكومة طرحت أسماكا بالمجمعات الاستهلاكية بمناسبة شم النسيم وطبعا الاسعار مرتفعة الي حد ما وهناك مناطق لم يصلها سمك الحكومة.