لم يتوقع محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي أن تصل حالة الإهمال في المعابد الصخرية النوبية بمنطقتي عمدا والسبوع التي تقع علي بعد240 كيلو مترا جنوب شرق مدينة أسوان إلي هذا الحد من الإهمال الذي كشف عنه العاملون بها خلال زيارته, فالمشهد هناك علي ضفاف بحيرة ناصر لخصه المتواجدون للعمل في ظل ظروف حياتية غاية في القسوة بعدة لقطات كان أبرزها زحف الرمال حول وداخل المعابد وتراكمها بارتفاع3 أمتار, وإهمال عمليات الترميم والصيانة والنقص الشديد في أدوات النظافة مما يعرض التماثيل والنقوش للتلف والإهمال, عدم إضاءة المعابد ليلا بسبب تعطل وحدات الطاقة الشمسية نتيجة لتعرض الكابلات واللوحات للسرقة بسبب نقص أفراد الحراسة وترك المعابد في العراء دون إحاطتها بسور يحميها. ولم تتوقف الشكوي عند هذا الحد, بل امتدت إلي تدهور حالة الاستراحات وتعطل محطة مياه الشرب وسوء حالة الطرق المؤدية إلي المزارات وعدم وجود سيارات إسعاف, بالإضافة إلي عدم تقديرهم ماديا. وكانت النقطة المضيئة التي تخللت جولة المحافظ هو تواجد عدد من السائحين الفرنسيين لزيارة معابد الدكة والمحرقة وعمدا والدر ومقبرة بنوت وبعض المشاهد الأثرية التي ترجع إلي الدولة الحديثة والعصور البطلمية واليونانية والرومانية والقبطية عبر رحلة نيلية في بحيرة ناصر. من جانبه أكد حجازي أن هذه الجولة تأتي استكمالا لما قامت به لجنة الآثار والثقافة والإعلام بمجلس النواب أثناء زيارتها الأخيرة للمنطقة من أجل رصد وحصر جميع المطالب ومعوقات التنمية بتلك المناطق, تمهيدا للتنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد الآليات المناسبة لمواجهة المشاكل بالشكل المطلوب وبما يسهم في تحويل هذه المناطق الأثرية المهمة إلي مراكز للجذب السياحي, وكذا استغلال مقوماتها ومواردها الطبيعية لإحداث تنمية عمرانية وسياحية واستثمارية وزراعية, لتصبح تلك المناطق من أهم المزارات بالخريطة السياحية في أسوان, وكلف المحافظ مدير المعابد الصخرية بإعداد دراسة متكاملة تشمل شرح مكونات المنطقتين الأثريتين وأهم المقترحات, وذلك من أجل بحثها ودراستها بالتنسيق مع وزارة الآثار وجميع الجهات المعنية. وأشار إلي أن تطوير معابد النوبة يأتي في إطار تضافر الجهود الحكومية لتفعيل التوصيات والقرارات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب الوطني الثاني الذي عقد بأسوان في يناير الماضي, والخاصة بالاهتمام بآثار النوبة القديمة وتنميتها, حيث إن منطقتي السبوع وعمدا تأتيان ضمن6 مناطق رئيسية تجري دراسة تنميتها وتطويرها لخلق مجتمعات عمرانية جديدة.