من بين المحن والأزمات قد تأتي المنح والبشائر. ما شهدته مصرنا الأيام الماضية من حوادث إرهابية أدمت قلوبنا جميعا وكان مبتغاها زرع بذور الفرقة بين أبناء وطننا مسلمين ومسيحيين, شاء الله سبحانه وتعالي أن تكون هذه الحوادث كاشفة لدلائل إدراك مختلف طبقات الشعب المصري للأهداف الشيطانية لمن يقفون وراء هذه العمليات الإرهابية سواء كانوا جماعات ترفع بهتانا راية الإسلام أو دولا هي في حقيقتها مجرد مخالب وأذرع لقوي لا تريد الاستقرار لمصر والمنطقة العربية. التناول الإعلامي خاصة الفضائيات وانزلاق بعضها إلي هاوية الدفاع عن المسلمين وكأنهم هم المسئولون عما حدث وكذلك اتهام أجهزة الشرطة بالتقصير هكذا بمنتهي البساطة يؤكد ضرورة تصويب خطابنا لان مثل هذا التناول يحقق مأرب من يقفون وراء هذه الأحداث. ضحايا حادثي التفجير هم من المسلمين والمسيحيين, منهم ضباط الشرطة الذين افتدوا أشقاءهم داخل كنيسة الإسكندرية بأرواحهم. لنراجع مشاهدة فيديو الانتحاري الذي نفذ الحادث لم يفكر للحظة واحدة في من سيطالهم التفجير وكونهم مسيحيين أو مسلمين, هدفه كان الوطن وليس الكنيسة. لا تنسوا العميدة نجوي النجار التي استشهدت دفاعا عن أشقائها.. لا تنسوا الأبطال الذين يستشهدون علي ارض سيناء الحبيبة منهم المسلم ومنهم المسيحي. لا تنسوا محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة وغيره وكذلك الحوادث الإرهابية التي اغتالت ضباط وجنود الجيش والشرطة في المواقع المختلفة. ما قاله الرئيس السيسي في كلمته بأن من طالتهم يد الغدر والخسة هم مصريون يوضح إدراك الرئيس لأبعاد المؤامرة وحقيقتها خاصة عندما قال: أنا هتكلم عن الخطاب الإعلامي لو سمحتم خلوا بالكم من مصر وشعب مصر, وعلي الخطاب الإعلامي أن يتعامل بمسئولية ووعي ومصداقية حتي لا يؤلم الناس, مش معقول أشوف الواقعة تتكرر علي قنواتنا علي مدار اليوم وانتم ناسيين إن ده يألم الناس. هذا ما يجب أن ننتبه إليه جميعا فكل المخلصين لوطننا الحبيب يعتصر قلوبهم الألم والحزن. العمليات الإرهابية تطول أبناءنا دون تفرقة علي أساس الدين فالهدف إحداث اكبر دمار ممكن يعوق مسيرة التنمية واستعادة الاستقرار لوطننا العزيز هذه الحقيقة التي يجب أن تكون راسخة داخل نفوسنا جميعا حتي نعبر هذه المرحلة الدقيقة. القرارات التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد اجتماع مجلس الدفاع الوطني وعلي رأسها تشكيل مجلس أعلي لمكافحة الإرهاب تمثل مسارا جديدا في التعامل مع هذا الخطر الأعمي. نجاح المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب سيكون مرهونا بإيماننا جميعا أن أصابع الإرهاب الشيطانية هي مخالب لأجندات ومؤامرات تريد النيل من الوطن. هم يحاولون استغلال اي فرصة تارة يراهنون علي زرع الاستقطاب بين المصريين مثلما فعلوا في أعقاب يناير2011 عندما حاولوا الوقيعة بين الجيش والشعب وما تلي ذلك من محاولات تكوين جبهات مع25 يناير وضد30 يونيو والعكس, وتارة ثانية يحاولون نشر روح الإحباط والتشكيك في كل انجاز يحدث علي أرض مصر يروجون الشائعات حول المشروعات الكبري التي يدركون داخل نفوسهم انها سوف تنقل مصر إلي مصاف الدول الفتية اقتصاديا واجتماعيا, وتارة ثالثة يلعبون بورقة الدين مستهدفين أحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين وهكذا لا يملون ولا يتوقفون فهذه تجارتهم ومصدر عيشهم. الحذر والانتباه واجب وضرورة لأنهم يستهدفون الوطن.