باتت ظاهرة التسول في الآونة الأخيرة داخل مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة بصورة ملفتة للنظر وخلال السنوات الماضية وبالرغم من تعود المواطنين علي الاحتكاك. ظاهرة التسول كانت تنتشر بين الاطفال الصغار ولكن مؤخرا اصبحت ظاهرة التسول منتشرة بصورة كبيرة بين الرجال والنساء كبار السن داخل ميادين وشوارع مدينة دمنهور وامام المحلات الكبيرة وامام وداخل الكافيهات وهناك العديد من التساؤلات التي تدور بعد ان انضمت نوعية جديدة من بعض فئات صغار المواطنين واصحاب المعاشات إلي هؤلاء المتسولين. وفي جولة لالاهرام المسائي كانت مفآجات علي لسان عدد من المتسولين. حيث اكدت نفيسة انها كانت متزوجة ولديها بنتان وقد تزوجتا في محافظات اخري وزوجي توفي الي رحمة الله منذ خمس سنوات وكان يعمل في طائفة المعمار وليس له معاش لانه عامل اجري والدولة تصرف لي معاش الضمان الاجتماعي323 جنيها فقط وانا اصبحت لوحدي مما اضطرتني الظروف الصعبة التي اعيشها الي مد يدي لاهل الخير لاحصل علي قوت يومي خاصة ان هذا المبلغ لايكفي لمصاريف العلاج حيث انني اعاني من امراض مزمنة مثل الضغط والسكر وخشونة في العظام وغيرها من الامراض يتم وضعي في أي دار للمسنين بدلا من مد يدي لاهل الخير وانا ست مسنة وليس لدي اي قدرة علي العمل في اي مهنة كما ان بنتاي في محافظات اخري واعباء الحياة اصبحت صعبة علي الجميع الذي اصبح يشتكي من ارتفاع الاسعار ولكن الحمد لله فالله يرزقني وان كنت اتمني الا اري اي سيدة في مثل الظروف التي امر بها واتمني ان تتكفل الدولة برعاية كبار السن خاصة من السيدات وتوفر لهن دورا للمسنين مجانا للعيش في آدمية بقية عمرهن وتضيف نجية انا ببيع مناديل ورق في اشارات المرور رغم انني استخدم عكاز لكي اقدر اصرف علي ابنتي المطلقة وابنها الذي لا يتعدي عمرة سنه ونصف السنه وابنتي ليس لديها مؤهلات علمية يمكن ان تعمل بها وانا بخاف عليها من الذئاب البشرية وضعاف النفوس مما اضطرني ان انزل لابيع مناديل وانا اعلم انها احد انواع التسول لكن لا يوجد لدي حل آخر غير ما اقوم به وقالت نجية كل املي ان تتولانا الحكومة من خلال معاش مناسب وحياة كريمة. اما زبيدة51 عاما انا اسكن بمفردي في عشة بمقابر دمنهور وذهبت الي الوحدة الاجتماعية بأبوالريش لعمل معاش لكنهم رفضوا وقالو لي انت لست مطلقة أو حتي مسنة لكي نستخرج لكي معاشا واولاد الحلال يوم يفتكروني ويعطفوا عليا ويوم لا, مما اضطريت لانزل واقوم ببيع مناديل. اما عم طه الذي اتخذ من مدخل محطة السكة الحديد بدمنهور مكانا يسترزق منه وينام فيه حيث يفرش بمجموعة من علب البخور يشتري منه رواد محطة السكة الحديد بدمنهور ويعطفون عليه حيث اكد انه ما يحصل عليه من بيع البخور يكفيه لشراء ما يحتاجه من طعام وادوية. وقال عم طه الحمد لله هناك ناس طيبين يعطفون عليا في الشتاء بأعطائي بطاطين وملابس اما في شهر ومضان فأصحاب القلوب الطيبة كثيرون يفتكروني بالوجبات الساخنة التي افتقدها طوال العام. وفيما أكد فؤاد محمد اخصائي نفسي ان هذه الظاهرة انتشرت في ظل أوضاع اقتصادية تزداد صعوبة حيث خرج كبار السن يحملن أكياس المناديل الورقية أو البخور أو بعض المطبوعات الصغيرة لعدد من الآيات القرآنية والأدعية بينما يجلس آخرون بجوار اما سوبر ماركات او الكافيهات يبيعون النعناع لهم وهذه جميعا وسائل للتسول أو البحث اليائس عن قليل من الرزق هربا من الجوع. وتساءل فؤاد عن دور المجلس القومي للمرأة مع اتجاه السيدات خاصة كبار السن وقال يجب علي عضوات المجلس ان يتخذ اجراءات تضمن العيشة الكريمة لامثال هؤلاء السيدات وطالب من الحكومة سرعة التدخل لاقامة المزيد من دور الرعاية لمعدومي الدخل من هؤلاء سواء سيدات أو رجال ليس لهم عائل وليس لهم دخل يمكنهم من العيش الكريم من جانبه أكد المهندس سعيد بسيوني رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية بالبحيرة ان هناك عددا من الجمعيات الاهلية تقوم بتقديم مساعدات مادية لكبار السن لكن امكانياتها المادية محدودة وقال يجب علي رجال الاعمال التدخل سواء عن طريق الجمعيات الاهلية او عن طريق مديرية التضامن الاجتماعي لكي يتم انشاء عدد من دور الرعاية لكبار السن او لكل من ليس له مكان او مأوي يعيش فيه اضافة الي التوسع في تقديم لهم مشروعات صغيرة تمكنهم من العيش الكريم.