الجميع ينتظر التطوير.. هو لسان حال كل مواطن سكندري يراقب التحفة المعمارية التي ستخرج إلي النور في الفترة المقبلة يعود من خلالها إلي الخدمة كملعب عالمي.. هو ستاد الإسكندرية رمز ملاعب افريقيا ورمز عروس البحر المتوسط والتحفة الرياضية التي يفخر بها كل سكندري. وفي محاولة للتعرف علي خطة تطوير الاستاد التاريخي التي بدأت قبل3 سنوات وتمتد إلي عام2019 ألقت الأهرام المسائي في زيارة خاصة الضوء علي ما حدث وما يحدث من تطوير في الاستاد التاريخي. يقول شريف سعد, مدير عام الاستاد, إنه جار هذا العام رفع كفاءة مسطح ملعب كرة القدم وتطوير تراك ألعاب القوي وإنشاء استوديو تحليلي وتطوير الاستراحة الملكية وتطوير الواجهة الداخلية بتمويل من وزارة الشباب والرياضة, بالإضافة إلي إنشاء مركز اللياقة البدنية للسيدات وآخر للحكام, وتطوير المركز الإعلامي والصحفي. ويضيف سعد في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي, إن إدارة الإستاد حصلت علي موافقة من وزارة الآثار لإنشاء متحف رياضي بإستخدام الأثر التاريخي الموجود داخل الاستاد وهو عبارة عن سور الإسكندرية القديم, حيث سيضم الآثار الرياضية المصرية علي مر العصور الفرعونية والرومانية واليونانية بجانب العصر الحديث. ويوضح سعد, إن العام المقبل يشهد المرحلة الخامسة من مراحل التطوير, ويتضمن تجديد مركز تدريب الألعاب الفردية, وإنشاء مدارس ألعاب رياضية متخصصة وصيفية وشتوية, وتنظيم البطولة التنشيطية الصيفية لكرة القدم, وتفعيل نظام الحجز الإلكتروني للتذاكر في المباريات, أما المرحلة النهائية والأخيرة ستتضمن تطوير مراكز تدريب رفع الأثقال وتنس الطاولة, وإنشاء منصة تتويج للبطولات علي شكل المسرح الروماني وهو نفس الطراز المعماري والإنشائي للاستاد, وإنشاء بوابة دخول تراك ألعاب القوي. ويؤكد سعد أن خطة تطويره بالكامل تتم علي6 مراحل انطلقت في عام2014 ومن المقرر أن تنتهي في عام2019, موضحا أن تجديده استغرق كل هذا الوقت نظرا لاستمرار الأنشطة الرياضية علي الاستاد وعدم توقفها طوال تلك الفترة. ويشير سعد إلي أن المرحلة الأولي والتي بدأت في2014 شملت تطوير الإنشاءات القديمة والمرافق من بينها الصالة المغطاة الكبري ومرافق الصالة الصغري والمدرجات, كما تم إنشاء بوابات إلكترونية جديدة, وتفعيل أنشطة مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وألعاب القوي, وإنشاء موقع للإستاد علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك والانتهاء من خطة الدفاع المدني والحريق. ويضيف سعد إن المرحلة الثانية تضمنت إنشاء حمام سباحة جديد وملعب للاسكواش وتعلية السور الداخلي للملعب وفقا للاشتراطات الأمنية, وتفعيل أنشطة مراكز الطب الرياضي, أما المرحلة الثالثة في عام2016 تم خلالها تطوير مركز تدريب الألعاب الفردية واستكمال تطوير الصالة الصغري وإنشاء ملاعب فرعية جديدة لكرة القدم. وولدت فكرة تشييد استاد الإسكندرية في ذهن المصري من أصل يوناني أنجلو بولاناكي, والذي كان يعمل مندوبا لمصر باللجنة الأوليمبية الدولية وسكرتيرا عاما للجنة الأولمبية المصرية في ذلك الوقت, وشرع في اتخاذ الإجراءات التنفيذية للمشروع حيث قدم مذكرة لرئيس مجلس بلدية الإسكندرية طلب فيها تخصيص قطعة أرض, وكان موقع الاستاد في مقر نادي الاتحاد السكندري حاليا إلا أن بعد إنشائه عام1924 تم نقل الموقع إلي مكانه الحالي بالحي اللاتيني. بدأ بولاناكي في تنظيم المباريات والمسابقات الرياضية والحفلات بغرض جمع التبرعات للمساهمة في تشييده, وتشكلت لجنة من أغنياء الإسكندرية ونبلائها من مصريين وأجانب, والتي ضمت حسين صبري باشا, محافظ الإسكندرية, وأحمد صديق بك, مدير بلدية الإسكندرية, وبولاناكي و4 أعضاء آخرين, وعقدت اللجنة55 اجتماعا ما بين1925 حتي.1929 ونجح بولاناكي في الحصول علي تبرعات من الملك فؤاد الأول, خلال توليه حكم مصر, والأمير عمر طوسون, أول رئيس للجنة الأولمبية المصرية, وكلف المهندس المعماري الروسي ونيكوسوف بتنفيذ التصميمات, الذي حرص علي إكسابها الطراز الروماني القديم بنمط حديث مراعيا احتواء التصميم علي البوابة الشرقية من بقايا أجزاء من أسوار الإسكندرية القديمة داخل حرم الإستاد للحفاظ عليها, بتكلفة بلغت132 ألف جنيه وقتها. وفي17 نوفمبر عام1929 حضر الملك وأمراء الأسرة الملكية والوزراء وممثلو الدول الأجنبية وكبار موظفي الدولة والأعيان وأعضاء القومسيون البلدي بالإسكندرية افتتاحه, والذي أطلق عليه ملعب الملك فؤاد الأول ثم إستاد البلدية وحاليا إستاد محافظة الإسكندرية, وكانت مباراة الافتتاح بين ناديي الاتحاد السكندري ونادي القاهرة, بحضور آلاف المتفرجين, ليفوز الاتحاد بهدف مقابل لا شيء ويحصد كأس الافتتاح. شهد الاستاد العريق العديد من البطولات الدولية أبرزها الدورة الأولي لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت عام1951, ودورة الألعاب العربية الاولي1953, وبطولة كأس الأمم الأفريقية الخامسة عشرة1986, ودورة الألعاب الأفريقية الخامسة1991, وبطولة كأس العالم للناشئين1997, بطولة كأس العالم للشباب2009, وبطولة كأس الأمم الأفريقية الخامسة والعشرين.2006