اليتيم هو من فقد الأب أو من فقد الأم أو من فقدهما معا, فينشأ دون أن يجد القلب العطوف الذي يحنو عليه فيحس بالأمان والمظلة التي تحيط به وتظله من تبعات الزمان وأنواع العواصف وتقلباتها ولضعف اليتيم أوصي الإسلام بالعطف عليه واحتوائه كما حرص علي أمواله والحفاظ عليها وتوعد من يستولي علي أموال اليتيم بالعذاب والعقاب في الآخرة وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم مثلا أعلي لكل يتيم فقد فقد أباه وهو مازال في رحم أمه آمنة, وكان أبوه مازال في ريعان الشباب, ثم فقد أمه وهو في السادسة من عمره, فرباه جده عبدالمطلب بن هاشم وظل معه حتي الثامنة فلما توفي جده وهو في الثامنة من عمره عهد إلي عمه بتربيته وكان عمه أبو طالب يجلسه ويحبه لما يري من سمو خلقه وبركته. وقد ظل محمد صلي الله عليه وسلم في بيت عمه حتي الخامسة والعشرين حتي تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وبذلك كان الله هو الذي رباه ولم يعهد لاحد بتربيته لذلك قال تعالي( ألم يجدك يتيما فآوي ووجدك ضالا فهدي ووجدك عائلا فأغني) ثم أمره الله تعالي فقال:( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث) الضحي. وقال الله تعالي محذرا من أكل أموال اليتامي ظلما:( إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) النساء/10 وقال للذين يتولون أموالهم إذا بلغوا مبلغ الشباب قال تعالي: ( وآتوا اليتامي أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب) النساء/2 وقال ايضا( وابتلوا اليتامي حتي إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) النساء/6 لذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يحرص علي مال اليتيم, وكان يكفل هو وأزواجه في بيته عددا من الايتام من أبناء شهداء الصحابة حتي يزوجوهم وكان صلي الله عليه وسلم يقول أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار إلي اصبعيه السبابه والوسطي) وقال أيضا( المسح علي رأس اليتيم صدقه) ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة. أستاذ التاريخ الإسلامي