لمكانة اليتيم عند الله جلّ وعلا ضرب المثل لنا جميعاً بمحمد صلي الله عليه وسلم رسول الله وحبيبه وخليله وأكرم الخلق عليه. وهو ذو الخُلُق العظيم والرحمة المهداة للبشر والخلق جميعاً. فقد تيتم محمد صلي الله عليه وسلم عدة مرات. فقد ولد يتيماً. وهو حمل في بطن أمه حيث توفي والده في ريعان شبابه. وهو في تجارة خارج مكة ومازال ثياب عرسه علي زوجه آمنة في رونقها وحداثتها. تم حينما ولد استُرضع في بني سعد خمس سنين لم ير فيها أمه سوي أيام قليلة. فلما عاد إليها وهو في الخامسة من عمره ظل في حضنها وحنانها سنة واحدة ثم توفيت ودفنت في "الإبواء" في المدينةالمنورة حينما كانت في زيارة معه لقبر أبيه. فرأي يُتم الأمومة مرة ثانية بعد أبيه. ثم احتضنه جده عبدالمطلب. وكان يحبه ويكرمه. ثم ما لبث أن لحق بأبيه وأمه. فتوفي وهو مازال في الثامنة من عمره حيث احتضنه حيث احتضنه عمه أبو طالب حتي صار شاباً يافعاً فخرج للتجارة وعمل بها مع خديجة رضي الله عنها ثم اختارته خديجة لأمانته وصدقه وحُسن خلقه زوجاً لها. فعوَّضه الله بها عن حياته. ويتمه. وكانت عوناً له في نشر رسالته. هذا وقد أوصي الله تعالي باليتيم في قرآنه الكريم عدة مرات. منها قوله تعالي لرسوله الكريم الذي رباه بنفسه واختاره لرسالته: "والضحي والليل إذا سجي. ما ودعك ربك وما قلي. وللآخرة خير لك من الأولي. ولسوف يعطيك ربك فترضي. ألم يجدك يتيماً فآوي. ووجدك ضالاً فهدي. ووجدك عائلاً فأغني. فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدِّث" الضحي. وقد أوصي جل وعلا في أكثر من ثلاث وعشرين آية باليتيم في مواقف عديدة من وصايا القرآن الكريم منها قوله تعالي: "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي حي أحسن" الأنعام: 152. ويقول تعالي عن الكافر: "أرأيت الذي يكذِّب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم" الماعون: 2 ومنها التحذير في قوله تعالي : "إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً" النساء: .10 كما خصَّ تعالي علي إكرام اليتيم. والبر به فقال: "قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامي والمساكين". البقرة: ..215 والآيات كثيرة في هذا المضمار. كذلك قال صلي الله عليه وسلم : "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" رواه سهل بن سعد وأخرجه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي ومنها نفهم أنه بجوار الرسول صلي اله عليه وسلم في الجنة. ونحن اليوم في هذه الأيام الصعبة تري اليتيم يقهر ويظلم إلا في بعض جمعيات الإيواء. فعلينا جميعاً أن نرفق به ونحتضنه ونأويه ونعلمه عسي أن يرحمنا الله ويرحم أيامنا يقول تعالي "وليخشي الذين تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم" النساء: 9 والله المستعان.