ذلك العالم الأزرق المسمي بالعالم الافتراضي وتحديدا موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما فيسبوك ليس أزرقا دائما ولكنه في كثير من الأحيان يطفح علينا بسواد نفوس بعض مستخدميه الكارهين للوطن الحاقدين علي كل إنجازاته والذين لا هم لهم سوي بث سمومهم بين الآخرين لنشر حالة من الإحباط العام والتشكيك في قيمة كل المشروعات التي تقيمها الدولة في الوقت الراهن وجدوتها للوطن ومواطنيه.. هؤلاء السوداويون كرسوا وقتهم وجهدهم في الشكوي المستمرة لخلق مناخ عام من الإحباط بين أفراد المجتمع وتحديدا بين الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي لخلق جبهة مضادة تعمل باستمرار علي مناهضة الرئيس السيسي الذي اختاره جموع الشعب المصري بإرادة حرة بل وهم من طالبوه في الأصل بالترشح لتولي هذا المنصب بعدما استجاب لمطلبهم باستعادة الوطن المسلوب من براثن جماعة الإخوان الإرهابية التي اختطفته من المصريين في غفلة من الزمن.. فلم يقتصر سواد أفراد تلك العصابة علي أفعالهم الإجرامية في حق الوطن ومواطنيه مدنيين وعسكريين ولكنهم أيضا عمدوا علي نشره في عالمينا الافتراضي والواقعي علي حد السواء, محاولين بذلك استقطاب بعض فاقدي الانتماء للوطن وحشدهم مرة أخري في محاولة يائسة لإسقاط الدولة المصرية وتنفيذ مخططهم الصهيوني الذي أجهضه المصريون جيشا وشعبا لتتسع رقعة الحقد الأسود علي مصر بداخل نفوس هؤلاء الكارهين لها الناقمين علي صمودها أمام جميع مخططاتهم لتقسيمها, كما حدث في بعض الدول المجاورة بالمنطقة.. فكلما نجحت مصر في تخطي عقبة من العقبات التي تواجهها في طريقها للتقدم والبناء علت تلك الأصوات بالتذمر والشكوي والتشكيك أيضا بل واختلاق الأكاذيب وترويج الشائعات الخبيثة لإثارة سخط المواطن البسيط بحجة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.. وكأن ما من تاريخ قريب يشهد علي تلك الأزمات الطاحنة في الوقود والكهرباء والخبز وأنابيب البوتجاز وغيرها الكثير والتي عاني منها الشعب المصري في تلك السنة السوداء كسوادهم هم أنفسهم التي تمكنت فيها تلك العصابة من حكم مصر حتي تقيأها الشعب المصري كالجيفة النتنة حين أدرك بوعيه الفطري أن تلك الجماعة ليست سوي عصابة إرهابية وقراصنة أوطان لا تطأ أرضا إلا وحولتها إلي خراب ودمار.. والواقع في كل الدول المحيطة بنا يشهد علي هذه الحقيقة قبل أن يكون تاريخهم نفسه شاهد عيان عليها.. تاجروا بالدين فيما مضي حتي يتمكنوا من التغلغل بين أوساط البسطاء وحين سقطت أقنعتهم الدينية الزائفة أمام هؤلاء البسطاء.. نشروا إرهابهم في ربوع الوطن لترويع مواطنيه وإرغامهم علي القبول بهم حكاما عليهم ولكنهم انهزموا أيضا في تلك المعركة أمام بسالة هذا الشعب العظيم الذي لا يهاب الموت بقدر خشيته علي فقدان الوطن.. وعندما لم يفلحوا في هذا ولا ذاك.. بدأوا يتشدقون بحال الفقراء والغلابة لإثارة الرأي العام علي القيادة الحالية للبلاد ومحاولة التقليل من شأن أي إنجاز فعلي لها بل إنكاره علي الإطلاق أيضا في كثير من الأحايين وكأنهم ليسوا المتسببين في الأصل في كل الأزمات التي مر بها الوطن في الآونة الأخيرة.. ليسوا أصحاب حق وليسوا أذكياء كما يتوهمون في أنفسهم حتي ينجحوا الآن فيما فشلوا فيه سابقا ولكن ذلك السواد الذي يملأ نفوسهم تجاه كل ماهو مصري هو ما يجعلهم مستمرين في محاولاتهم البائسة للنيل من مصر ومن شعبها.. لم يدركوا بعد أن الأسود يليق بهم فإن الوطن يليق بنا نحن أبناءه الداعمين له في الضراء قبل السراء وأننا لن نسمح لسوادهم أن يطفيء شمس الوطن أبدا.