شهدت أروقة مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان جدلا ساخنا بشأن التعارض بين أمن الإنسان وحقوقه. قد دعا أنصار أمن الإنسان أولا إلي التركيز علي ضرورة ضمان أمن وكيان الدول حتي يمكن صيانة حقوق الإنسان الإساسية, وطالبوا بإطلاق مبادرة لاحقوق بلا أمن. وفي المقابل, طالب مؤيدو إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان إلي ان تعدل الدول دساتيرها بما يضمن الحقوق الإنسانية وعدم انتهاكات في سياق الحرب علي الإرهاب والجريمة والجماعات المسلحة. وجاء الصراع خلال ندوة نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان ضمن سلسلة لقاءات علي هامش الدورة الحالية لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. وطالبت مريم الأحمدي, من الفيدرالية العربية, بضرورة إجبار دول مثل إيران علي عدم التدخل في شئون الدول الأخري وتمويل جماعات مسلحة مثل الحوثيين في اليمن. وعبرت عن اعتقادها بأن مثل هذه الممارسات تهدد الحق الطبيعي الأهم للإنسان وهو الحق في الحياة. وطالبت بضرورة إطلاق مبادرة بعنوان لا حقوق بلا أمن, مشيرة إلي أن التدخل في شئون الدول الأخري يخلق الإرهاب والعنف ويشل قدرة الدولة علي ضمان أمنها وأمن مواطنيها. وأكدت كريستين هوزيل, رئيسة جمعية المنظمات غير الحكومية, والتي أدارت الندوة أن ما يحدث في اليمن يلقي الضوء علي جانب ربما لا يعرفه كثيرون في العالم بسبب الإهمال السياسي والإعلامي بالكارثة اليمنية. وشارك في الندوة كارلا خيجويان, مديرة برامج بناء السلام في مجلس الكنائس العالمي, وعبد الرحمن المسيبلي رئيس المجلس الاستشاري لحقو ق الإنسان, وصدام أبو عاصم الصحفي والناشط الحقوقي اليمني. وصفت هوزيل قضية العلاقة بين حقوق الإنسان وأمن الانسان بأنها شاغلة للعالم خاصة في الشرق الأوسط. من ناحيته عبر المسيبلي عن اعتقاده بأن المشكلة الأساسية هي الإرهاب والجماعات المسلحة وخاصة الدينية في ظل غياب الدولة. وقال إن هناك خصوصية للوضع العربي, مشيرا إلي أن هناك جماعات تتبع استراتيجيات وتنفذ ومخططات تهدد النسيج الوطني وتخلق صراعات داخل الدول بين الأديان والطوائف, مثل داعش والقاعدة وغيرها. وانتقد بشدة التدخل الإيراني الداعم بالسلاح والمال والسياسة للحوثيين في اليمن. وقال إنه عندما يتهدد أمن البلد وتغيب سلطة الدولة تنشط جماعات مسلحة لها ارتباطات خارجية غير وطنية, ما يؤدي إلي القتل لمجرد الانتماء الطائفي, وهو ما يهدر الحق في الحياة. وأضاف أنه لأن الإرهاب يهدد كيانات دول وأمن مواطنيها, فإن الأممالمتحدة شكلت لجنة لمكافحته, وهذا يعكس مدي خطورة الظاهرة. ومن ناحيته, اعتبر أبو عاصم ان غياب الدولة والشرعية في اليمن أدي الي ظهور جماعات الإرهابية والعنفية مثل الحوثيين الذين تدعمهم إيران. وقال ان هدف القاعدة وداعش هو إقامة دولة الخلافة الإسلامية ما يعني انهيارالدولة الوطنية ويهدد حقوق الانسان وامنه. وعبر أبو عاصم عن اعتقاده بان غياب الدولة يثير شهية الكيانات التي تستغل غياب الشرعية وتنفذ اجندات دول اخري, وهنا تكون الدولة غير قادرة علي ضمان حقوق الانسان او امن البلد. وفي نهاية الندوة, اتفق المشاركون علي ضرورة توعية المجتمعات بخطورة الطائفية والإرهاب وأهمية العمل علي ضمان حقوق الإنسان بما يؤدي في النهائية الي حماية أمن الدول. تصحيح واجب نشر في هذه الصفحة أمس أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان نظمت ندوة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف وعرضت فيها وثيقة مصورة حول تحول ملاجئ الأيتام إلي مستودع الحوثيين لتجنيد الأطفال في الحرب, ونود الإشارة إلي أن الجهة المنظمة هي الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان, وليس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.