علي مدار الأعوام الماضية بدأت الدراما الاقتراب بخطي ثابتة وملحوظة نحو الأدب بعد أن ابتعدت عنها لأعوام طويلة, ويقدم كل عام تقريبا عمل أو أثنين مأخوذين عن رواية, وفي رمضان المقبل تقترب الدراما التلفزيونية من الأدب من خلال روايتين لكاتبين كبيرين وتحويلهما إلي أعمال درامية. الأولي رواية لا تطفئ الشمس لإحسان عبد القدوس والتي يقوم المؤلف تامر حبيب بكتابة السيناريو وتدور أحداثها حول أمرأة حازمة تتولي أمر أسرتها التي تتكون من عدد من الأطفال والبالغين بعد أن فقدت عائلها ويتولي أخيها شأن أبنها الكبير ثم يتركه فيدخل الجيش ويشارك في الحرب, وقد سبق وقدمت هذه الرواية سينمائيا عام1961 وكتب له السيناريو حلمي حليم وأخرجه صلاح ابو سيف. علي مدار الأعوام الماضية بدأت الدراما الاقتراب بخطي ثابتة وملحوظة نحو الأدب بعد أن ابتعدت عنها لأعوام طويلة, ويقدم كل عام تقريبا عمل أو أثنين مأخوذين عن رواية, وفي رمضان المقبل تقترب الدراما التلفزيونية من الأدب من خلال روايتين لكاتبين كبيرين وتحويلهما إلي أعمال درامية, الأولي رواية لا تطفئ الشمس لإحسان عبد القدوس والتي يقوم المؤلف تامر حبيب بكتابة السيناريو وتدور أحداثها حول أمرأة حازمة تتولي أمر أسرتها التي تتكون من عدد من الأطفال والبالغين بعد أن فقدت عائلها ويتولي أخيها شأن أبنها الكبير ثم يتركه فيدخل الجيش ويشارك في الحرب, وقد سبق وقدمت هذه الرواية سينمائيا عام1961 وكتب له السيناريو حلمي حليم وأخرجه صلاح ابو سيف. أما الرواية الثانية فهي واحة الغروب للأديب الكبير بهاء طاهر والتي صدرت عام2008 وتقوم مريم نعوم بكتابة السيناريو وتدور أحداثها في نهايات القرن التاسع عشر بعد الاحتلال البريطاني لمصر من خلال ضابط مخابرات مصري يدعي محمود عبد الظاهر يرسل لواحة سيوة كعقاب له بعد شك السلطات في تعاطفه مع جمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي فيصطحب معه زوجته الإيرلندية كاثرين الشغوفة بالأثار وهناك تقوم بالبحث عن مقبرة الأسكندر الأكبر والمسلسل من بطولة خالد النبوي ومني شلبي ومن إخراج كاملة ابو ذكري من جانبه قال المؤلف تامر حبيب إن رواية لا تطفئ الشمس مهمة وبها من الأحداث المتشابهة مع ما يحدث لكل الأسر المصرية حاليا وهو ما دفعه لتحويلها إلي عمل تلفزيوني, خاصة أن هناك أحداث كثيرة وجوانب لم يتطرق إليها الفيلم وكذلك عدم استيعابه لكثير من الخطوط الدرامية. وأكد حبيب أنه كان حريصا في اختلاف المسلسل عن الفيلم وهو ما سوف يراه المشاهد عند عرض المسلسل, مشيرا إلي أن تحويل العمل الأدبي لأكثر من وسيط أمر يحدث في العالم كله. بينما تؤكد السيناريست مريم ناعوم أن الأدب يضيف إلي العمل الدرامي وهو ما رأيناه في العديد من الأعمال الدرامية التي لجأت إلي الأدب كوسيط ولكن لابد من اختيار الوسيط الأدبي سواء كان رواية أو قصة قصيرة بعناية, كما كان الحال في سجن النساء التي استوحيت منه الفكرة ولكنني اعتمدت علي خيالي في صنع الشخصيات. وأضافت أن السيناريست لابد أن يكون حريصا علي الحفاظ علي روح العمل الأدبي الذي يستخدمه وهو أمر ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض, وكذلك عليه قراءة العمل الأدبي جيدا أكثر من مرة ليضع يده علي الشخصيات التي يحتاج إليها في عمله, فمثلا في رواية ذات اخترت فترة زمنية بعينها لاعتمد عليها من الرواية كلها ومن خلال تلك الفترة رصدت التحولات الشخصية للمصريين في أكثر من فترة زمنية, معبره عن سعادتها بالاقتراب من أدب كبار الكتاب وتحويله للدراما التلفزيونية. ويري الكاتب بهاء طاهر أن الدراما التي تلتفت للأدب دائما تكون في أفضل حالاتها, وإذا ما نظرنا إلي الفترة التي كان الأدب فيها مرجعية للأعمال الفنية لوجدنا أنها كانت من أثري وأجمل الفترات التي شاهدنا فيها أعمالا سواء كانت سينما أو تليفزيون من أفضل الأعمال التي مازالت تعيش حتي اليوم وهو ما أنتبه له صناع الدراما مؤخرا فلاحظنا اتجاههم لعدد من الأعمال الروائية المهمة. وأعرب طاهر عن سعادته بتحويل رواية واحة الغروب إلي عمل تلفزيوني, حيث قال دائما يخشي الأديب علي عمله في حال تحويله لوسيط آخر ولكنني مطمئن, مشيرا إلي أن أهم ما يهتم به الروائي هو أن يقترب الكاتب من روح عمله وهنا لابد وأن يقرأ العمل أكثر من مرة للوصول لروح الرواية والاقتراب منها بحب حتي لا يبتعد السيناريو عنها. فيما يري المخرج داوود عبد السيد أن شرط نجاح العمل الدرامي المأخوذ عن أعمال أدبية هو أن يكون العمل الأدبي نفسه جيد ويصلح للاستخدام وهو ما حدث بالفعل في أعمال مأخوذة عن روايات وقصص لإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ولكن دعونا نؤكد أن هناك أيضا أعمال جيدة رغم عدم علاقتها بالأدب من بعيد أو قريب مثل أفلام المومياء وباب الحديد والكثير من الأعمال الدرامية أيضا, ولا ننسي أن هناك الكثير من المصادر التي يمكن أن تعتمد عليها الأعمال الدرامية مثل التاريخ والجرائم والشخصيات العامة والأحداث المتلاحقة سياسيا أو اجتماعية ويبقي التناول وحرفية السيناريست هي الفيصل في نجاح أي عمل, فإن لم يكن موهوب يمكن أن يفشل العمل ولو مأخوذ عن أعظم رواية أو قصة. وأشادت الناقدة ماجدة موريس بالاقتراب الواقع بين الأدب والدراما واعتبرت أن هذا الأمر عودة للخمسينات, مؤكدة أن خماسية عبد المنعم الصاوي كانت مجموعة روايات أخرجها للتلفزيون نور الدمرداش ثم توالت الأعمال من خلال أعمال نجيب محفوظ وأحسان عبد القدوس وعبد الحميد جودة السحار. وأضافت موريس في الستينات والسبعينات كان الأدب عاملا مشتركا مهم تأخذ عنه الدراما أفكارها وهذا عندما كان التلفزيون المصري هو من يقود الدراما التليفزيونية والآن من المهم الرجوع مرة أخري للروايات التي ظهر وبقوة بعد تحويل رواية الفيل الأزرق لفيلم سينمائي أشاد به الجمهور والنقاد مما أعطي وقفة حقيقية لصناع الدراما علي صعيديها بالوقوف أمام الآدب وبالنهاية قالت أري أن تحويل الرويات إلي أعمال درامية سوف يفتح الباب ويعود بالأدب إلي زهوته وروعته وهو يعد بالنسبة لمحبي القراءة فرصة للإطلاع علي أعمال أدبية لم تتح لهم الظروف والركود الأدبي الاطلاع عليها.