أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن قتل أسامة بن لادن ألحق ضررا بالغا بالعدالة الأمريكية بإيجاد مفهوم جديد لتحقيقها بما يسمي الحرب علي الإرهاب. وقال الصحيفة في عددها أمس: إن قتل بن لادن يزيل نقطة واحدة محورية هيمنت علي السياسة الخارجية الأمريكية وداخل البلاد لمدة عشر سنوات, حيث كان التخلص من بن لادن ضمن أولويات الخطة الأمريكية في الحرب علي الإرهاب التي أباحت كل صنوف الاغتيالات, والتعذيب, والاحتجاز للمعتقلين دون محاكمة. وأضافت: لكن حان الوقت الآن لتفكير واشنطن بأن بن لادن أثر عليها, خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتفكير في العدالة, وقالت: لقد كان الانتقام مفهوما أساسيا للتخلص من بن لادن, وإن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أعلن أن هدف أمريكا في شن الحرب في أفغانستان والعراق هو جلب العدو إلي العدالة, وفي بيان ليلة الأحد الماضي وصف الرئيس الحالي باراك أوباما قتل بن لادن باعتباره لحظة العدالة. وأشارت إلي الحاجة الأن نتذكره علي الرغم من تأثير عهد بن لادن الإرهابي علي فكرة العدالة, فهناك تحريف أمريكي لها أيضا تحت عنوان مكافحة الإرهاب, فالولايات المتحدة تتراجع في المفاهيم المقدسة للحريات المدنية, فهي تقتل بدلا من الاعتماد علي محاكمها في جلب العدالة, مما يعيدها إلي القرون الوسطي في القتل والتعذيب.