الأغنية الشعبية في كل بلاد العالم هي الأغنية التي يحفظها ويرددها كل طوائف الشعب ويحب معانيها سواء كانت أغنية وطنية سياسية عاطفية أو دينية. والأغنية الشعبية ليست مقصورة علي فئة معينة أو حكرا علي شاعر أو مطرب دون الآخر فيقولون هذا مطرب شعبي وهذا مطرب عاطفي المفروض أن المطرب صاحب الصوت القادر أن يؤدي كل الألوان الغنائية بنفس المقدرة المحترمة وهذا ينطبق علي كل الفنانين الذين نحب ونحفظ أغانيهم حتي يومنا هذا رغم أن بعض هذه الأغاني مر عليها أكثر من ستين أو سبعين عاما والفن الموسيقي والغنائي مرتبط بشكل ونظام الدولة ففي النظام الملكي قبل ثورة يوليو سنة1952 كان له شكل وطعم وكلمات مختلفة عن الكلمات بعد قيام الثورة رغم أن الشعراء والملحنين والمطربين والمطربات كانوا موجودين في العصر الملكي وتغيرت الكلمات والألحان فمثلا كان موجودا عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد عبدالمطلب والكحلاوي ومحمد قنديل وليلي مراد وغيرهم, وكان من الشعراء والزجالين بيرم التونسي وأحمد رامي وحسين السيد ومرسي جميل عزيز ومن الملحنين القصبجي ورياض السنباطي ومحمود الشريف والموجي والطويل كل هؤلاء الفنانين كانوا يعملون في العصر الملكي ومع ذلك كانوا من أكبر عوامل نجاح ثورة يوليو لأن الفنانين يحبون العمل مع النظام لأن أعمالهم لا تري النور إلا من خلال الإذاعة والإذاعة مرتبطة وتعمل مع النظام( نظام ملكي تغني للملك نظام جمهوري تغني للجمهورية), هذا لا يعني أن الفنانين سلبيون ولكن احتراما لفنهم ولأنفسهم لا يدخلون في معارك سياسية أو حزبية هي ليست في صالحهم ولا يقدرون عليها. وأغلب الفنانين لا يعلنون عن هويتهم السياسية ويحتفظون بها لأن السياسة معارك واختلاف في الرأي وهذا مخالف لطبيعة الفنانين وفي كثير من الأحيان كان الفنان يعلن عن غضبه ولو في جملة واحدة فمثلا عبدالوهاب قال( أخي جاوز الظالمون المدي), وفي نفس الفترة الملكية قالت أم كلثوم( الاشتراكيون أنت إمامهم) وكانت هذه الكلمات لها تأثير كبير لكل فئات الشعب وطبعا النظام في هذا الوقت أوقفت إذاعة مثل هذه الأغاني. وكان عبدالوهاب يحمل لقب( مطرب الملوك والأمراء) وكانت أم كلثوم تحمل لقب( صاحبة العصمة) ومع ذلك تم تكريمهما في عهد الثورة وحصلا علي أعلي الأوسمة ولم يقل لهما أحد أنكما من مطربي العهد الملكي وقدما للثورة أحلي الأغاني التي كان يرددها الشعب( الأغنية الشعبية) وعاشت مصر أزهي العصور الموسيقية والغنائية ولمعت أصوات مثل عدالحليم حافظ ومحمد قنديل ومحمد رشدي وامتلأت الساحة بالأغاني الشعبية المحترمة أغاني شعبية وطنية وعاطفية وانتقل في الحديث عن جو الغناء في فترة الخمسينيات والستينيات وأقفز لفترة ما بعد الثمانينيات وحتي الآن, وهذه الفترة حكم عليها أنها فترة انتشر فيها الفساد وطبعا أصاب الفساد العاملين بالأغنية بكل فروعها كلمة ولحنا وأداء حتي وصل الأمر أن أحدهم غني وقال( بحبك يا حمار) وأقول لهذا الحمار وزملائه ممن يعتنقون هذا النوع من الكلمات وهذا الغناء الخليع مكانكم اسطبل عنتر وليس الإذاعة أو التليفزيون فالأغنية الشعبية هي أرقي أنواع الغناء ونحن الآن في ثورة غيرت كثيرا من الأمور وكشفت كثيرا من الفساد والمفسدين وأتمني من شعراء وملحني ومطربي هذه الفترة أن يكونوا علي مستوي الحدث ونسمع أعمالا تليق بهذه الفترة.