متشابهان يتحدان في أصل الجنس أم مختلفان لكل منهما عقل ونفس وروح مختلفة ؟ قضية حيرت العلماء منذ الأزل... فالرجل والمرأة يملكان نفس العقل ونفس القلب من الناحية التشريحية, لكنهما لا يفكران ولا يشعران بنفس الطريقة, بل أحيانا تكون طريقتاهما متضادتين ومتعاكستين! مهما كانت أسباب هذه الاختلافات سواء كانت عضوية أم نفسية أم اجتماعية بسبب التنشئة, فهي تؤدي للخلافات بين طرفين يعتقد كل منهما أن الآخر يفكر ويشعر بنفس طريقته, لذلك حقق كتاب الرجال من المريخ, النساء من الزهرة نجاحا عالميا مدويا لأنه لفت الأنظار لهذه الاختلافات, وفي السطور التالية توضح الدكتورة دعاء الراجح الطبيبة المصرية التي فضلت الغوص في العلوم الإنسانية فأصبحت مستشارة للعلاقات الزوجية والأسرية, كيف أن فهم هذه الاختلافات يؤدي إلي تقليل الخلافات بل ويؤدي إلي التناغم والتكامل. أصل الاختلافات تقول دكتورة دعاء: علي مر القرون رصد المتخصصون اختلافات عديدة في الطبيعة النفسية بين الرجال والنساء, لكن بعد التقدم في علوم تصوير المخ والأعصاب يعكف العلماء الآن علي رصد المزيد من هذه الاختلافات وأسبابها العضوية في طبيعة عمل مخ الرجل والمرأة, لأن فهمنا لطبيعة هذه الاختلافات يزيد من قدرتنا علي التفاهم ويقلل من الخلافات الناجمة عنها وهذه الاختلافات قد تكون في طريقة عمل الحواس, أو في إدراكنا وتكويننا لصورة الأحداث وبالتالي صياغة الرأي حولها, أو في القيم والأفكار والمعتقدات التي تتحكم في طريقة تفاعلنا تجاه الأحداث المختلفة, وهذا الاختلاف الذي أكده القرآن الكريم وليس الذكر كالأنثي ليس لأحدهما أفضلية فيه علي الآخر, لكنه اختلاف تكامل ليكمل كل منهما الآخر وليس اختلاف تناحر ليصارع بعضهما البعض, بل هو اختلاف يثري الحياة بالإبداعات إن أحسن تفهمه واستغلاله خاصة أن الدراسات العصبية أثبتت أن المخ البشري يتمتع بمرونة عالية تجعله قادرا علي التدرب وتعلم مهارات جديدة, بدليل أن المرأة العصرية عندما خرجت للعمل اكتسبت كثيرا من الصفات التي كانت تعزي إلي الذكور وحققت نجاحات في مجالات أبعد ما تكون عن تكوينها, والرجل العصري أيضا أصبح أكثر قدرة علي فهم لغة المشاعر وعلي رعاية الأطفال وتربيتهم وعلي القيام بأعمال كان من الصعب عليه أن يمارسها قديما. إدراك الفروقات= تفاهم وتكامل وتحدد دكتورة دعاء أهم الفروقات بين طبيعة الرجل والمرأة, والتي إن أدركها كل منهما استطاعا تجاوزها بل والاستمتاع بما ينجم عنها من تجاذب واكتمال, وهي: * العدل والعطاء.. يعلي الرجل من قيمة العدل فالعطاء عنده لابد أن يكون له مقابل يتمثل في منفعة تعود عليه, في حين تعلي المرأة من قيمة العطاء دون مقابل لذلك هي تفكر في مصلحة من حولها أولا. * النجاح في العمل والنجاح في العلاقات.. معيار النجاح الأساسي عند الرجل هو النجاح في العمل واكتساب القوة بالمال والمنصب, أما معيار النجاح للمرأة هو في العلاقات مع أسرتها وصديقاتها والحصول علي الحب. * الجنس الجسدي والجنس العاطفي.. الرجل واقعي عملي ينجذب لما يراه بعينه ولا يعبر عن مشاعره اعتقادا أن المرأة تعلمها, والمرأة خيالية تفضل المشاعر والتعبير عنها والحدس لتشعر بالأمان. * الإجمال والتفاصيل.. ينظر الرجل لظاهر الحدث ومجمله لذلك هو مباشر وواضح, أما المرأة تنظر لتفاصيل الحدث أكثر عمقا وتراقب لغة الجسد وما وراء الكلمات لذلك هي تلف وتدور. * مهمة واحدة ومهام متعددة.. الرجل يؤدي مهمة واحدة في الوقت الواحد لذلك يصعب عليه أن يتواصل معك وهو منهمك في عمله أو يتابع المباراة وهذا لا يعتبر عدم اهتمام بك, المرأة تقوم بعدة أعمال في وقت واحد بنفس التركيز وتتوقع ذلك منه. * التنافس والتعاون.. الرجل يحب الأعمال التنافسية فيشاهد مباريات كرة القدم أو الحوارات السياسية, المرأة تفضل التعاون والمشاركة حتي لو كانت مشاركة الكلام مع الصديقات أو معه. * الانعزال والتواصل.. الرجل يفضل الانعزال عند مواجهة مشكلة ولا يتحدث عنها إلا بعد حلها, المرأة تتكلم عن مشكلتها بهدف التواصل الذي يريحها وليس بحثا عن حلها. * تعدد العلاقات والعلاقة الوحيدة.. الرجل قد يحب أكثر من امرأة في نفس الوقت ويتنوع لديه الحب تجاه كل واحدة منهن, فهناك حب العشرة لزوجته أم العيال, والحب الرومانسي الذي يجمع بين الحميمية العاطفية صداقة والشغف, وقد يفتن جنسيا بإحداهن ويغرم بها لمظهرها فقط بدون حميمية عاطفية, فالخيانة الزوجية لدي الرجل غالبا تكون خيانة جنسية, أما المرأة فهي ترتبط عاطفيا وجنسيا ونفسيا بشخص واحد إن انتهي هذا الحب قد تحب غيره لذلك فإن خيانات المرأة غالبا تكون عاطفية. * القوامة والسلامة.. الرجل يشعر بالمسئولية ويتصرف بسرعة ويبادر لأنه مهيأ لتحقيق الإنجازات ويحتاج لأن تثقي به, والمرأة تسعي للمشاركة وللمساندة وتريد أن تحترم ضعفها وترددها فهي مهيأة لتحقيق السلامة. * الذكاء التحليلي والذكاء اللغوي... يتميز الرجل بالذكاء المساحي ولغة الأرقام والحقائق, أما المرأة فتتميز بالذكاء اللغوي وثروتها اللغوية أكبر لذلك قدرتها علي الكلام والتعبير أكبر كثيرا. * صداقة الانبهار وصداقة الأمان.. يبحث الرجل في صداقته مع المرأة عن انبهارها به وإعجابها, لذلك يلعب معها دور البطل المنقذ, أما المرأة فتسعي في صداقتها للرجل للحصول علي الأمان الذي يمنحه لها دون مقابل حيث لا يستطيع أن يملي عليها أوامره وشروطه مثلما يفعل الزوج.