بين الإطارات المستهلكة, وتحت أسقف من القماش, يعيش مئات اليمنيين في العراء بعدما أجبرتهم معارك ساحل البحر الأحمر بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية علي النزوح شمالا تاركين وراءهم حياة سابقة تغيرت إلي الأسوأ بين ليلة وضحاها. ولم تجد بعض العائلات سوي إطارات مستهلكة لتبني منها مساحة صغيرة للعيش فيها تحت أسقف مصنوعة من قطع من القماش والبلاستيك والكرتون, بينما لم يجد آخرون مهربا من أن يبيتوا في العراء في ظل تدني درجات الحرارة. زهرة عقلان هربت من منزلها في المخا مع أولادها الخمسة في يناير الماضي بعدما قتل زوجها في قصف صاروخي في أحد شوارع المدينة الواقعة في جنوب غرب البلد الفقير علي ساحل البحر الأحمر, ومنذ وصولها إلي مخيم في الجراحي في محافظة الحديدة علي بعد نحو100 كلم شمال المخا, تواجه الوالدة الخمسينية صعوبات في تأمين الغذاء لأولادها. وتقول زهرة لوكالة فرانس برس: كنا نعيش في ظروف جيدة في بيتنا وأرضنا, لكن غارة جوية أجبرتنا علي المغادرة. لا يوجد شيء هنا, لا ماء نشربه, ولا غذاء.. أصبحنا ننتظر المساعدات لنبقي أطفالنا علي قيد الحياة. وتقول المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في اليمن: إن45 ألفا نزحوا خلال الأسابيع القليلة الماضية من مدينتي المخا وذباب.