كشف أحدث تقرير حول التنافسية في السفر والسياحة لعام2011 أن هناك ثلاثا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اندرجت في قائمة الدول الخمسين الأولي للوجهات السياحية الرائدة وهي البحرين وجاء ترتيبها في2011 رقم40, ثم قطر وجاء ترتيبها رقم42, ثم تونس وجاء ترتيبها رقم47, ومع ذلك فإن الاتجاهات في القائمة تبين بوضوح أن الوجهات التقليدية في شمال إفريقيا مثل تونس ومصر تتراجع في التصنيف, فيما تواصل الدول العربية الخليجية التقدم في مسرح السياحة والسفر العالمي مع استثمارات داعمة في تطوير الأطر التنظيمية, وبيئة العمل, والبنية التحتية, وخصوصا الموارد البشرية والثقافية والطبيعية لتتفوق علي بلدان شمال إفريقيا. ووفقا للتقرير احتلت مصر المرتبة ال75 حاليا, ولكنها فقدت سبع مراتب علي مدي السنوات الأربع الماضية. في المقابل, تقدمت مملكة البحرين ثماني مراتب منذ عام2008, وتقدمت سلطنة عمان أكثر إذ صعدت15 مرتبة ترتيبها في2011 رقم61 وتجدر الإشارة إلي أن الاضطرابات السياسية الحالية في العديد من دول شمال إفريقيا والدول العربية قد يكون لها تأثير سلبي علي الوضع العام, علي الأقل في المدي القصير. فعلي سبيل المثال أرجئ حدث سياحي كبير في البحرين في مارس الماضي هو سباق ضمن بطولة العالم لسيارات فورمولا واحد. وتراجعت النمسا كوجهة سياحية مرتبتين مقارنة بما كانت عليه عام2008, وباتت تحتل الآن المرتبة الرابعة. في المقابل, حققت ألمانيا المزيد من التقدم بين ثلاثي الصدارة, وصارت ثانية وراء سويسرا متصدرة ترتيب السياحة العالمية. وتبدو فرنسا واحدا من الفائزين في هذه الدراسة الطويلة المدي. ففي حين أن هذه الوجهة الأوروبية الغربية كانت في المرتبة العاشرة فقط عام2008, تقدمت الآن إلي المركز الثالث في التصنيف العالمي. وركز التحليل الخاص بالتقرير الذي أعده المنتدي الاقتصادي العالمي علي الشروط الإطارية لصناعات السفر المعنية في مجالات مثل الصحة والسلامة, البنية التحتية, مستويات الأسعار, المعروض الثقافي, وحماية البيئة والتنظيم التشريعي. وتميزت ألمانيا في تقييم الاستثمارات الطويلة الأمد والمستمرة في مفاهيم السياحة المستدامة ومبادرات الحماية. وجري تقديم القائمة الناتجة عن الدراسة التي تضم139 بلدا قبيل معرض السفر والسياحة في برلين, وتعتبر الثروات الثقافية وتلك المتعلقة بالمناظر الطبيعية خصوصا, مثل بحر فادن الأراضي الطينية في بحر فادن التي أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام2009, أوراقا مهمة في يد ألمانيا كوجهة سياحية. أما فرنسا التي أدت أداء حسنا في الترتيب الجديد, فوضعت ثقتها منذ عام2008 في الاستراتيجية الوطنية للسياحة المصاغة حديثا والهادفة إلي جذب شرائح جديدة من الزوار, من الشرق الأوسط وآسيا علي سبيل المثال. تحقيقا لهذه الغاية, أجريت استثمارات في تحديث الفنادق, وإعادة النظر في تصنيف الفنادق, ونشاطات التسويق الدولي. وللتخفيف من الآثار المترتبة علي الأزمة الاقتصادية, تواصل الحكومة الفرنسية دعم صناعة السفر عن طريق خفض كبير لضريبة القيمة المضافة علي الخدمات السياحية, وبقي المجموع العام فيما يخص الشروط الإطارية للسياحة في وجهات السفر المشمولة بالدراسة مستقرا إلي حد كبير مقارنة بعام.2008 أما بالنسبة لآسيا فأكد التقرير أن الديناميكية في قطاع السياحة عن المناطق المعهودة تبتعد في آسيا مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية, وتتجه نحو الشرق. ففي منطقة آسيا المحيط الهادي, ارتفع عدد السياح الدوليين من عام2000 إلي عام2010 مرتين تقريبا أسرع85% من المتوسط العالمي39%. وتعتبر الصين التي صنفتها منظمة السياحة العالمية عام2010 كالبلاد الثالثة من حيث وفود السياح إليها, محركا أساسيا لنمو هذا الاتجاه.وعكس تقرير التنافسية في السفر والسياحة2011 هذه الديناميكية التي تفوق المتوسط في السنوات الأربع الأخيرة فقد تقدمت الصين23 مرتبة وباتت تحتل المرتبة ال.39 وتستفيد البلاد كثيرا من الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية وصناعات السياحة, ومنها الاستثمارات في معرض أكسبو2010 في شنغهاي ودورة الألعاب الأوليمبية في بكين في.2008 غير أن النمو الاقتصادي السريع في أكثر البلدان اكتظاظا بالسكان في العالم, وبطبيعة الحال النتائج المترتبة علي الطفرة السياحية, تخلف وراءها مشكلات بيئية. وعلي الرغم من كل هذا, لا تزال أوروبا حاضرة بقوة في المراتب العشر الأولي. فهناك سبع وجهات أوروبية تحتل مواقع في هذه المجموعة. أما بالنسبة إلي الخاسرين الأوروبيين في التقرير فتبرز اليونان والبرتغال. وتعكس النتائج الخاصة بهاتين الوجهتين السياحيتين الرائجتين إلي حد كبير تبعات الأزمة الاقتصادية وأزمة الديون اللتين ضربتا البلدين بقوة. وبدت آثار الاضطرابات العامة علي الحركة الجوية, وبالتالي علي السياحة واضحة. وتعاني البرتغال خصوصا نتيجة نقص الأموال اللازمة للاستثمارات في البنية التحتية التي يجب القيام بها بصورة عاجلة, وقد تراجعت البلاد ثلاث مراتب مقارنة مع عام2008 وباتت الآن في المرتبة ال18 فقط. ولا تحتل اليونان حالياأكثر من المرتبة ال29 في القائمة الحالية, متراجعة من المرتبة ال22 عام.2008 وهناك فائز حقيقي في التقرير هذا العام هو الجبل الأسود, فالدولة الواقعة في منطقة البلقان ذهبت إلي حد إدراج حماية البيئة في دستورها, وتعتمد علي تطوير قطاع الفنادق بطريقة مستدامة فيما تجعل من مناطقها الجبلية وجهات رائجة لممارسة رياضتي المشي والتزلج. وقد سمح القرار بعدم احتضان السياحة بأعداد ضخمة, كما فعلت إسبانيا مثلا في ثمانينيات القرن الماضي, لمونتينيجرو بأن تقفز من المرتبة ال59 عام2008 إلي المرتبة ال36 في الدراسة الأخيرة.