أكدت الفنانة فردوس عبد الحميد أنها لم تصادف الدور الذي تشارك به في سباق رمضان هذا العام ولكنها غير حزينة لأن جلوسها في البيت انتظارا لعمل ترضي عن نفسها فيه أفضل من المشاركة في عمل تكون غير راضية عنه وأضافت في حوارها مع الأهرام المسائي أن الدراما اتخذت منحني آخر غير الذي كانت تعرفه وأبناء جيلها وأن الكتابة للدراما اتخذت طابعا آخر غير الذي كان يتبناه محسن زايد وأسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي والإخراج أيضا صار علي نفس النهج فلم نعد نري قضايا مهمة في الدراما التليفزيونية إلا القليل. ورفضت فردوس النماذج التي تتناولها الدراما عن المرأة وقالت لا يجب أن أمتهنها إلي هذا الحد مؤكدة أن دوافع تجسيدها لدور أم في مسلسل الأسطورة هو رغبتها في تصحيح صورة المرأة والأم دراميا.. وتفاصيل أخري في هذا الحوار: علي الرغم من نجاحك رمضان الماضي إلا فإنك لم ترتبط حتي الآن بعمل درامي فما السبب؟ أنا فنانة ولم يكن الفن بالنسبة لي يوما مجرد أكل عيش والسلام, والحقيقة أنني لم أجد الدور الذي يجذبني إليه, فأنا هاوية ولا أقدم إلا الشخصية التي تشدني وأعرف أنني سأجسدها بحب وغير ذلك فالجلوس بالبيت أفضل من ظهوري في عمل يأخذ من رصيدي الفني, فالممثل المحترف لا يجب أن ينزل بفنه بل يصعد ودوري في الأسطورة كان جميلا حتي إن بعض الشباب الذي لم يكن يعرفني ولم يشاهد لي أعمالا من قبل ركز معي وبدء ينتظرني ويسألونني عن العمل في الشارع وهذا وحده كان كافيا بالنسبة لي. كيف ترين دور الفن وهل مازال له نفس التأثير السابق علي الناس؟ لا أحد ينكر الدور المهم والحيوي للفن ولكن وللأسف بالرغم من أن الدولة تحارب في كل اتجاه الإرهاب إلا أنها لم ترع الفن بالشكل الذي يجب أن يكون ولم تنتبه بعد لدوره وتأثيره الخطير علي الناس وأنه أولي الوسائل التي تؤثر علي عقل ووجدان المواطن ويمكن من خلاله وضعه علي الطريق الصحيح, ولم تنتبه بأنه يمكن تغيير الخطاب الديني من خلال تغير نظرة المجتمع للجمال والخيال وهو ما يمكن من خلال الفن وعليها أن تكرس من وقتها وأموالها بعضا مما يساعدها علي تقديم فن هادف للناس كما كان يحدث من قبل. كيف تقرئين الأعمال التي تكثر بها مشاهد المخدرات والتجاوز في الألفاظ ؟ لم يكن يستطيع المخرج قبل ذلك أن يظهر بطل عمله وهو يدخن السجائر خاصة ونحن في مجتمع يعاني جزء كبير من أبنائه من الأمية بالإضافة إلي عدم وجود الوعي الكافي لبعض المتعلمين أيضا لأن الفن هو أقرب الوسائل للتأثير علي المشاهد, فعندما يري هذا الإنسان قليل الثقافة والأمي بطل أو بطلة العمل وهو يدخن ويقول وتقول ألفاظا سيئة طبيعي جدا أن يقلدهم. وهل تلمحين في كلامك عن دور الرقابة؟ نعم فقد كان لديها قديما من الوعي ما يمكنها من رفض الأعمال التي بها تجاوزات لفظية أو مشاهد لا تليق, نعلم أن الشارع مليء بالموبيقات وبه من السلبيات الكثير ولكن يبقي وعي المسئولين حاضرا بأن ما يحدث في الشارع لا يجب أن ينقل كما هو علي شاشة التليفزيون فقد اختفت القيمة وبدأت تتلاشي النماذج الجميلة التي كنا نراها. ألا ترين أن دور الأم لم يسلم من التشويه الدرامي ؟ هذه أحد أسباب موافقتي علي الأسطورة فقد تعمدت تجسيد دور الأم في المسلسل لتصحيح صورتها بعد أن امتهنت في العديد من الأعمال الدرامية ولا أعرف لماذا يصر الكتاب علي إظهار النماذج السيئة للمرأة رغم وجود نماذج مشرفة فهناك الأم المكافحة والأم المعطاءة والتي تضحي من أجل أبنائها وهناك أيضا الأم القائدة التي تدير دفة بيتها بعد رحيل الزوج وهي نماذج أصبحت مختفية في الدراما واستبدلت بنماذج ما أنزل الله بها من سلطان ولا أظنها بريئة بل موجهها تمتهن صورة المرأة المصرية, رمز الأم لدي الأسرة المصرية خطير ومهم ولا يجب أن أتدني بها لهذا المستوي, الآن نحن في حاجة إلي أعمال جيدة لترميم وتصحيح صورة الأم المصرية بعد ما أصابها من تشوهات درامية كاذبة. قدمت شخصية اسيدةب في مسلسل اأنا وأنت وبابا في المشمشب وكانت شخصية من الصعب أن يقبلها أي ممثل كيف قبلت تجسيد هذا الدور ؟ أنا ممثلة وأقبل أي دور يعرض علي طالما أستطيع تجسيده وأهم الأدوار التي تترك أثرا لدي المشاهد هي الأدوار الصعبة التي يرفض الكثيرون أداءها وهذا الدور تحديدا حفر في عقل ووجدان المشاهد وإلي الآن أجد من يذكرني به رغم مرور كل هذه السنوات عليه. جمعك بالمخرج الكبير محمد فاضل الزواج والفن ما تأثيره علي حياتك الفنية ؟ أنا ممثلة قبل أن أتزوج من المخرج الكبير محمد فاضل, وقدمنا معا مسلسل اليلة القبض علي فاطمةب, والعلاقة الفنية استمرت في أعمال غاية في الروعة وكونا مجموعة فنية جميلة نتجت عنها أعمال جيدة. لماذا رفضت المشاركة بمسلسل اليالي الحلمية؟ لأنني ضد ظهور الممثل في أكثر من دور بموسم واحد لأنه سيحطم مصداقيته لدي المشاهد ولن يراه في هذا أو ذاك, ولكن لو أن الأعمال تعرض في أوقات مختلفة يكون أفضل طبعا ولا ننسي أن الممثل نفسه يحدث له نوع من التشتت يظهر في أدائه بشكل ملحوظ لأنه يمثل في بلاتوه وهو يفكر في الوقت لأنه مرتبط بالتصوير في بلاتوه آخر, وكان من الصعب الاعتذار عن اليالي الحلميةب لأنني كنت عضوا أساسيا فيه, لكنني كنت قد ارتبطت بالأسطورة. هل يختلف مصطلح االمجموعة الفنيةب عن الشللية؟ فرق كبير, المجموعة الفنية التي تشكلت مني وفاضل وأسامة أنور عكاشة مما أفرزت أعمالا كبيرة وناقشت قضايا هامة فمثلا اعصفور النارب كان يتحدث عن الطاغية الموجود في إحدي القري ويسيطر علي كل شيء ثم ينقلب أهل القرية عليه ويثيرون وكانت هذه نظرة استشرافية سبقت ما حدث في يناير بسنوات, أيضا مسلسل اوقال البحرب يتناول ثورة بلد يطمع فيها الأجنبي الذي يريد أن يحصل علي الكنز الموجود فيها وكلها فيأتي بأحد أبناء القرية ويقيمه في فيلا ليستغله ثم بعد أن يبيع بلده يطرده وهذا العمل كان استشرافا لحرب الخليج, أيضا اليلة القبض علي فاطمة تناول الانفتاح الاقتصادي وما فعله في المجتمع, فقد شكلوا فريق عمل لطرح قضايا مهمة تخص مصر ومناقشتها فنيا, والآن ماذا نري من قصص لرجل يخون امرأة أو تاجر مخدرات أو راقصة أو ما شابه ذلك بعيد عن القضايا الحقيقية, ولكن إحقاقا للحق رفع يد الدولة عن الإنتاج سبب من أسباب تراجع الموضوعات التي تناقش في الدراما, الآن أصبح رأس المال هو المتحكم فيما يقدم للناس من أعمال متدنية القيمة, للأسف الفن ليس حرا الآن. شاركت في السينما با11ب فيلما لماذا برأيك تراجع دور السينما في السنوات الأخيرة؟ الدولة هي السبب, فمثلا فيلم اناصر56 ب إذا عرض علي منتج خاص لن يقدمه ورغم أنه إنتاج التليفزيون تكلف3 ملايين جنيه وكانت إيراداته14 مليونا, وهذا دليل علي أن الجمهور يذهب إلي الأعمال الجيدة وأنه بريء من مقولة االجمهور عايز كدهب الناس تفهم وتعي جيدا وتعرف قيمة الأعمال المهمة ووعيها زاد أكثر بعد آخر سنوات مرت علي مصر فقط أتمني أن يحترم المنتجون عقول جماهير السينما. تعتبرين ابنة المسرح بالأساس, وقدمت العديد من الأعمال المسرحية أين أنت منه الآن؟ شاركت في أعمال عديدة منها اماكبثب, االفارس والأسيرةب, اعجايبب, واالكل في واحدب ولكن لأن الحركة المسرحية تمر بوعكة مثلها مثل باقي الفنون توقفت ولكني أستعد الآن لعمل مسرحي قريبا جدا.