مؤتمرات حاشدة لمرشحي القائمة الوطنية بالإسماعيلية قبل الصمت الانتخابي    الصكوك السيادية بين تعظيم الاستفادة من الأصول وجذب الاستثمارات، مكسب أم رهن لممتلكات الدولة؟    إيران: أمريكا ليست مستعدة لإجراء مفاوضات نووية «متكافئة وعادلة»    نادين السلعاوي: أهدي جائزة أفضل لاعبة في دوري المرتبط للجماهير    في غياب رونالدو، تشكيل البرتغال أمام أرمينيا في تصفيات كأس العالم    تجديد حبس المتهم بقتل مهندس الإسكندرية 15 يوما على ذمة التحقيقات    عرض فيلم "المهاجر" ضمن برنامج كلاسيكيات القاهرة احتفاءً بتكريم خالد النبوي الليلة    حلا شيحة : دينا الشربينى جدعة ونيتها طيبة ومش خرابة بيوت ولكل من خاض فى عرضها اتقوا الله    عرض أول ل 10 أعمال بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي    بتوجيهات شيخ الأزهر .. دخول قافلة «بيت الزكاة والصدقات» الإغاثية الثانية عشر إلى غزة    الجامعة العربية تستضيف الدورة 110 للجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأراضي المحتلة    البنك الأهلي المصري راعي منتدى ومعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2025 Cairo ICT    الإسكان: حلول تنفيذية للتغلب على تحديات مشروع صرف صحي كفر دبوس بالشرقية    إنجاز دولى للجامعات المصرية بالبطولة العالمية العاشرة للجامعات بإسبانيا    عودة قوية للجولف في 2026.. مصر تستعد لاستضافة 4 بطولات جولف دولية    اعتماد تعديل تخطيط وتقسيم 5 قطع أراضي بالحزام الأخضر بمدينة 6 أكتوبر    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    الطقس: استمرار تأثير المنخفض الجوي وزخات متفرقة من الأمطار في فلسطين    أجواء شتوية رائعة فى أسوان واستقبال أفواج سياحية جديدة.. فيديو    أصوات انفجارات لا تتوقف.. قصف مدفعي إسرائيلي على المناطق الشرقية لخان يونس بغزة    ترامب يواصل إفيهات للسخرية من منافسيه ويمنح تايلور جرين لقبا جديدا    خالد النبوي: حسين فهمي أستاذ وصديق    كاتب بالتايمز يتغنى بالمتحف المصرى الكبير: أحد أعظم متاحف العالم    إيطاليا ضد النرويج.. هالاند يطارد المجد فى تصفيات كأس العالم    الأزهر للفتوى: الالتزام بقوانين وقواعد المرور ضرورة دينية وإنسانية وأمانة    وزير الصحة يكشف مفاجأة عن متوسط أعمار المصريين    10 محظورات خلال الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب 2025.. تعرف عليها    مواعيد وضوابط امتحانات شهر نوفمبر لطلاب صفوف النقل    القاهرة الإخبارية: اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع بغرب كردفان    وزارة «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في 4 محافظات    «الإسماعيلية الأهلية» تهنئ بطل العالم في سباحة الزعانف    جامعة قناة السويس تُطلق مؤتمر الجودة العالمي تحت شعار «اتحضّر للأخضر»    منتخب مصر يستعيد جهود مرموش أمام كاب فيردي    "الداخلية" تصدر 3 قرارات بإبعاد أجانب خارج البلاد لدواعٍ تتعلق بالصالح العام    عظيم ومبهر.. الفنانة التشيكية كارينا كوتوفا تشيد بالمتحف المصري الكبير    سماء الأقصر تشهد عودة تحليق البالون الطائر بخروج 65 رحلة على متنها 1800 سائح    مصر وتشاد يبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    بن غفير: لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني هذا شيء "مُختلق" ولا أساس له    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يواصل تنظيم فعاليات المبادرة القومية "أسرتي قوتي" في الإسكندرية    انطلاق أسبوع الصحة النفسية لصقل خبرات الطلاب في التعامل مع ضغوط الحياة    برنامج بطب قصر العينى يجمع بين المستجدات الجراحية الحديثة والتطبيقات العملية    إخماد حريق نشب داخل شقة سكنية دون إصابات في الهرم    الفسطاط من تلال القمامة إلى قمم الجمال    «البيئة» تشن حملة موسعة لحصر وجمع طيور البجع بطريق السخنة    الأوقاف تعلن عن المقابلات الشفوية للراغبين في الحصول على تصريح خطابة بنظام المكافأة    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    البورصة تستهل تعاملات جلسة اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 بارتفاع جماعي    كفاية دهسا للمواطن، خبير غذاء يحذر الحكومة من ارتفاع الأسعار بعد انخفاض استهلاك المصريين للحوم    تقرير: أرسنال قلق بسبب إصابتي جابريال وكالافيوري قبل مواجهة توتنام    بمشاركة 46 متدربًا من 22 دولة أفريقية.. اختتام الدورة التدريبية ال6 لمكافحة الجريمة    متحدث الصحة: ملف صحى إلكترونى موحد لكل مواطن بحلول 2030    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    محمد فراج يشعل تريند جوجل بعد انفجار أحداث "ورد وشيكولاتة".. وتفاعل واسع مع أدائه المربك للأعصاب    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    كمال درويش يروي قصة مؤثرة عن محمد صبري قبل رحيله بساعات    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيا بنا إلي الكوثر!

نعم.. النص أكثر ذكاء من صاحبه, هكذا عبر- ألبرتو ايكو صاحب اسم الوردة درة الأعمال الروائية في القرن الماضي- عن كيمياء الإبداع وما تحتويه من توهج وانفعال وتشوق. فليست النصوص الأدبية وعلي إطلاقها سوي مخاضات فكرية وفنية تحمل من دلالات المعني ما يتجاوز دلالات اللفظ ومعطياته بل واللغة بأسرها,فرحابة النصوص تتضاءل أمامها آفاق الكون ورحابته,ذلك لما تقدمه من إيحاءات وعطاءات فياضة, فالنصوص في علويتها تمثل طاقة ملهمة مجددة لاشراقات كامنة في نفس ووجدان الأديب لتتألق في فضاءات لم يكن لذاته بها توقع أو احتمالية أو تخيل.
نعم فالنصوص ملكات استثنائية تتقدمها اكتشاف إبداعية الأديب لما تمثله من تشريح لومضات الوعي الخلاق وحيز الشعور واللاشعور ومساحات الكوامن والخوافي,ولعل رواية حافة الكوثر للشاعر والروائي( علي عطا) قد أتت ممثلة لكل ذلك وبعضه في آن. ولعل الفكرة المركزية للرواية قد جاءت ممسكة بتلابيب القضية الكبري المؤرقة للإنسان المعاصر تلك التي مثلت باعثا قويا لهروبه وفراره إلي واقع مرير أفرزه واقع معاش يقذف بأفراده جميعهم علي أعتاب الكوثر,تلك الواحة الحافلة بأفراد تتباين وضعيتهم وتختلف ظروفهم ومقدراتهم الحياتية أشد الاختلاف وأقواه, لكن جميعهم أفراد أنهكتهم خطايا الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي وجملة التناقضات الصارخة التي تخرج العقل عن أطواقه محدثة لهزات نفسية مروعة من ثم يصبحون فريسة لليأس والإحباط والكآبة ويدخلون دوائر اللامعني ويصير الهذيان هو اللغة المشتركة بينهم,لكنه هذيان الوضوح والمكاشفة ومحاولات الاقتراب من الحقيقة علي نحو من الانحاء بعيدا عن الزيف والتلبيس والاختلاق ليصبح الكوثر هو الوطن البديل أو العالم الأسمي ذلك الذي يزهد مقيمه في الخروج إلي غيره!!
إن الرواية إنما تزخر بالشيء الكثير من أصداء السيرة الذاتية التي تحتشد فيها التأملات حول جغرافيا التاريخ وتاريخ الجغرافيا ذلك المرتبط بتلك البقعة المحفورة في الذاكرة بكل تفصيلاتها وتحوراتها وتكثر فيها إطلالات الوعي المتفتق علي صخب البانوراما الحياتية وممارسة الإسقاط علي الطلسمات المجتمعية والسياسية والثقافية..ولعل أفضل ما تثيره الرواية من قضايا هو ذلك الطرح المتعلق بتلك الاشكالية الحضارية شديدة الوطأة علي العقل العربي والإسلامي,إذ جاء علي لسان أحد رواد الكوثر أن نظرية النسبية لاينشتين هي نظرية خاطئة وكذلك نظرية الانفجار العظيم لهوكينج لا تعدو أن تكون خرافة كبري مستدلا بالمصداقية القرآنية والسنة النبوية,ذلك أن الآفة الفكرية في المجتمعات العربية إنما تتمثل دوما في عقد المقارنات بين الثوابت والمتغيرات,فالأديان السماوية وعلي اختلافها تطرح الحقائق اليقينية العليا بينما العلم يقدم حقائق متغيرة خاضعة للإثبات والنفي طبقا لمعطيات المد الزمني ومن ذلك تبدو مفردات المعادلة غير منطقية.
وإذا كانت هذه إحدي أقاويل أشخاص الرواية فان شخصا آخر قد طرح حلا ناجعا لأزمة أفراد الكوثر بل ولغيرهم خارج المصحة ذلك حين أكد ان العلاقة بالله ستظل هي العاصم الأوحد والملاذ الواقي من الجنون والانتحار وليس هناك من بديل علي الإطلاق مهما تباينت الأزمنة والأمكنة..فمصحة الكوثر تلك القابعة بين الغابات الأسمنتية قد باتت تمثل لساكنيها فردوسا يتأبي علي جحيم الواقع,وجدلا لو خطر لأحدهم فكرة أن يغادرها عائدا إلي بيته أو عمله فلن يتمكن من التكيف والاندماج وستكون العودة إليها غالبا بدافعية ذاتية أكثر من كونها بفعل الإرادة الأخري.
إن الشاعر علي عطا قد أراد أن تمثل روايته الأولي حافة الكوثر صرخة مدوية في وجه كل الموبقات الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية ولعلها تكون النبتة الأصيلة في انطلاقاته نحو مشروع روائي يعبر في افاضة عن نبض لحظات التأزم في أطوارها وغرائبها التي يعايشها الانسان المصري والعربي,وليظل يوقظ داخلنا آلام الواقع المتردي ويرصد تأوهات من دخلوا الكوثر خلال ذلك الجرح السري الذي يكمن بداخل كل مبدع كما قال جان جينيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.