التعليم العالي والبحث العلمي يمثلان قاطرة التغيير والتنمية في بلد يأخذ بأسباب النهوض والتقدم مثل مصر..فلن( يبني ملك علي جهل وإقلال), كما قال شوقي أمير الشعراء..ويجيء وزير..ويروح وزير والأسئلة الصعبة لا تجد إجابة.. هرب منها الوزراء المتعاقبون علي سدة التعليم العالي والبحث العلمي لسنوات طوال..!! وزير التعليم العالي الجديد عمل أستاذا زائرا بأرقي الجامعات في أمريكا مثل كلية طب الأسنان جامعة جورجيا بالولايات المتحدةالأمريكية, وأستاذا زائرا بكلية طب الأسنان جامعة تكساس بهيوستن, وشغل منصب أمين لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلي للجامعات, وعضو اللجنة الدائمة للترقيات بالمجلس الأعلي للجامعات..تحفزني سيرة ومسيرة الوزير الجديد د. خالد عبدالغفار لطرح الأسئلة ويبلغ بنا الطموح الي حد الجموح فننتظر منه إجابات علي هذه الأسئلة فوجود رجل بهذا المستوي علي رأس التعليم الجامعي يجعلنا نستشعر الأمل ونؤمل خيرا, فقد هرمنا دون أن نجد جوابا شافيا حول مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في عالم متغير,يلهث خلف الجديد ويلاحق التطورات العالمية,علما, وبحثا, وتطبيقا,هناك عشرات الملفات يا سيادة الوزير بحاجة الي قرار شجاع فلن تجدي( الطبطبة) شيئا فالمعارك الكبري يخوضها العظماء, صناع التاريخ وليس أكبر من معركة تهدف الي الارتقاء بعقل مصر( الجامعات والمراكز البحثية) فمثلا سيدي الوزير هناك ملف متخم بالمشكلات اسمه( المعاهد الخاصة العليا والمتوسطة) مليء بالكوارث وعندي ما يشيب لهوله الولدان فقد كنت عميدا لمعهد خاص..واعرف الكثير, هذه المعاهد بحاجة الي مراجعة شاملة من حيث هيئة التدريس والمناهج والاجهزة والتجهيزات ومدي ملاءمتها لتكون دورا للعلم..! وهناك يا سيادة الوزير ملف الجامعات الخاصة وقانونها الخاص بها.. ودعني اسأل:لماذا لا يخضع التعليم الجامعي كله( معاهد وجامعات حكومية وخاصة) لقانون واحد ومعايير واحدة أليس الهدف واحدا؟؟ والرسالة واحدة؟؟ والمنتج المنشود واحدا؟؟ لماذا تركنا المعاهد والجامعات الخاصة تتاجر( في الواقع) وغير هادفة للربح( علي الورق)؟؟ لقد استقلت مرتين من عمادتين في جامعات خاصة تتغول علي الطلاب وأولياء الامور وتتاجر في الهواء الذي يتنفسه الطلاب, فضلا عن مستوي هيئات التدريس وكفايتهم ومستوي الخدمة المقدمة للطلاب.. وللانصاف بعض هذه الجامعات الخاصة أفضل بكثير من جامعاتنا الحكومية لكنها تبالغ في المصروفات وتباهي بأنها الأعلي والأغلي في عملية تسليع مخيفة جدا للتعليم الجامعي!, ينتظرك سيدي الوزير ملف الجامعات الحكومية بما فيه من نكبات.. مثلا.. قرابة50% من هيئات التدريس بكليات الآداب والتربية والتجارة والحقوق يخرجون الي المعاش( علي درجة مدرس!), ويكافأ هذا المدرس الذي فشل في الترقية بتعيينه أستاذا متفرغا بعد المعاش؟؟ ثم تتهم لجان الترقيات بكل العيوب والنواقص..!!, في بعض الجامعات الحكومية يحشر الطلاب حشرا في قاعات تفتقر الي ألف باء المبني الجامعي طبقا لمواصفات الجودة. ينتظرك سيدي ملف البحث العلمي.., في الجامعات والمراكز البحثية.., وجدواه ومستواه وقيمة ما يقدم في جامعاتنا الحكومية.., غثاء في غثاء.., ستجد بحوثا مكررة عديمة النفع والفائدة..!!, ثم سل يا سيادة الوزير مساعديك: هل توجد شبكة للبحوث تربط الجامعات المصرية والمراكز البحثية وإدارات الدراسات العليا بالجامعات.., ستجد سيدي أقساما علمية ليس فيها سوي مدرس أو أستاذ مساعد وتمنح درجات الدكتوراه والماجستير..!! دون وازع من ضمير علمي, ألم يحن الوقت لتهذيب درجات الماجستير والدكتوراه وضبط هذه الفوضي؟ كل الدعوات الصالحات بأن يوفقكم الله ويعينكم علي حمل ثقيل توارثتموه.