في حفل غداء خاص بنادي البرينال احتفل مهرجان برلين السينمائي الدولي ظهر أمس بتكريم الناقد المصري الكبير سمير فريد ومنحه جائزة كاميرا برينال لهذا العام في حضور كلاوس إيدر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقاد السينماFIPRESCI وقدم له التكريم مدير المهرجان ديتر جوسليك في حضور عدد من السينمائيين. وقال كلاوس إيدر الأمين العام للاتحاد الدولي للفيبريسي في كلمته التي ألقاها علي شرف الاحتفال بتكريم سمير فريد: إنه لا يحدث كثيرا أن يحصل نقاد السينما علي جوائز تكريم, لأنهم بمثابة الأطفال غير المحبوبين في العائلة السينمائية, إذا حدث شيء إيجابي لا ينسب إليهم الفضل وإذا وقعت أزمة أو مشكلة يقع الذنب عليهم. وأضاف أنه بالنظر إلي أعمال سمير فريد نستطيع أن نري مدي أهمية وجود نقاد السينما من أجل حياة واستمرار السينما; مشيرا إلي فريد الذي ولد عام1943 وينتمي لجيل أدرك الهدف من النقد وأنه ليس وسيلة لإطلاق الأحكام أو رفع الإبهام لأعلي أو إسقاطه لأسفل, وإنما هو وسيلة لاستكشاف السينما وشخصياتها ولغاتها, مؤكدا أنه ربما تبدو هذه الجملة قديمة لكن كتاباته تظهر أنه واقع في غرام السينما. وأشار إلي أنه علي مدار38 عاما من العمل وخلال رحلة مشاهدته وكتابته عن الأفلام كان يبحث عن تجاربه ومشاعره الخاصة في الحياة, وهو ما جعله لا يهتم بإغراءات عالم هوليود الترفيهي, وجعلته حساسا أكثر تجاه القصص الخاصة به وبمجتمعه وبلده, وعدد كبير من الكتب التي قام بكتابتها ووصلت الي60 كتابا تناول السينما المصرية والعربية, والسينما الفلسطينية وأيضا العلاقة بين السياسة والسينما وعن المبدعين مثل نجيب محفوظ ويوسف شاهين. وعن علاقة سمير فريد بالمهرجانات العالمية الكبري قال كلاوس: إن فريد حضر مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي للمرة الخمسين علي التوالي, وبدأت علاقته بمهرجان برلين السينمائي الدولي في عام1979, وعندما يحضر المهرجانات العالمية يتتبع مسيرة عدد من صناع الأفلام المميزين أمثال كين لوتش, ويكتب عن أعمالهم بالتفصيل للجمهور وعن الأعمال العربية والمصرية المعروضة, ويظهر في كتاباته سواء كانت بالعربية أو الإنجليزية أو بالفرنسية أنه لا يعرف فقط السينما العربية بشكل جيد لكنه يمتلك أيضا موهبة مميزة في تحليلها وتفسيرها. واقتبس كلاوس مقولة سمير فريد قالها بعد حصوله علي تكريم في دلهي عن مجمل أعماله ومسيرته المهنية وهي واحدة من العديد من الجوائز التي حصل عليها في حياته سواء علي المستوي المحلي أو العالمي قال فيها: إن الناقد شخص محترف يستطيع أن يقدم المفتاح لعمل فني لا يدركه آخرون, مشيرا إلي أنه المؤسس لمصطلح الواقعية الجديدة الذي ظهر في بداية الثمانينيات من القرن الماضي مع المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة. وأكد أن فريد لا يهتم بالتنظير للسينما فقط وإنما أيضا بالحفاظ علي تاريخها حيث كتب مقالا نشر في عام1973 في مجلة ايكران الفرنسية السينمائية علي يد مارسيل مارتين يعد واحدا من الأعمال الأولي التي تناولت تاريخ السينما المصرية من بدايتها تحت عنوان الأجيال الستة للسينما المصرية, وكتب الكثير أيضا عن تاريخها بعد ذلك وله دور كبير في الترويج للسينما; حيث كان شريكا في تأسيس عدد من المهرجانات وكذلك تأسيس جمعية النقاد, وأنهي خطابه عن سمير فريد بأنه صانع وأيضا ممثل لذاكرة السينما المصرية المصرية والعربية. ومن جانب آخر عرض أمس في المسابقة الرسمية للمهرجان الفيلم الصادم البار للمخرج الإسباني اليكس دالاجليسا والذي يتناول فكرة الحصار وسيطرة الخوف علي الناس إلي الحد الذي يدفعهم للتخلي عن إنسانيتهم في بعض اللحظات حفاظا علي حياتهم من خلال مجموعة من الشخصيات المختلفة محبوسة طوال الفيلم داخل بار ويواجهون حقيقة أن كل من يخرج من باب هذا البار يقتل علي يد قناص لا يستطيعون رؤيته ولا يعرفون السبب وراء هذا ويزيد الامر غموضا أن القوات الخاصة تحضر الي المكان وتفتعل حريق ضخم لتبعد الناس عن البار ويظهر بوضوح أن هناك نية لتصفية كل من هم داخل البار وتحاول الشخصيات البحث عن تفسير منطقي لما يحدث والحفاظ علي حياتهم بشتي الطرق خاصة بعد أن يكتشفوا وجود جثة في المكان من الواضح أن صاحبها أصيب بفيروس قاتل لا يعرفون عنه أي شيء. وقال اليكس عن فيلمه إنه قدم فيه كوميديا سوداء أو ما يمكن أن يطلق عليه كوميديا بشعة ومرعبة, مضيفا أننا جميعا محاصرون بهويتنا الخاصة ونعيش داخل سجن بشع كبير ونبحث عن المخرج والذي من المفترض أن نشكر إنسانيتنا لأنها السبيل الوحيد للخروج من هذا السجن الضخم, مؤكد أن الفيلم لا يهدف للإشارة إلي أي جانب سياسي في محاولة إخفاء القوات الخاصة لقضية الفيروس بقتل كل الشخصيات- وانما يهدف بشكل اساسي الي تقديم الجانب الانساني ووحشية البشر في اثناء محاولاته للبقاء علي قيد الحياة.