يحتفل مهرجان برلين السينمائي الدولي ظهر اليوم بتكريم الناقد السينمائي الكبير سمير فريد ومنحه جائزة كاميرا برينال لهذا العام في حفل غداء خاص يقام بهذه المناسبة, ويلقي خلال الحفل الناقد الألماني كلاوس ايدر الأمين العام لفيبريسي الاتحاد الدولي لنقاد السينما خطابا علي شرفه. وشهد أمس الذي يعتبر خامس أيام عروض المسابقة الرسمية لمهرجان برلين عرضا واحدا من الأفلام المهمة التي اجتذبت الجمهور والنقاد إلي حد أن جميع تذاكر الفيلم في عروضه الأربعة الأولي نفذت بالكامل اثنان منها كانا بالأمس ويقام له اليوم عرضان آخران نفدت تذاكرهما منذ الأمس, وهو فيلم ذا اذر سايد اوف هوب أو الجانب الآخر من الأمل للمخرج الفنلندي اكي كوريسماكي, والذي تناول فيه قضية اللاجئين في أوروبا وعنصرية البعض تجاههم ولكن في إطار كوميدي. وتدور أحداث الفيلم في إطار قصتين تتقاطع خطوطهما خلال الأحداث القصة الأولي عن خالد لاجئ سوري يدخل إلي فنلندا بطريقة غير شرعية ويطلب حق اللجوء وبعد رفض طلبه يقرر أن يواصل حياته في فنلندا بدون أوراق رسمية ويعيش في الشارع الذي يلاقي فيها معاملة سيئة وعنصرية من الكثيرين, والقصة الثانية عن ويكستروم البائع المتجول الذي يقرر شراء مطعم بعد أن يربح في لعبة بوكر وتتقاطع القصتان عندما يجد الأخير نائما في جانب قريب من المطعم ويقرر أن يمنحه عملا ومأوي وتربطهما علاقة صداقة قوية بعد ذلك أشبه باليوتوبيا التي نحلم بها في العلاقات الإنسانية. وسيطرت حالة الكوميديا التي قدمها المخرج في فيلمه أيضا علي المؤتمر الصحفي حيث قال عن اختياره لفكرة الفيلم التي تتناول مشاكل اللاجئين إنه كان يفكر في البداية في تغيير العالم بهذا الفيلم ثم قرر أن يقتصر الأمر علي أوروبا التي بدأت تتغير تدريجيا ثم سيتجه إلي آسيا لتغييرها أيضا! مضيفا أنه بالتأكيد كل منا لديه حلم وحلمه هو تغيير عقلية الفنلنديين وقد ينجح أو لا ينجح في ذلك لأنه بعد حضور30 ألف عراقي إلي فنلندا منذ عدة سنوات تعامل الفنلنديون وخاصة الشباب معهم بطريقة بشعة لا أستطيع وصفها واتهموهم دائما بالسرقة وبالتأكيد لا أحب أن أري هذا النوع من التعامل في بلدي. وأضاف: أعرف أن السينما قد لا يكون لها تأثير كبير علي الناس ولا تستطيع أن تمنع حربا ولكن ما أريد قوله من خلال فيلمي هو أننا جميعا واحد وأقول للمشاهد الأوروبي إنه من الممكن أن تكون أنت هذا الشخص اللاجئ غدا وفي نفس موقف هذا الشخص. وردا علي سؤال عما يسمي بأسلمة أوروبا نسبة للإسلام أكد اكي أنه لا يري أي نوع من الأسلمة في أوروبا مضيفا: وعلي الرغم من هذا أعتقد أننا نحتاج إليه لأن دمنا أصبح باردا ونحتاج لتغيير طريقة التفكير وثقافتنا في التعامل مع البشر, مشيرا إلي أن ميركل هي المسئولة الأوروبية الوحيدة التي استطاعت التعامل مع أزمة اللاجئين وفتحت لهم الأبواب بينما الباقون يدبرون الألاعيب لخدمة مصالحهم.