انتهي العرس الإفريقي لكرة القدم والذي احتل فيه المنتخب الوطني المركز الثاني بحالة من الوهج الإعلامي والعاطفة الجياشة التي تكسوها الفرحة الغامرة لأغلب أبناء الوطن العربي من المحيط إلي الخليج, فها هي الأفراح في الضفة الغربية وقطاع غزة والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والكويت والأردن والعراق وغيرها, حتي الدول العربية التي كانت منتخباتها تنافس في البطولة. الأمر الذي دفع برئيس الجمهورية إلي استقبال المنتخب فور وصوله إلي أرض الوطن وهذا أيضا زاد من مشاعر الفرح والتقدير لأداء المنتخب الوطني, علي الرغم من أن المنتخب الوطني المصري هو صاحب الرصيد الأكبر من الفوز بالبطولة في كل مراحلها التاريخية حيث فاز بها سبع مرات من قبل, وبالتالي لم يكن من الطبيعي أن تعم الفرحة كل ربوع العالم العربي احتفالا بالمركز الثاني, بل كان الطبيعي أن تعم مشاعر الحزن والنقد الإعلامي الشديد للمنتخب الوطني والاتحاد المصري لكرة القدم الذي يقود اللعبة وإقالة مدرب الفريق, لأن المواطن العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص يرفض تماما أي مكان لكرة القدم المصرية علي المستوي الإفريقي غير المركز الأول. فما الذي حدث في تلك الحالة الجديدة علي المواطن والإعلام المصري والجمهور العربي الكبير وهو الفرح والابتهاج بالمركز الثاني ومصر هي قائدة القارة الإفريقية علي الصعيد السياسي بأكبر حضارة عرفها التاريخ وهي أيضا الأكبر علي مستوي القارة في كرة القدم ليس لأنها حصلت علي العدد الأكبر من البطولات بل لأنها هي الدولة التي أسست الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والبطولة ذاتها, الإجابة بكل بساطة دون الدخول في تفاصيل علمية عميقة ليس مكانها هذا المقال وكذلك الوقت, إنه هو تناغم سمات العلامة التجارية للدولة المصرية والعلامة التجارية لكرة القدم المصرية, فالعلامة التجارية لها أدوار وظيفية أربعة هي:1 الهوية2 الصورة3 الوعود4 العلاقة, وبشكل سريع وبسيط سوف أتحدث عن دور واحد للعلامة التجارية وهو الهوية, فالهوية تعني من نحن والجميع يعرف الهوية المصرية بأصولها الإفريقية والعربية ومن هنا كانت الفرحة العارمة باستعادة مصر لهويتها الإفريقية التاريخية بعد أن تم تجميد عضويتها وشعر الجميع بالحزن لأن اسم مصر كأحد أشكال العلامة التجارية لا يشكل هويتها الوطنية فقط بل يشكل هوية القارة الإفريقية والأمة العربية في العالم أجمع, أما هوية كرة القدم المصرية هي أكبر الأسماء والقائد علي مستوي القارة الإفريقية, فهي أكثر المنتخبات الوطنية التي حصلت علي البطولة الأكبر كما أن أنديتها الأهلي والزمالك هم أكثر الأندية حصدا للبطولات في القارة كما أن نادي القرن في القارة يأتي من مصر وهو النادي الأهلي. وبالطبع شكلت كرة القدم المصرية عبر منتخبها وأنديتها هوية لعلامة تجارية رائدة في عالم كرة القدم الإفريقية, التف وارتبط بها عاطفيا المواطنون المصريون وبالطبع أيضا المواطنون العرب وأصبحت جزءا من هويتهم الشخصية ونحن نطلق علي ذلك في عالم التسويق الرياضي ركوب العلامة, ومثلما فرح الجميع بعودة مصر إلي ريادة القارة الإفريقية فرح الجميع أيضا باستعادة العلامة التجارية لكرة القدم المصرية مكانتها أو ما يطلق عليه القيمة العادلة للعلامةBrandEquity بعد أن ابتعدت عن المشاركة في ثلاث بطولات متتالية, وهذا العرض السابق يطلق عليه العالم الآن في صناعة كرة القدم رأس المال العاطفي للعلامة التجارية في كرة القدم حيث يتم استثماره وله إيرادات وعوائد كبيرة منها ما يطلق علية الآن العائد النفسي للعلامة التجارية لكرة القدم والعائد النفسي هو الفائدة العاطفية والنفسية التي يعتقد المواطن أنه حصل عليها حتي وإن لم يشارك مع الفريق أو يشاهد المباراة في الإستاد أو يتحمل جزءا من النفقات سواء من جيبه الخاص أو الموازنة العامة لدعم الفريق وتسبب له السعادة, لذلك فإن الجميع سواء كان من وسائل الإعلام أو المؤسسات الاقتصادية والقيادات السياسية حاول أن يستثمر رأس المال العاطفي للعلامة التجارية لكرة القدم المصرية والتناغم الحادث بين استعادة مصر لمكانتها الإفريقية والعربية وأيضا استعادة العلامة التجارية لكرة القدم المصرية لقيمتها العادلة وركوب العلامة التجارية لتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية وتعزيز الهوية الوطنية وهذا شكل من أشكال العائد علي الاستثمار للعلامة التجارية للكيانات الرياضة. وفي النهاية يمكن أن يكون هناك عائد اقتصادي كبير وملموس للاقتصاد الوطني والمؤسسات الاقتصادية والإعلامية المصرية عبر استثمار رأس المال العاطفي للعلامة التجارية لكرة القدم المصرية في القارة الإفريقية والدول العربية وهذا ما سوف أتحدث عنه في المقال القادم.