أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن دولة الإمارات وشعبها يحبون مصر والمصريين وهذا ما نشأوا عليه فهم من علمونا ونحن صغار مشيرا الي انه عندما قرر الزعماء العرب خروج مصر من الصف العربي عارضهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وهو من اعاد مصر الي الصف العربي حينما قال للزعماء العرب انه لا بد من عودتها لان مصر هي روح الدول العربية. جاء ذلك خلال الجلسة المفتوحة التي عقدت مساء امس في اليوم الاول لاعمال القمة العالمية للحكومات في دبي والتي تحدث فيها الشيخ محمد بن راشد عن كيف نستأنف حضارتنا العربية واجاب خلالها علي الاسئلة التي وجهت اليه عبر منصات التواصل الاجتماعي ومن عدد من الشخصيات العامة العربية. وقال الشيخ محمد بن راشد ان الحضارة الاسلامية هي التي انارت العالم كله الا اننا نري الان من يدعون الي الفرقة ويقتلون بعضهم البعض باسم الدين ويفجرون انفسهم باسم الدين وهذا الفهم للدين خطأ فالاسلام دين تسامح. وحول رؤيته لتطوير جامعة الدول العربية قال انها يجب ان تكون جامعة بمعني الكلمة ويجب ان تفتح المجال امام الشباب العربي ومشاريعه الجديدة وايضا للمتخصصين فالكثير من الشباب العربي لديه روح ايجابية وافكار جديدة. ودعا الي انشاء فرع لجامعة الدول العربية بدولة الامارات مؤكدا استعدادها لتدريب هؤلاء الشباب حتي يصبحون جاهزين للقيادة والادارة في المستقبل. وكانت أعمال الدورة الخامسة ل القمة العالمية للحكومات التي تعقد تحت شعار استشراف حكومات المستقبل وتستمر لمدة3 ايام قد بدأت امس في قاعة مدينة جميرا لبحث الحراك العالمي الكبير والتعاون الدولي للتصدي للمتغيرات المتسارعة التي تؤثر علي أداء الحكومات حاضرا ومستقبلا..إضافة إلي الخروج بإطار علمي وعالمي للتعامل مع تحديات المستقبل ورفع مستوي استعداد الحكومات والهيئات بمختلف تخصصاتها لاستشراف المستقبل وتحقيق الخير لكل الشعوب. وبدأت أعمال المنتدي بجلسة رئيسية تحدث فيها محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شئون مجلس الوزراء والمستقبل ورئيس القمة وكلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدي الاقتصادي العالمي وتركزت علي المتغيرات التي يشهدها العالم حاليا خاصة ما يتعلق بصعود الشعبوية والقومية بما يؤشر علي انتهاء العولمة وتراجع التوجه نحو التحالفات. من ناحية اخري تحدثت كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي عن التحديات والفرص الاقتصادية التي تواجه العالم في ظل التغيرات المتسارعة.. مشيرة فيما يتعلق بالمخاوف المحتملة من احتمالات عدم الاستقرار الحالية الي أن الوضع يختلف بين الدول حسب سياساتها ونتائج الانتخابات فيها.. مؤكدة أن التغيير أمر لا بد منه ويجب توقعه والتخطيط له. وأشارت لاجارد إلي أن نسبة كبيرة من الأجيال الشابة لم تعد تحقق دخلا يزيد علي دخل الآباء في السابق فضلا عن انعدام المساواة الاجتماعية في كثير من الدول. وفي جلسة عن التطرف أكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبدالله العتيبي إن التطرف إيديولوجية فكرية تتم صناعتها وليست ردة فعل علي الأوضاع السياسية أو الاجتماعية التي يواجهها الأفراد. وأشار إلي أنه رغم توجيه اصابع الاتهام للأمة الإسلامية في الوقت الحالي جراء تلك الجماعات المتطرفة إلا أن الكثير من الديانات والحضارات والدول علي مر التاريخ عانت من الفكر المتطرف وذلك نتيجة لتأويل واجتزاء النصوص الدينية من سياقها الطبيعي واستخدامها بما يخدم مصلحة هذه الجماعات. وقال إن التطرف عبارة عن صناعة تقوم علي ثلاث مراحل صناعة السخط عبر توليد أفكار الغضب الشديد تجاه الأوضاع وهناك صناعة الإحباط وتعتمد علي الهجوم علي كل ما تقوم به الحكومات من مشاريع تنموية وإصلاحات وذلك بهدف ضرب مشروعية الدولة إضافة إلي مرحلة صناعة العنف التي تستند إلي القوة العسكرية بحيث تبني منظومات سرية قائمة علي عمليات اغتيال وقتل القادة والسياسيين وأفظع أشكال القتل كما نشهده اليوم من خلال تنظيم داعش.